|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
الزهراءعـــضــو ســـوبــر
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 14/09/2008 عدد المشاركات : 362 العمر : 38 قوة السمعة : 1 قوة النشاط : 44
| موضوع: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة أكتوبر 31, 2008 7:01 pm | |
| السؤال: السائلة ن أ الحربي تقول أرجو الإجابة على أسئلتي يا فضيلة الشيخ حفظكم الله ما حكم تفسير الأحلام.
الجواب
الشيخ: أولاً ينبغي للإنسان أن لا يتعلق بالأحلام ولا يهتم بها وليعرض عنها لأنه إذا اهتم بها واغتم عند المكروه منها لعب به الشيطان وصار يريه في منامه أشياء تزعجه وتشوش عليه فالأولى للإنسان أن يتناسى الأحلام وأن لا يبالي بها وأن لا يتذكرها إذا استيقظ وإني أقول الأحلام ثلاثة يعني ما يراه النائم في منامه ثلاثة أقسام قسم من الشيطان وهو أن يرى الإنسان ما يغمه أو ما لا يمكن وقوعه فهذا من الشيطان أما كون ما يغمه من الشيطان فلأن الشيطان حريص على إدخال الحزن والهم والغم على بني آدم كما قال الله تعالى (إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا) (المجادلة: من الآية10) فالشيطان حريص على أن يبقى المؤمن حزيناً مغموماً مهموماً فهذا من الشيطان ومن الأصل يجب أن يعرض عنه ولا يبحث عنه وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم من رأى في منامه ما يكره أن يتفل عن يساره ثلاث مرات وأن يقول أعوذ بالله من الشيطان ومن شر ما رأيت وأن ينقلب على الجنب الآخر وأن لا يحدث بذلك أحداً فإذا فعله فإن ذلك لا يضره مهما كان كذلك إذا رأى الإنسان ما لا يمكن وقوعه فإنه من الشيطان استفتى رجل النبي صلى الله عليه وسلم في حلم فقال يا رسول الله رأيت كأن رأسي قطع وهرب الرأس فذهبت أشتد وراءه سعياً ذهب يركض وراء رأسه فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا تحدث الناس بتلاعب الشيطان بك في منامك) فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذا من تلاعب الشيطان هذا قسم مما يراه النائم القسم الثاني مما يراه النائم ما يحدث به نفسه دائماً فإن الإنسان إذا اهتم بشيء وصار يحدث نفسه قد يتعرض لرؤيته في المنام ولهذا يقال أحلام الناس من حديث قلوبهم يعني إن الإنسان إذا كان مهتماً بالشيء فإنه لقوة ما في قلبه من الهم فيه والتفكير فيه قد يراه في المنام وهذا واضح الثالث مما يراه النائم الرؤيا وهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وتكن رؤيا لها أصل تكون هادئة وليس فيها إفزاع هذه رؤيا لكن إن رأى الإنسان ما يكره فليستعذ بالله من شر الشيطان ومن شر ما رأى ولا يحدث أحداً بذلك ولا تضره وإن رأى ما يحب فليحدث بها لكن لا يحدث به شخصاً يخشى أن يحسده عليها ولهذا لما قال يوسف لأبيه (يا أبتي إني رأيت إحدى عشر كوكباً والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين) فبدأ أولاً بتحذير ابنه أن يحدث بها اخوته خوفاً من أن يكيدوا له كيدا فإذا رأى الإنسان ما يحب ويستبشر به فليحمد الله على ذلك ولكن لا يحدث إلا شخصاً يحب له ما يحب لنفسه لأن الناس أشرار فربما إذا حدثهم بها كادوا له كيداً حتى لا تتحقق هذه الرؤيا مكتبة الفتاوى : فتاوى نور على الدرب (نصية) : متفرقه مأخوذه من موقع الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين |
|
| | |
أمير سوفعـــضــو مــمــيز
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 22/07/2008 عدد المشاركات : 4543 العمر : 32 قوة السمعة : 9 قوة النشاط : 990 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة أكتوبر 31, 2008 7:46 pm | |
| مشكوووووووووور على المعلومات المميزة يا مميزة شكرا واصلي ابداعك الفائق الجميل يا الاخت somaia
|
|
| | |
gh2007المشرف العام
