العلاج المعرفي السلوكي، تعريفه، أهدافه، قواعده الدكتورة / ابتسام عبد الله الزعبي
تُعتبر المدرسة المعرفية السلوكية من المدارس الحديثة في مجال علم النفس
بصفة عامة، وفي مجال العلاج النفسي بصفة خاصة، حيث بدأ الاهتمام بالاتجاه
المعرفي السلوكي مع بداية النصف الأخير من القرن العشرين، ولم يكن ذلك
الاهتمام وليد المصادفة، ولكنه كان بمثابة تصديق لفكرة أن الناس لا
يضطربون بسبب الأحداث، ولكن بسبب ما يرتبط بهذه الأحداث من أفكار.(الشناوي
و عبد الرحمن: 1998، 211)
ولقد تنبه علماء المسلمين للدور الذي يلعبه التفكير في توجيه سلوك الإنسان
وفي سعادته وفي شقائه، وقد اتصفت آراؤهم في هذا الموضوع بالفهم المتمكن
لطبيعة النفس البشرية، والعوامل التي تتأثر بها وتؤثر فيها، وقد سبقوا
بذلك العلماء المحدثين في إبراز أهمية العوامل المعرفية في توجيه استجابات
الفرد للظروف المحيطة به. فقد أوضح "ابن القيم" قدرة الأفكار، إذا لم يتم
تغييرها، على التحول إلى دوافع ثم إلى سلوك حتى تصبح عادة يحتاج التخلص
منها إلى جهد كبير، وقد أشار "الغزالي" إلى أن بلوغ الأخلاق الجميلة يتطلب
أولاً تغيير أفكار الفرد عن نفسه، ثم القيام بالممارسة العملية للأخلاق
المراد اكتسابها حتى تصبح عادة، ولم يخلُ التراث الإسلامي أيضاً من
الإشارات الواضحة لأثر التفكير، ليس فقط في توجيه السلوك ولكن في الحالة
الصحية للناس، ويبدو ذلك جلياً في القول المأثور ( لا تمارضوا فتمرضوا
فتموتوا).(المحارب، 2000: 4-5)
ويذكر كمال (1994: 285-286) أنه مع بداية النصف الأخير من القرن العشرين
بدأ الاهتمام الفعلي بالجوانب المعرفية ودورها في الاضطرابات وفي العلاج
النفسي، فقد نشأ أسلوب العلاج المعرفي ضمن حدود العلاج السلوكي، وكان نشوء
هذا الأسلوب نتيجة التذمر وعدم الرضا الذي ساد بين بعض العاملين من خارج
أصحاب المدرسة السلوكية، وقد بُني هذا التذمر والنقد للمدرسة السلوكية
وتقنياتها على أساس أنها مدرسة ميكانيكية مادية، وبأنها لا تأخذ الحياة
النفسية والعقلية للفرد بعين الاعتبار،لا في فرضياتها ولا في تطبيقاتها
العملية العلاجية، فجاء التطور الجديد بتوجه الاهتمام إلى ما يحمله
الإنسان في ذهنه من أفكار، وما يتوجه به من مواقف نحو المحيط والأشياء ،
وما يستجيب به من مسالك وعواطف، وضرورة أخذ هذا كله بين الاعتبار في
العملية العلاجية.
فالعلاج المعرفي السلوكي عبارة عن؛ مظلة تنطوي على العديد من أنواع العلاج
التي تتشابه في جوهرها وتختلف في مدى تأكيدها على أنواع معينة من الفنيات.
وعلى الرغم من أنه من الممكن رصد أكثر من عشرين نوعاً من هذه الأنواع إلا
أن أشهرها ما يأتي:
1- التصورات الشخصية لكيلي Kelly.
2- العلاج العقلاني الانفعالي لإليس Ellis.
3- العلاج المعرفي لبيك Beck.
4- أسلوب حل المشكلات عند جولد فريد وجولد فريد Goldfred & Goldfred.
