حينما كانت طفلة
كانت ترى العالم كسكة الحديد
التي كانت تبنيها لقطارها اللعبة
تشكلها كيفما أرادت
ووقتما شاءت
وحينما تمل من اللعب بها
تاخذها الى صندوقها وتعود أدراجها .
هكذا كانت
كبرت على هذا المنوال
اصبحت ترى العالم كهذه السكة
خالت أن كل شيء يمشي على مايرام
وكل الدروب سلسة ومعبدة لها
لا اشواك
لا مطبات
ولا حتى انحناءات
وتحسب أنها لو تعثرت
ستجد من يأخذ بيدها قبل أن تصل الى سطح الارض
مرت السنون
كبرت هذه الطفلة
واصبحت يافعة في سن الزهور
ما زالت نظرتها متلألأة
بريئة
وردية
ترى عالمها كلها زهور فواحة
تعطر الأجواء بشذى ساحر
يدخل الى النفس
فيغير كل مافيها
ويذيب كل كدر وضيق
ويرسم ابتسامة على محياها
حياتها صبح
وامل واشراق
شمس دائمة لا تنقطع
كل ماتسمعه تسبيحات عصافير
تشكر رب العباد
على خيره الوفير ...
تتغنى بالصباح
لانه مصدر الفرح والسرور
ولكن ...
ما ان حل الظلام
اختبأت الشمس وتغطت بالسحب السوداء
لم يعد لها أثر
اظلمت السماء
كل ما تستطع ان تراه ظلام حالك
سواد مخيف..
لا تستطع ان تفرق بين السهل والجبل
تساوت ملامح الارض ..
اشتد الظلام أكثر
وأكثر
ليس على هذه الفتاة سوى النظر الى هذا الحال
تقف دائما خلف النافذة علها
تبصر بصيص ضوء لهذه الشمس المختفية
تنتظر ... تنتظر ... تنتظر
لا أثر ...
ماذا علها تفعل ؟؟
وما كدر الحال أكثر
حينما عصرت الغيوم نفسها لتغرق الارض بدفعات مطر
امتلأ الوادي
ذبلت الاشجار من كثرته
كسر اعوادها
بلل الزهر
وحطمها وقطع اعناقها
هاجرت الطيور من قسوته
لم يبق أنس لهذه الفتاة
سوى ...
دعاء يصبرها ويقوي مابها من أمل
كي لا يبتلعها فم الليل
ويخفي أدنى أثر لها كما فعل بالشمس
...
لكن رغم ذلك
ما زالت ترى بصيص أمل لعودة
الشمس من جديد
~~
ساعدوا هذه الفتاة
كي تعود شمسها وتنير حياتها
كما كانت تفعل من قبل
~~~~
تحيااآآآتي لكم