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 04/09/2008 عدد المشاركات : 2349 العمر : 52 قوة السمعة : 6 قوة النشاط : 1946 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة أكتوبر 31, 2008 8:12 pm | |
| نعم يجب ان لا نتعلق حياتنا على تاويل احلامنا مشكورة |
|
| | |
خيال الكونفريق الإدارة
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 21/08/2008 عدد المشاركات : 7924 العمر : 38 قوة السمعة : 7 قوة النشاط : 5195 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة أكتوبر 31, 2008 9:11 pm | |
| نعم الأحلام مش لازم نعرفها أحسن
|
|
| | |
Precious Roseفريق الإدارة
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 08/08/2008 عدد المشاركات : 8077 العمر : 27 قوة السمعة : 7 قوة النشاط : 6483 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. السبت نوفمبر 01, 2008 11:34 am | |
| |
|
| | |
شمس الإسلامعـــضــو مــمــيز
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 29/08/2008 عدد المشاركات : 6287 العمر : 30 قوة السمعة : 7 قوة النشاط : 3825
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الإثنين نوفمبر 03, 2008 11:02 am | |
| شكرا يا الزهراء جزاك الله خيرا. |
|
| | |
الزعيممؤسس المنتدى
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 21/07/2008 عدد المشاركات : 11098 العمر : 32 قوة السمعة : 52 قوة النشاط : 14391 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الإثنين نوفمبر 03, 2008 6:49 pm | |
| لقد دلت السنة المطهرة أن الرؤى تتنوع إلى ثلاثة أنواع، وأن هناك جملة من الآداب ينبغي أن يأخذ بها الرائي، وإليك بيان ذلك : أولاً: أنواع الرؤى : فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَالرُّؤْيَا مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ، وَالرُّؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ ...... " [ أخرجه مسلم ح ( 2263 ) ، والترمذي ح ( 2196 ) ، وقال: حديث حسن صحيح ] الحديث عند البخاري أيضاً(7017). ففي هذا الحديث بيان تنوع ما يراه النائم في منامه إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول : الرؤيا الصالحة أو الصادقة، وهي التي تكون مبشرة أو منذرة، وقد تكون واضحة ظاهرة لا تحتاج إلى تعبير كما رأى إبراهيم أنه يذبح ابنه في المنام، وقد تكون خافية تحتاج إلى عابر يعبرها، كرؤيا صاحبي السجن مع يوسف، ورؤيا ملك مصر، والنوع الثاني: رؤيا تحزين من الشيطان، وهي ما يدخل تحت أضغاث الأحلام، مثل أن يرى أنه قطع رأسه وهو يتبعه، أو يرى أنه واقع في هول ولا يجد من ينجده، ونحو ذلك . فعَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: مِنْهَا أَهَاوِيلُ مِنْ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ بِهَا ابْنَ آدَمَ، وَمِنْهَا مَا يَهُمُّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتِهِ، فَيَرَاهُ فِي مَنَامِهِ وَمِنْهَا جُزْءٌ مِنْ سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا مِنْ النُّبُوَّةِ " [ أخرجه ابن ماجه ح ( 3897 ) ] وقال عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه-: " الرؤيا ثلاثة: حضور الشيطان, والرجل يحدث نفسه بالنهار فيراه بالليل, والرؤيا التي هي الرؤيا"[أخرجه ابن أبي شيبة(6/181)]. وأخرج مسلم من حديث جابر – رضي الله عنه- قال: جاء أَعْرَابِيٍّ إلى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي حَلَمْتُ أَنَّ رَأْسِي قُطِعَ فَأَنَا أَتَّبِعُهُ فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ لَا تُخْبِرْ بِتَلَعُّبِ الشَّيْطَانِ بِكَ فِي الْمَنَامِ " ، وفي رواية له: " إِذَا لَعِبَ الشَّيْطَانُ بِأَحَدِكُمْ فِي مَنَامِهِ فَلَا يُحَدِّثْ بِهِ النَّاسَ " [ أخرجه مسلم ح (2268)] النوع الثالث: حديث النفس، وهو أن يرى ما تتحدث به نفسه في اليقظة أو يتمناه فيراه كما هو في المنام، كمن يكون