5- تعديل السلوك المعرفي عند ميكنباوم Meichenbaum . (المحارب، 2000: 2)
إلا أن بعض العلماء يرى أن العلاج المعرفي السلوكي ارتبط باسم "بيك Beck"؛
إذ يذكر كمال (1994: 286) أن العلاج المعرفي ارتبط بصورة غالبة باسم" بيك
" ، ومع أن "بيك" وضع البنية الأولى لهذا الأسلوب العلاجي. فقد كانت أفكار
"كيلي Kelly" حول التصورات الشخصية مصدراً هاماً في العلاج المعرفي، فلقد
كان "لكيلي " أثراً كبيراً على حركة العلاج المعرفي ؛ لأنه ركز على أهمية
الطرق الذاتية التي ينظر ويفسر من خلالها الفرد ما يدور حوله من تغيير
السلوك، أما عالم النفس الشهير " إليس Ellis" فقد درس عدداً كبيراً من
الأساليب العلاجية، ثم توصل إلى ما أسماه بالعلاج العقلاني، ولكنه غير
اسمه إلى العلاج العقلاني الانفعالي، فقد اعتمد "إليس" في نظريته على دمج
جوانب من العلاجات الإنسانية والسلوكية، وكان "إليس " قد اقترح في بداية
صياغته لنظريته العلاج العقلاني الانفعالي عدداً من الأفكار التي يعتقد
أنها المسئولة عن الاضطرابات العصابية.(المحارب، 2000: 6-10)
ويرى "إليس" أن هناك تداخلاً وتشابكاً بين الانفعال والتفكير، وأن الفرد
يفكر ويشعر ويتصرف في ذات الوقت، ونادراً ما يحدث أحد هذه المكونات دون
الأخر وعلى ذلك قام "إليس " بتقديم أحد عشر فكرة لا عقلانية هي التي تسبب
الاضطرابات المختلفة، والتخلص من هذه الاضطرابات يكمن في تعديل هذا
التفكير اللاعقلاني، ولذلك قدم نموذجه المعروف A B C ،حيث يربط بين الحدث
أو المنشط (A) بالنتائج الانفعالية (C) من خلال الاعتقادات والتفكير (B ).
وهكذا فإن العلاج العقلاني الانفعالي يهدف إلى جعل المريض واعياً
بمعتقداته غير العقلانية والنتائج الانفعالية غير المناسبة لتلك
المعتقدات. ( عبدالله ، 2000: 72)
أما بالنسبة لمؤسس العلاج المعرفي "بيك "، يذكر "باترسون Paterson "(1990)
أن"بيك " تدرب ومارس التحليل الكلاسيكي وأصبح غير راضٍ عن تعقيدات هذا
التحليل وتجريداته، وقد فشلت محاولاته لتحقيق صدق المفاهيم التحليلية
وتدعيم فروض التحليل عن طريق الدراسات العلمية، وأن تشجيع "بيك " لمرضاه
كي ينغمسوا في تحليل معرفي لتفكيرهم ساعده على إعادة تشكيل مفاهيم عن
الاكتئاب، والقلق، والخواف، والأعصبة المتصلة بالأفكار والأفعال المتسلطة
(الوسواس القهري) وتصويرها على أنها اضطرابات معرفية. وقد طور ألواناً من
الأساليب لتصحيح التفكير الخاطئ الذي تُبنى عليه تلك الاضطرابات، وبالتالي
تخف حدة تلك الاعصبة.
ولقد جذب هذا الحقل الجديد المتطور- العلاج السلوكي- اهتمام "بيك " حيث
درسه وتدرب عليه ومارسه ،ولقد شعر "بيك" أن التكنيكات السلوكية ذات
فاعلية، ولكن هذه الفاعلية ليست راجعة إلى الأسباب التي قدمها المعالجون
السلوكيون، ولكنها راجعة إلى أن هذه الأساليب تؤدي إلى تغيرات اتجاهيه
ومعرفية لدي الحالات المريضة، ومع أن العلاج السلوكي محدود ؛لأنه يغفل
تفكير المرضى المتعلق بأنفسهم والمتعلق بالمعالج وبالعلاج - إلاّ أنه بسبب
تأكيده على أهمية الحصول على المادة الموضوعية من المرضى، وأهمية التخطيط
المنسق لعملية العلاج وأهمية التحديد الكمي للتغير السلوكي، أصبح ذا قيمة
في نظر "بيك" شجعه على استخدامه في العلاج المعرفي. ( باترسون ،1990:
27-28)
ويرى " كوري Corey"(1991:234) أن " إليس " يعتبر من رواد العلاج المعرفي
السلوكي، وهناك من يعتبر أن نظريته في "العلاج العقلاني الانفعالي
السلوكي" النظرية الأولى في العلاج المعرفي السلوكي وأن النظريات الأخرى
في هذا المجال بما في ذلك نظرية العلاج المعرفي لـ " بيك " ونظرية التعديل
المعرفي للسلوك لـ" مكنباومMeichenbaum " ليست سوى نظريات معدلة من نظرية
"إليس " أو حتى مجرد امتدادٍ لها.
