همسة لك ايها الطالب

اخواني الطلاب:

اود ان انقل لكم هذه الباقة من الكلمات التي اعجبتني.

"كتبت إلي إحدى الأخوات تشكو أنها كانت ترغب طوال حياتها أن تدرس أحد
التخصصات العلمية لكن لأسباب خارجة عن إرادتها وجدت نفسها في كلية أدبية.
ومع اجتهادها تخرجت من هذه الجامعة وحصلت على منحة دراسية لدراسة
الماجستير في تخصصها الأدبي لكنها ما زالت لا تشعر بالرضى عما هي فيه.
والواقع أن هناك ملايين من البشر يخرجون إلى أعمالهم كل صباح وهم ليسوا
راضون عنها ويتمنون لو وجدوا أي فرصة للفكاك منها.

أما أنا
فأنظر إلى مثل هذه الأخت الكريمة على أنها ثروة لا بد أن نستفيد من
تميزها. وفقدان الحماس للعمل والدراسة أحد الأمراض الفتاكة التي تعصف
بأصحاب القدرات المميزة قبل العاديين من الناس.. ولذا أحب أن أشارككم ببعض
الأفكار الصغيرة التي قد تساعد كل من لا يجد الحماس الكافي والرضا عما
يدرس أو يعمل:

- كثيرا ما نعتمد على الأحلام التي تراودنا في
مرحلة الشباب المبكر (أيام الدراسة الثانوية) حول التخصص الذي نريد.. فقد
تكون ممن كان يحلم أن يصبح طياراً أو طبيباً أو مدرساً منذ صغره. وكثيراً
ما تسير الأمور على غير ما نهوى. فنصاب بالأسى والحزن. والحقيقة أن
اختيارنا ذاك – في غالب الظن – ليس له علاقة بما يمكن أن نبدع فيه بل كان
عشوائياً ومرتبطاً بما كنا نسمعه عن هذا التخصص أو ذاك ممن نثق بهم ونحبهم
أو متأثرين بصورة المجتمع عنه. ومع تقدم السنوات في مرحلة تأجج العواطف
ينغرس في حسّنا أن هذا بالفعل هو التخصص الذي نريد.

- أحلامنا
وطموحاتنا نصنعها بأيدينا.. وهذه نقطة مهمة.. فنحن نستطيع أن نبني أحلامنا
وما نعشقه بأيدينا إذا استطعنا أن نوجد الدافع والمحفز من ورائه..ابحث
دائماً عما يثير لديك الحماس من وراء التبحر في هذا التخصص أو ذاك.. أنا
لا أحب الجغرافيا لكني لو كتب علي دراسته لبحثت عن الزوايا الجميلة
والملهمة فيه وبدأت أستمتع بدراسته.

- أثر الأسئلة: لكي تثير
الحماس لديك أبدأ بإثارة أسئلة تحفزك للبحث عن إجابات قال أحدهم: "الذي
يسأل الأسئلة الصحيحة سيجد الإجابة الصحيحة". فمثلاً من يدرس في علم نمو
الأطفال يمكن إن يستثير نفسه بطرح أسئلة كثيرة.. ما الذي يجعل من طفل ودود
ولطيف ومن آخر عنيف وبارد الإحساس. كيف أتنبأ منذ المراحل المبكرة بالطالب
الذكي فأحمسه والطالب الضعيف فأساعده.. وهكذا استثر أسئلة واستفسارات ثم
ابحث عن إجابة شافية لها.. وهكذا ستجد أنك غارق في عمق التخصص مستمتع به
وأنت لا تدري.


- امتلك روح الفضول والاستكشاف. كم تدهشني
نظرات الطفل وهو يتفحص شيئاً جديداً بالنسبة له. تجده يقلبه المرة تلو
الأخرى دون كلل أو ملل وإذا عجز عن فهمه تقرب إلى (الراشد) الذي يرعاه
يطلب منه المساعدة. وعندما تتطور لديه المهارة اللغوية يبدأ بطرح سيل لا
ينتهي من الأسئلة بحثاً عن تبرير وتوضيح لكل شيء. ومع ما نمارسه من كبت
لهذا الفضول معهم في البيت والمدرسة.. ننجح -للأسف- في تحويره إلى شخصية
سطحية خاوية تمر على الأشياء دون إن تثير لديه أي اهتمام أو تعجب.

- تذكر عامل الوقت: لو سألتك ما الذي يجب أن تفعله الآن لتصبح عالماً في
الحديث النبوي. سوف تقول ربما تقرأ كتاباً أو تحفظ حديثاً. ولكن ما الذي
يمكن إن تفعله خلال عشر سنوات حتى تصبح عالماً في الحديث. أوه الوضع هنا
اختلف. خلال عشر سنوات يمكن أن تفعل الكثير.. لأن عشر سنوات فيها 3650
يوماً ولو قرأت كل يوم بتمعن وفهم خمسة أحاديث شريفة هذا يعني أنك ستقرأ
18250 حديثاً بفهم وتمعن..!! أوه أليس هذا بكافي لكي تصبح أستاذاً في
الحديث يشار إليك بالبنان. وعشر سنوات ليست مدة طويلة بعمرنا الزمني.. فلو
كان قارئ هذه الكلمات يبلغ من العمر اثنين وعشرين عاماً فهذا يعني أنك
ستصل إلى هذه المرتبة العالية وأنت ابن اثنين وثلاثين سنة.. أي في منتصف
عمر الشباب. وهكذا. هل تعرفون أغلى نصيحة لمن يبحث عن النجاح: عمل قليل دائم مثابر هو مفتاح التميز. هذا ليس كلامي بل كلام خير البشر محمد سلم.

· أخيراً: تعلم اللغة الإنجليزية.. . تعلم اللغة بأن تمتلك (قاموساً)
وتبدأ - بكل صبر- القراءة النهمة لمقالات وكتب باللغة الإنجليزية في كل
مجال وتسجل الكلمات الجديدة وتحفظها وهكذا.. بعد مرور القليل من الوقت أو
كثيره ستجد أنك امتلكت مخزوناً جيداً من الكلمات تستطيع من خلاله الاطلاع
على ثقافة هائلة بلغة كانت بعيدة عنك تماماً.

ختاماً.. دعونا
نتذكر دائما أننا أبناء حضارة غيرت وجه التاريخ يوما من الأيام وقد حان
الوقت أن نعيد بنائها من جديد.. والحمد لله أهل الفضل والمنة.
"



الموضوع منقول من احدى المواقع