مشغولاً بسفر أو تجارة أو نحو ذلك، فينام فيرى في منامه ما كان يفكر فيه في يقظته . وهذا التقسيم يدل على أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون رؤيا صادقة تحتاج إلى تعبير، بل منها حديث النفس، ومنها أضغاث أحلام، وهذان النوعان هما الغالب على حال الكثيرين، والله أعلم، ومن هنا ندرك خطأ من يسارع إلى طلب تعبير كل ما يراه في منامه، وخطأ أيضاً من يتصدر للتعبير، فيقدم على تعبير كل ما يسمعه، ولو أن الناس استحضروا ذلك لما حصل هذا التكالب على طلب تعبير الرؤى والمنامات، والحرص الشديد على تأويلها . ثانياً: الآداب المشروعة إذا رأى الإنسان في منامه ما يكره: أرشد النبي سلم إلى جملة من الآداب ينبغي أن يأخذ بها من رأى في منامه ما يكره، فعن أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه أن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ مِنْ اللَّه،ِ وَالْحُلُمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ حُلُمًا يَخَافُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ، وَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَإِنْ كُنْتُ لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَلَ عَلَيَّ مِنْ الْجَبَلِ فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ سَمِعْتُ هَذَا الْحَدِيثَ فَمَا أُبَالِيهَا " [ أخرجه البخاري ح ( 5747)، ومسلم ح ( 2261 )]. وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ- رضي الله عنه- ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللَّهِ، فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ عَلَيْهَا، وَلْيُحَدِّثْ بِهَا، وَإِذَا رَأَى غَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا يَكْرَهُ، فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ الشَّيْطَانِ فَلْيَسْتَعِذْ مِنْ شَرِّهَا، وَلَا يَذْكُرْهَا لِأَحَدٍ فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ " [ أخرجه البخاري ح ( 6985 )]. وعَنْ جَابِرٍ – رضي الله عنه- عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ الرُّؤْيَا يَكْرَهُهَا، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ ثَلَاثًا، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ الشَّيْطَانِ ثَلَاثًا، وَلْيَتَحَوَّلْ عَنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ . " [ أخرجه مسلم ح ( 2262 ) ] وفي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ " [ أخرجه مسلم ح ( 2263 ) ] وحاصل ما ذكر في هذه الأحاديث من أدب الرؤيا المكروهة ما يأتي: 1- أن يتعوذ بالله من شرها، وذلك لما في الاستعاذة بالله من صدق اللجوء إليه، والاعتصام به في دفع شرها، وورد في صفة التعوذ من شر الرؤيا أثر صحيح أخرجه سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وعبد الرزاق بأسانيد صحيحة عن إبراهيم النخعي قال: " إذا رأى أحدكم في منامه ما يكره، فليقل إذا استيقظ أعوذ بما عاذت به ملائكة الله ورسله من شر رؤياي هذه، أن يصيبني فيها ما أكره في ديني ودنياي " [ أخرجه ابن أبي شيبة ( 5/51 ) ، وعبد الرزاق في مصنفه ( 11/214 ) ]، وعن عمر أنه كتب إلى أبي موسى: فإذا رأى أحدكم رؤيا، فقصها على أخيه فليقل: خير لنا وشر لأعدائنا " [ أخرجه عبد الرزاق ( 11/213 ) ، ورجاله ثقات ] 2- أن يتعوذ من شر الشيطان، لأن الشيطان يخيل بها للتحزين والتهويل، وقد جاء في بعض طرق الحديث أنها منه . 3- أن يتفل عن يساره ثلاثاً، ليحصل بذلك طرد الشيطان، والاستعاذة منه، وخصت به اليسار لأنها محل الأقذار ونحوها . 4- أن لا يذكرها لأحد . 