بسم الله الرحمن الرحيم.

إخوتي في الله ،السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

هذه أول مرة أتخفف فيها من خمولي وسلبيتي وعجزي، وأتحرر فيها على حين غفلة وكأنني أسترق هذه اللحظات "التاريخية" من زمني ومن حياتي الحافلة بالكسل، لقد قرأت هذا الموضوع وبارك الله في كاتبه وناشره، ولست اريد من خلال مشاركتي هذه أن أزجي عبارات الثناء وأسوق عبارات الإطراء ولا أن أغَشّي سماءنا بالغيوم غيوم اليأس والقنوط،ولكن حسبي في هذا المقام،أن أشكر مجددا صاحب هذا المقال على تنبيهه لواقع مؤلم ممض،وأن أبارك مسعاه ،وأن ألفت إلى شيء خطير في غاية الأهمية وهو أن هناك صراعا مريرا ورهيبا بين قيم هذه الأمة ودينها وبين شياطين الإنس والجان على مر العصور والدهور،وكيف أن هؤلاء الدعاة لا يجب أن يقيسوا جهودهم بهؤلاء المنحرفين فإنك لا تهدي من أحببت،والأمر الآخر وهو خاتمة المرء لا يعلمها إلا الله وحده فـ"إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار،وإن الر جل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه القضاء فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة" وليس مثل هذا الاستدلال دعوة للتراخي والتواكل، بل على العكس من ذلك تماما انه تعبير عن ضرورة السعي وانتظار التوفيق من الله عز وجل، وما توفيقي إلا بالله ومن جميل ما يؤثر أن من علامات قبول الطاعات زيادة الطاعات ،هناك جانب رباني مهم في هذا الموضوع ،وهو الصدق ،الصدق مع الله تعالى سرا وعلنا والله طيب لا يقبل إلا طيبا،من المؤلم ولا شك أن نعاين تفشي المعاصي والانحرافات،ولكن في الوقت نفسه يجب أن نوطن أنفسنا على أمور،ان لا نغتر بطاعات نفعلها،وان لا نزدي عاصيا ببمعصية أسرها أم جاهر بها أن يكون دأبنا مع هؤلاء الترفق والدعاء،وأن لا نيأس فإنه لا يقنط من رحمة الله إلا القوم الكافرون.

وأنا بعد أشكركم جزيل الشكر ووافره لأنكم استرثتم قريحة واستفززتم كوامن في نفسي طاتلما وددت التعبير عنها فجزاكم الله عني كل خير وإلى لقاء قريب