وقد عمل " أليس" أيضاً على الدمج بين الاتجاهين المعرفي والسلوكي بشكل
واضح لا لبس فيه، وهو الأمر الذي دفعه إلى إضافة مصطلح " السلوكي " إلى
مسمى أسلوبه العلاجي في عام 1993م، ليصبح العلاج العقلاني الانفعالي
السلوكي؛ إذ يرى أن أُسُسَ وقواعد العلاج العقلاني الانفعالي السلوكي، لا
تختلف في جوهرها عن تلك التي وضعها منذ البداية لذلك الاتجاه العلاجي.
( Gerrow, 1991:570 )
مما سبق يتضح لنا أن أعمال "بيك" هي الرائدة في تطور العلاج المعرفي
السلوكي قياساً على مساهمات المنظرين الآخرين وتعتبر نظريته، النظرية
الأكثر جذباً لاهتمام الباحثين والمهتمين بالعلاج المعرفي السلوكي. ويرجع
ذلك لمحاولاته في ربط نظريته بما يستجد من دراسات في علم النفس المعرفي
والعلوم الأخرى ذات العلاقة أكثر مما فعله " أليس" وقد بدا ذلك بشكل أكبر
في ما كتبه " بيك" حول الاضطرابات النفسية المتنوعة.
وترى الباحثة أن التطور الأهم هو ما قدمه "بيك" في وضع الملامح الرئيسية
للعلاج المعرفي السلوكي ،من حيث تأثير الأفكار على الانفعالات والسلوكيات،
كما أنه يهدف إلى إقناع العميل أن معتقداته غير المنطقية وتوقعاته وأفكاره
السلبية وعباراته الذاتية هي التي تُحدث ردود الأفعال الدالة على سوء
التكيف. ويهدف العلاج المعرفي السلوكي إلى تعديل إدراكات العميل المشوهة
ويعمل على أن يُحل محلها طرقاً أكثر ملائمة للتفكير، وذلك من أجل إحداث
تغيرات معرفية وسلوكية وانفعالية لدى العميل.
العلاج المعرفي السلوكي، تعريفه، أهدافه، قواعدهتعريف العلاج المعرفي السلوكي: ظهر مصطلح العلاج المعرفي السلوكي في بداية الثلث الأخير من هذا القرن،
ويهتم هذا النوع من العلاج النفسي بالجانب الوجداني للمريض، وبالسياق
الاجتماعي من حوله من خلال استخدام استراتيجيات معرفية وسلوكية وانفعالية
واجتماعية وبيئية؛ لإحداث التغير المرغوب فيه.
فكلمة معرفي Cognitive مشتقه من مصطلح Cognition ولقد استُخدِمت بعض
المصطلحات العربية كترجمة لهذا المصطلح، منها على سبيل المثال لا
الحصر(استغراق ، تعرَّف ، ذهن). إلا أن كلمة معرفي تُستخدم بكثرة في
التراث النفسي والكلمات الثلاث الأولى(استغراق أو تعَّرف أو ذهن) هي
الترجمات المناسبة لـ (Cognition ).(المحارب:2000،1 )
ويُعرَّف "كندول Kendall "(1993) العلاج المعرفي السلوكي بأنه " محاولة
دمج الفنيات المستخدمة في العلاج السلوكي، التي ثبت نجاحها في التعامل مع
السلوك ومع الجوانب المعرفية لطالب المساعدة، بهدف إحداث تغييرات مطلوبة
في سلوكه، بالإضافة إلى ذلك يهتم العلاج المعرفي السلوكي بالجانب الوجداني
للمريض، وبالسياق الاجتماعي من حوله، من خلال استخدام استراتجيات معرفية ،
سلوكية ، انفعالية، اجتماعية وبيئية، لإحداث التغيير المرغوب فيه".