5- أن يصلي ما كتب له، وذلك لما في الصلاة من التوجه إلى الله واللجوء إليه والاستعانة به على دفع المكروه 6- التحول عن جنبه الذي كان عليه، لما في ذلك من التفاؤل بالتحول من تلك الحال التي كان عليها، فهذه ستة آداب، وزاد بعض العلماء: قراءة آية الكرسي، ولم يذكر لذلك مستنداً، فإن كان أخذه من عموم قوله – سلم - في حديث أبي هريرة: " وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ " [ أخرجه البخاري ح ( 3275 ) ، ومسلم ح ( 505 ) ]، فيتجه، والله أعلم . وقد أخبر النبي سلم أن من فعل هذه الآداب " فَإِنَّهَا لَا تَضُرُّهُ "، قال أهل العلم معناه أن من فعل ما أمر به مصدقاً متكلاً على الله جلت قدرته في دفع المكروه عنه ، فإنه يذهب الخوف والوجل ويندفع عنه المكروه بإذن الله ، ويمنع من نفوذ ما دل عليه المنام من المكروه ، ويكون ذلك من الأسباب كما تكون الصدقة تدفع البلاء، والدعاء يمنع القضاء، وصلة الرحم تزيد في العمر والرزق . قال النووي: (وينبغي أن يجمع بين هذه الروايات كلها، ويعمل بجميع ما تضمنته، فإن اقتصر على بعضها أجزأه في دفع ضررها بإذن الله تعالى كما صرحت به الأحاديث ...) [شرح النووي لصحيح مسلم ( 15/ 18)] ، ويغلب على أحوال كثيرٍ من الناس اليوم إهمال هذه الآداب، والتفريط في الأخذ بها، فتجد الواحد منهم عندما يرى في منامه ما يكره، يصيبه الخوف والهلع والقلق، فيسارع إلى البحث عن عابر لها يعبرها، وعن مفسر يفسرها، حتى يظهر له أشر هي أم خير، ولو وقف الإنسان مع هدي النبي سلم، لما حصلت له هذه المعاناة والتعلق الشديد الذي أثر في نفسيات كثير من الناس وسلوكياتهم، واستثمرته بعض المجامع والمنتديات، وجعلته وسيلة لجلب الناس واستقطابهم. ثالثاً: آداب العابر وأما عن المعبرين فلا يخفى ما للرؤيا الصادقة من مكانة ومنزلة، حيث بين النبي سلم أنها جزء من النبوة، وأنه لم يبق من المبشرات إلا الرؤيا الصادقة، وعلى المعبر أن يستشعر المسئولية العظيمة تجاه تعبير الرؤى، سئل مالك - رحمه الله تعالى - أيفسر الرؤيا كل أحد ؟ قال: (أبالنبوة يلعب!) قيل له: أيفسرها على الخير, وهي عنده على الشر لقول من يقول: الرؤيا على ما أولت فقال: (الرؤيا جزء من أجزاء النبوة أفيتلاعب بأمر النبوة). [ التمهيد لابن عبد البر ( 1/288 )]. وهناك صفات وشروط لابد من توفرها لمن يقوم بتعبير الرؤى، أشير إلى بعضها: 1- أن يكون عالماً بهذا العلم الجليل، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تُقَصُّ الرُّؤْيَا إِلَّا عَلَى عَالِمٍ أَوْ نَاصِحٍ " [ أخرجه الترمذي ح ( 2280 ) ، وقال: حديث حسن صحيح ] قال القاضي عياض: (لا يعبر الرؤيا كل أحد، ولا يعبرها إلا العالم بها) [ إكمال المعلم ( 7/228 ) ]، وقال القرافي : (ولا يعبر الرؤيا إلا من يعلمها ويحسنها, وإلا فليترك) وتعبير الرؤى من الأمور الدقيقة التي تحتاج إلى وجود ملكة وموهبة، وقوة نفس لدى المعبر، ونوع من الإلهام والفراسة، ولا يحصل التمكن في التعبير بمجرد التعلم والقراءة، وحفظ ما يوجد في الكتب، ولهذا لم يتأهل لتعبير الرؤى حتى امتداد القرون إلا النوادر من الناس، بخلاف العلوم والمعارف الأخرى التي تدرك بالتعلم والأخذ من الكتب . قال القرافي: (اعلم أن تفسير المنامات قد اتسعت تقييداته، وتشعبت تخصيصاته، وتنوعت تعريفاته، بحيث صار الإنسان لا يقدر أن يعتمد فيه على مجرد المنقولات، لكثرة التخصيصات بأحوال الرائين، بخلاف تفسير القرآن العظيم، والتحدث في الفقه والكتاب والسنة وغير ذلك من العلوم، فإن ضوابطها إما محصورة أو قريبة من الحصر). وقال: (وعلم المنامات منتشر انتشاراً شديداً لا يدخل تحت ضبط، فلا جرم احتاج الناظر فيه مع ضوابطه وقرائنه إلى قوة من قوى النفوس المعينة على الفراسة، والاطلاع على المغيبات بحيث إذا توجه الحزر إلى شيء لا يكاد يخطئ بسبب ما يخلقه الله - تعالى - في تلك النفوس من القوة المعينة على تقريب الغيب، أو تحققه كما قيل في ابن عباس رضي الله عنهما: إنه كان ينظر إلى الغيب من وراء ستر رقيق، إشارة إلى قوة أودعه الله إياها، فرأى بما أودعه الله - تعالى - في نفسه من الصفاء والشفوف والرقة واللطافة، فمن الناس من هو كذلك، وقد يكون ذلك عاما في جميع الأنواع، وقد يهبه الله تعالى ذلك باعتبار المنامات فقط ....). وقال: (فمن لم تحصل له قوة نفس عسر عليه تعاطي علم التعبير, ولا ينبغي لك أن تطمع في أن يحصل لك بالتعلم والقراءة وحفظ الكتب إذا لم تكن لك قوة نفس فلا تجد ذلك أبدا , ومتى كانت لك هذه القوة حصل ذلك بأيسر سعي وأدنى ضبط، فاعلم هذه الدقيقة فقد خفيت على كثير من الناس).