السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ولدتك أمـــك يا ابن آدم باكـــياً والناس حولك يضحكون سروراً
فاعمل لنفسك أن تكون إذا بكوا في يــوم موتك ضاحــكاً مســتروراً
لما احتضر عامر بن عبدالله بكى قال: لمثل هذا المصرع فليعمل العاملون ,
اللهم إنى أستغفرك من تقصيري و تفريطي , وأتوب إليك من جميع ذنوبي , لا إله
إلا لله , ثم لم يزل يرددها حتى مات رحمه الله.
وقال عمرو بن العاص -رحمه لله - عند موته : اللهم أمرتنا فعصينا , ونهيتنا
فركبنا , ولا يسعنا إلا عفوك , لا إله إلا لله ثم رددها حتى مات ، ما أغنى
عنى ماليه هلك عنى سلطانيه قال الله عز وجل ( أفَرَأَيْتَ إنْ
متَّعناهُمْ سنين ثُمَّ جَاءَهُم مَا كَانُوا يَوعدَونَ ، مَا أَغنَى
عَنهُم مَا كانُوا يُمَتَّعُون) سورة الشعراء
تلا بعض السلف هذه الآية وبكى وقال : إذا جاء الموت لم يغن عن المرء ما كان
فيه من اللذة والنعيم ، وفي هذا المعنى ما أنشده أبو العتاهية للرشيد حين
بنى قصره واستدعى إليه ندماءه :
عــش ما بدا لك سالمـــا في ظـــل شاهقــة القصـــــــور
يسعى عليك بما اشتهيت لدى الــــرَّواح وفي البكـور
فإذا النفــــوس تقعــــقعت في ضيق حشرجة الصدور
هــــــنـــــاك تعلــم موقـــــنا مـــا كـــــــنت إلا في غــــــــــرور
أعمارنا قصيرة وآجالنا مكتوبة وأنفاسنا معدودة لنتأمل فعل هارون الرشيد وهو
ينتقي أكفانه بيده وينظر إليها، ويقول (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ *
هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ) سورة الحاقة،
فمن منا ينتقي أكفانه ويضعها في بيته؟ اللهم أحسن خاتمتنا واجعل قبورنا روضة من رياض الجنة وارزقنا الفردوس الأعلى من الجنة.