(المحارب: 2000 :1)
كما عرفه مليكة (174:1994) بأنه منهج علاجي يحاول تعديل السلوك الظاهر من
خلال التأثير في عمليات التفكير لدى العميل. وتتمثل أساليبه العديدة في
التدريب على مهارات مواجهة التحكم في القلق، التحصن ضد الضغوط - أسلوب
صورة الذات المثالية - التدريب على التعليم الذاتي _ وقف الأفكار.
ويُعرَّفه"ستيفن وبيك" ( Steven & Beck, A. 1995: 442) بأنه؛ تلك
المداخل التي تسعى إلى تعديل أو تخفيف الاضطرابات النفسية القائمة عن طريق
المفاهيم الذهنية الخاطئة أو العمليات المعرفية.
ويرى النمر (1995: 249) بـأن العلاج المعرفي السلوكي يعتمد على تعديل، أو
تغيير المكونات المعرفية الخاطئة أو السلبية عن الذات أو الآخرين بأخرى
صحيحة أو إيجابية.
ويُعرّف الجلبي واليحيى (261: 1996) العلاج المعرفي السلوكي بأنه نوع من
العلاج النفسي يضع الخلل في جزء من العملية المعرفية وهي الأفكار أو
التصورات عن النفس والآخرين والحياة. ويستند على نظريات علم النفس المعرفي
ونظريات معالجة المعلومات، ونظريات علم النفس الاجتماعي.
ويعرفه "برين (1996:80) "Brewin بأنه التدخل الإرشادي ببعض الفنيات
المعرفية المنتقاة؛ لخفض الاضطراب الوظيفي الانفعالي من خلال تغير
التقييمات الفردية ونماذج التفكير، كما أن الغرض من العلاج يكمُن في خفض
الضغوط للسلوكيات غير المرغوب فيها من خلال تعلم سلوك جديد، وخبرات أكثر
تكيفاً مع العلاج السلوكي للأعراض التي يتبعها تغير معرفي، من خلال ممارسة
سلوكيات جديدة ، وتحليل أخطاء التفكير وتعلم أحاديث ذاتية أكثر .
أهداف العلاج المعرفي: يهدف العلاج المعرفي إلى تحقيق الأهداف التالية:
1- التعامل مع تحريف الفرد للواقع والذي يُستنتج دون تمييز ، مثلاً عندما
يرى أن الآخرين يريدون أن يؤذوه، ومثلاً قد يرى مريض الاكتئاب أنه لم يعد
قادراً على أن يكتب على الآلة الكاتبة، أو أن يقرأ أو يقود سيارة، ومع ذلك
فحينما يطلب منه أداء هذه المهمة فإنه يقوم بأدائها. وهناك تحريفات سهلة
الكشف نسبياً . من أمثلة ذلك (أني عبء على أسرتي)، وهناك أحكام يتطلب
التحقق منها جهداً أكبر. مثل " لا أحد يحبني "، وفي مثل هذه الحالات فإن
الجلسات العلاجية؛ وبصفة خاصة عندما يصبح المريض مدرباً على تسجيل أفكاره
الآلية، تزودنا بعمل جيد لكشف التحريفات.(بيك: 2000، 175)
1- التعامل مع التفكير غير المنطقي ، فقد لا يكون هناك تشويش للواقع؛
وإنما يكون التفكير نفسه قائماً على أساس افتراضات خاطئة، ومشتملاً على
استنتاجات خاطئة أو الوصول إلى استنتاجات خاطئة من المشاهدات، أو حدوث
زيادة في التعميمات. فمثلاً مريض الاكتئاب يلاحظ أن هناك تسرباً بأحد
صنابير الماء، أو أن إحدى درجات السلم مكسورة، فيستنتج أن المنزل برمته في
تدهور وأنه تالف. وفي الحقيقة أن المنزل بحالة ممتازة ماعدا المشكلات
الصغيرة، فنجد أنه أجرى زيادة تعميم كبيرة. وبنفس النهج فإن المرضى الذين
يعانون من مصاعب ناجمة عن سلوكهم الظاهر، كثيراً ما يبدؤون بمقدمات خاطئة،
وعلى المعالج أن يتناول هذه الأفكار الخاطئة ومناقشتها وإثبات عدم
منطقيتها في الجلسات العلاجية. (الشناوي، 1994(ب): 151)( بيك ، 2000: 176)
وتذكر "زارب Zarb "(1992:4-5) أن من الأهداف الرئيسية للعلاج المعرفي
السلوكي، مساعدة المريض للتوصل إلى منظور جديد لفهم مشكلته، وتعليمه كيف
أن معارفه يمكن أن تساعد في تفسير أسباب الاستجابات الانفعالية والسلوكية
التي تتسم بسوء التكيف. وكذلك مساعدة الفرد في معرفة أن التغيير المعرفي
له أهمية رئيسية في العلاج .