[ينظر: الفروق للإمام القرافي(4/ 249-250)] وذكر الأئمة أصولاً وضوابط لتعبير الرؤى والمنامات، وهي موجودة في مظانها من كتب أهل العلم، ولكن إنما يستفيد منها من يتوفر لديه الاستعداد والموهبة لتعبير الرؤى، والمتأمل في الواقع يجد أن هذا المجال قد اقتحمه من لا يحسنه، وخاض فيه من لا علم عنده، حتى أصبح تعبير الرؤى مهنة من لا مهنة له مع بالغ الأسف . 2- على العابر التثبت والتريث فيما يرد عليه، وعدم التسرع، والبعد عن الجزم بما يعبر قال ابن قتيبة – رحمه الله - : (يجب على العابر التثبت فيما يرد عليه وترك التعسف ولا يأنف من أن يقول لما يشكل عليه لا أعرفه, وقد كان محمد بن سيرين إمام الناس في هذا الفن وكان ما يمسك عنه أكثر مما يفسر). وحدث الأصمعي عن أبي المقدام أو قرة بن خالد قال: كنت أحضر ابن سيرين يُسأل عن الرؤيا فكنت أحزره يعبر من كل أربعين واحدة . وقال هشام بن حسان : (كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا، فلا يجيب فيها بشيء إلا أن يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة، فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم، وكان يجيب في خلال ذلك، ويقول إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب).[ينظر: الآداب الشرعية ( 3/451 )]. وإذا كان هذا موقف إمام المعبرين في زمانه، فما الظن بمن جاء بعده ، لقد توسع كثير من المعبرين في تعبير الرؤى فتجده لا يرد شيئاً مما يرد عليه، فلا تسمعه يقول: هذا من أضغاث الأحلام، أو من حديث النفس، أو لا أدري ..... قال ابن قتيبة: (وتفهم كلام صاحب الرؤيا وتبينه، ثم اعرضه على الأصول، فإن رأيته كلاما صحيحاًَ يدل على معاني مستقيمة، يشبه بعضها بعضاً، عبرت الرؤيا بعد مسألتك الله تعالى أن يوفقك للصواب, وإن وجدت الرؤيا تحتمل معنيين متضادين نظرت أيهما أولى بألفاظها وأقرب من أصولها فحملتها عليه, وإن رأيت الأصول صحيحة، وفي خلالها أمور لا تنتظم ألقيت حشوها، وقصدت الصحيح منها, وإن رأيت الرؤيا كلها مختلطة لا تلتئم على الأصول علمت أنها من الأضغاث فأعرض عنها, وإن اشتبه عليك الأمر سألت الله تعالى كشفه). وإذا تأملنا ما سبق من كلام أهل العلم تبين ما يحتاج إليه تعبير الرؤى من التثبت والتريث، وحسن التدبر، وهذا لا يتوفر عند كثير ممن يخوض في هذا الميدان، ومن الأمور التي ينبغي الإشارة إليها أن الرؤى لا يعتمد عليها في إثبات شيء من الأحكام الشرعية، ولا يعول عليها فيما يتعلق بحقوق الناس وحرماتهم، أو الحكم على عدالتهم ونواياهم قال في الآداب الشرعية: (قال أبو زكريا النواوي: نُقل الاتفاق على أنه لا يُغير بسبب ما يراه النائم ما تقرر في الشرع …. ولا يجوز إثبات حكم شرعي به ....) [ الآداب الشرعية ( 3/447 ) ] وقال العلّامة المُعلِّمي - رحمه الله - : (... اتفق أهل العلم على أنّ الرؤيا لا تصلح للحجة، وإنما هي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجّة شرعية صحيحة) [ التنكيل (2/242) ] وقد ذكر الشاطبي - رحمه الله في كتابه "الاعتصام" - أن الخليفة المهدي أراد قتل شريك بن عبد الله القاضي، فقال له شريك: ولِم ذلك يا أمير المؤمنين، ودمي حرام عليك؟! قال: لأني رأيت في المنام كأني مقبل عليك أكلمُك وأنت تكلمني من قفاك، فأرسلت إلى من يعبِّر فسألته عنها، فقال: هذا رجل يطأ بساطَك وهو يُسِرّ خلافَك، فقال شريك: يا أمير المؤمنين، إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب، وإن دماء المسلمين لا تسفَك بالأحلام. فنكَّس المهدي رأسه، وأشار