الاستـهـلاك الثـقـافي فـرصــة أم كـارثـة

تاريخ الإنضمام : 29/08/2008

الاستـهـلاك الثـقـافي فـرصــة أم كـارثـة

بسم الله الرحمن الرحيم

[center]بين المؤسسة الثقافية والجمهور
«الاستـهـلاك الثـقـافي» فـرصــة أم كـارثـة؟

حذرت مجموعة بارزة
من الكتاب والخبراء من وجود عدد من المفكرين والمثقفين المحليين الذي
يمثلون "نسخة تقليدية" من مفكرين آخرين..وفي تصريحات لـ "عكاظ" قال الباحث
الشاب عبدالله سلمان العودة إن من أبرز عيوب الواقع الثقافي السعودي ودول
العالم الثالث بشكل عام: الاستهلاك وهو استجلاب (عالم الأشياء) دون
إنتاجها أو محاولة استخراجها. واعتبر العودة أن "المثقف السعودي الذي يعرف
الثقافات الأخرى المجاورة ويشد الرحال إليها ويؤخذ بالحديث عنها ويطرب
لذكرها , لم يفكر في جعل هذه الثقافة ضمن ثقافات أخرى تجعل منه خلطة خاصة
وذوقاً آخر مختلفا ليصبح مثقفاً ضمن ثقافة سعودية وثقافات أخرى , ولست
أطالبه في أن يكون مثقفا سعوديا فحسب , ولكني أطالبه أن يكون نسيج وحده
أياً يكن. ولعلنا نتفاءل بأن استهلاك الثقافة يقرّب كثيرا من إنتاجها ,
بخلاف المواد والأشياء. وفي الحديث عن الاستهلاك الثقافي يجرنا الكلام الى
الحديث عن الأشخاص المفكرين والمثقفين السعوديين الذي يمثلون "نسخة
تقليدية" من مفكرين آخرين.."
وعندما يتعلق الأمر بمسألة "الشراهة الاعلامية" ، فإن لدى الروائي عواض
العصيمي ما يريد التنبيه إليه : " قلة من الكتاب الذين اشتهروا في العالم،
حافظوا على مسافة آمنة بين الشراهة الإعلامية التي تحاصرهم، والحاجة لقول
شيء جديد ومفيد للإعلام". ومع ذلك ، يتابع العصيمي ، فإنهم "اكتشفوا أن
أوقاتهم تتبدد ساعات طويلة منها في انشغالات ليست من صميم إبداعهم، ردود
على رسائل من معجبين، نصائح لدار نشر يديرها صديق، اقتراحات هنا وهناك، ما
يؤكد أن الشهرة، وإن كانت تعني زيادة كبيرة في مبيعات إصدارات الكاتب، هي
بمثابة اللص الذي أدخله الكاتب في وقته وعبث في أوراقه".
ويشيرالدكتور ناصر العمري الى إن الثقافة الاستهلاكية هي إحدى نتاجات حقبة
العولمة الراهنة واقتصاديات السوق، المتسلطة على جميع مؤسسات المجتمع،
وبالتالي المؤسسة الثقافية التي مسها الضُرر لا لتأثرها وتراجع (قيم
الإنتاج المعرفي) فحسب، بل لسيطرة النسق الاستهلاكي على أشكال اشتغالها
الثقافي بما أعاق مشروع التنمية الثقافية، وزاد من اتساع فجوة التواصل
المعرفي بين المؤسسة والجمهور، لتكون الثقافة سلعة استهلاكية يَبرع
الآخرون في إنتاجها وصياغة مفاهيمها وإشكالياتها، وتبرع المؤسسة الثقافية
الرسمية في اجترارها، دون ملامستها الجادة لتحديات الراهن المحلي وإنتاج
خياراته، أو كشفها لآفاق وقنوات التغيير الخاصة بمجتمعنا، مما أفضى إلى
إفراغ الثقافة من قيمتها المعرفية وبعدها التغييري، وتحويلها إلى كائن
هلامي بلا مضمون معرفي.

منقول .[/center]

تاريخ الإنضمام : 02/08/2010