وبإيجاز ترى الباحثة مما سبق، أن الهدف من العلاج المعرفي السلوكي هو
تصحيح التحريف في التفكير لدى المريض والتعامل مع التفكير غير المنطقي،
بحيث تصحح صورة الواقع في نظره ويصبح التفكير منطقياً، معتمداً في ذلك على
عدة أسس أهمها: المشاركة العلاجية، وتوطيد المصداقية مع العميل،واختزال
المشكلة التي يعاني منها العميل ومساعدته في معرفة كيفية التعلم في حل
المشاكل، وذلك من خلال المشاركة النشطة في حل المشكلة.
قواعد العلاج المعرفي السلوكي: العلاقة بين المعالج والعميل لها أهميتها في العلاج المعرفي السلوكي كباقي
أنواع العلاج، فهي تقدم الوسط الملائم للتقدم العلاجي، حيث يؤكد معظم
المعالجين المعرفيين السلوكيين على أهمية علاقة المعالج بالمريض، وعلى
دورها في العملية العلاجية. ويؤكد أغلب المعالجين المعرفيين السلوكيين على
بعض المتطلبات منها:
1- دور نشط بين المعالج والعميل في سبيل تحقيق هدف واحد ، فالعلاج المعرفي
هو خبرة تعلم يلعب فيها المعالج دوراً نشطاً في مساعدة عملية على الكشف عن
التحريفات الإدراكية.نقلاً عن (السيلان ،1993 :20)
2- أن يُبلَّغ المعالج (العميل) بأن لديه معلومات هامة يجب عليه طرحها في
الجلسات؛ للتوصل إلى أفضل الطرق للتغلب على ما يعانيه من مشكلات، فلدى
المعالج الفنيات والأسلوب العلاجي الملائم، ولدى العميل المعلومات عن
خبراته الفريدة، وهو الشخص الوحيد الذي يستطيع شرح أفكاره، ومشاعره ، وهذه
الخبرات تحدد الكيفية التي تستخدم بها القواعد العلاجية التي ينوي المعالج
تطبيقها.
(المحارب، 2000 :38-39)
فالمعالج المعرفي يساعد العميل على التعرف على تفكيره الشخصي ويعلمه طرقاً
أكثر واقعية لصياغة خبراته، وهذه الطريقة تعطي معنى للعميل، لأنها تتيح له
استخدام معرفته عن المفاهيم والتفسيرات الخاطئة .
3- السماح للعميل بإبداء الرأي والتعليق على ما يجري وطرح أسئلته لكي يكون
بإمكانه معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات التي تساعده في التوصل لاتخاذ
القرارات واختيار البدائل المؤدية لتحسن حالته. .نقلاً عن (السيلان ،1993
:20)
مما سبق ترى الباحثة أن العلاقة الإيجابية بين المعالج والعميل من الأسس
الهامة للتوصل إلى علاج ناجح . ويفترض من المعالج المعرفي السلوكي الناجح
أو يوفر بيئة آمنة يثق بها العميل، قوامها معالج يتصف بالدفء والتعاطف
والصدق مع عملائه، ويجب أن تظهر هذه الخصال بوضوح في رغبة المعالج الصادقة
في التعرف على خبرات وأفكار ومشاعر العميل، وفي ما يبذله المعالج في سبيل
جعل العلاج مختصر وفعال يساعد العميل على التحسن بسرعة.
الدكتورة / ابتسام عبد الله الزعبي
كلية التربية - قسم علم النفس
جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن- الرياض
وأنصحك بموسوعة الحرة ويكيبيديا
أرجوا أني أفدتك ولو بالقليل
أتمنى لك التوفيق والنجاح