إليه بيده أن اخرُج، فانصرف. وذكر ابـن عساكر في "تاريـخ دمشـق" أن بعضهم رأى في المنـام الشافعيَّ - رحمه الله - فقال لـه: كـذبَ عليَّ يـونس بـن عبـد الأعلى في حديث، ما هذا من حديثي ولا حدثتُ به. فقـال الحافظ ابـن كثير - رحمه الله معلقاً على هـذا الكلام- : (يـونس بن عبد الأعلى من الثقات، لا يُطعن فيه بمجرد منام). وقد نقل الذهبي - رحمه الله- عن المروزي قال: ( أدخلتُ إبراهيمَ الحصري على أبي عبد الله أحمد بن حنبل وكان رجلاً صالحاً فقال: إن أمي رأت لك مناما هو كذا وكذا، وذكرت الجنة، فقال: يا أخي، إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا، وخرج إلى سفك الدماء، وقال: الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه) . [ ينظر: تاريخ مدينة دمشق ( 47/ 519 )، سير أعلام النبلاء (11/227) ] وإن من الخطأ في المنهج التعويل على الرؤى والمنامات والاغترار بها، والمسارعة في تنزيلها على الواقع وتفسير المستقبل من خلالها في قضايا الأمة وشئونها، وإغفال السنن الربانية الثابتة، وترك النظر في الأسباب، وقد تسامع الناس في هذه الأيام برؤيا عُبرت بنصر من الله وفتح قريب يقع في فلسطين محدد باليوم والشهر في مدة قريبة جداً !! 3- على المعبر أن يراعي جانب المصالح والمفاسد في تعبيره، فلا يلقي بالتعبير على عواهنه ، فربما أوقع تعبيره في فتنة أو مفسدة أو ضرر وهو لا يشعر، أخرج البخاري في صحيحه قول علي رضي الله عنه: " حَدِّثُوا النَّاسَ بِمَا يَعْرِفُونَ، أَتُحِبُّونَ أَنْ يُكَذَّبَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ؟! " [ أخرجه البخاري ح ( 127 ) ] ، وعند مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: " مَا أَنْتَ بِمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لَا تَبْلُغُهُ عُقُولُهُمْ إِلَّا كَانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً ". [ صحيح مسلم ( 1/11 ) ] يقول ابن القيم - رحمه الله- : (المفتي والمعبِّر والطبيب يطَّلعون من أسرار الناس وعوراتهم على ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره). هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل. |
|
| | |
الزهراءعـــضــو ســـوبــر
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 14/09/2008 عدد المشاركات : 362 العمر : 38 قوة السمعة : 1 قوة النشاط : 44
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الأربعاء نوفمبر 05, 2008 2:44 pm | |
| مشكورين .....بارك الله فيك يا ززززززززعيم على ا :D لتوصيح الرائع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الرُّؤْيَا ثَلَاثٌ: فَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَالرُّؤْيَا مِنْ تَحْزِينِ الشَّيْطَانِ، وَالرُّؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الرَّجُلُ نَفْسَهُ ...... " [ أخرجه مسلم ح ( 2263 |
|
| | |
مينو السوفيفريق الإدارة
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 29/08/2008 عدد المشاركات : 7765 العمر : 28 قوة السمعة : 9 قوة النشاط : 3676 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الأربعاء نوفمبر 05, 2008 4:52 pm | |
| |
|
| | |
جوادي توفيقعـــضــو مــمــيز
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 17/09/2008 عدد المشاركات : 1461 العمر : 31 قوة السمعة : 3 قوة النشاط : 548
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة يناير 02, 2009 4:06 pm | |
| شكراااااااااااااااااااااااااااااا |
|
| | |
friends.dzعـــضــو مــمــيز
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 11/11/2008 عدد المشاركات : 555 العمر : 39 قوة السمعة : 1 قوة النشاط : 392 الإقامة :
| موضوع: رد: ما حكم تفسير الأحلام. الجمعة يناير 02, 2009 5:30 pm | |
| بارك الله فيكي يا اخت زهراء |
|
| | |
|