بسم الله الرحمن الرحيم
ذاتَ يَوم َ, وبينما كُنتُ احملُ حَقِيبتي المُهملة وإذا بِفكرَةٍ تَعرقلت بِحيري وسقطَت, وسقطَت معها يدي الى قلمي
ومِن ثم إلى ورقةٍ فدونتُها , حقيقةَ هي لم تكن سِوَى مُذكرة أخطأتُ تَسميتَها ولكم أن تندهشوا لأي مقدارٍ كانَت
مؤثِرَة..
(لِمَ تركتُ الكون لأجل مَن هو...)
أكرهُ إكمالهَا..عذرَاً ,أغشيي على وَجهي وقَطَبتُ حاجِبَاي, وخَارَت عيناي, وبِالكاد ِ فَقدتُ جَميِعَ الحَواس ,
لم اسمع سِوى صَوتِ صدى السؤال يَتَردَدُ على مسَمعَي , ويُؤنبُني, كَمن يَسحبُ حَبلاً يشنِقُنيي..
كَرجُلٍ مُضَحِي ضَحَت لكنِما لأي الأشياء كَانت , حاولتُ تمَالُكَ جّدولِ أعصابي وصمّت كالحريق في جَوفِ البُركَانِ ,
وّضَعتُ قِنَاعاً ومَضيت كَمن مَضى إلى حَتفِيهِ فِي حُلُم , نَعم فَلقَد كان كَابوساً أيقظنِي مِن سُباتي ,
دون كَذبِ بَل هُو واقِعُ أتهَرَبُ مِنه , أليسَ مِن المُحزِن وجود حِسابَات أخطأت ذلِك المِقدَار من الأهمية
أصبَح فشلاً ذرِعاً فِي قائِمةِ الا اتمنى قَبلَ عام , وكأنني لستُ سِوى سَاعةٍ مَعكوسَةِ العقَارِب تدورُ فِي عَكسِ اتِجَاهِ الزمن ,
قبلاً لطَلما حَلُمتُ بِصُبحٍ قَريب لكنًني اطلتُ مكوثاَ فِي الليل ,بتَمتَمة , عَلني اقطعُ آخر سَاعاتِهِ بِسَلام..
قَاطَعَ حدِثي تكدسٌ لا معقول من جبالٍ وَرَقية , عَلي إنجَازُها , إستَطردَني سُؤال , لِمَ ظللتُ عَلى هَذهِ لوَظيفَة
بِالرُغمِ من جَميعِ الفُرصِ الي أتِيحَت لِي, بدا لِي أنني بداتُ بتَضييعِ الوَقتِ مُجدَداً ولرَبَما الإجهَادُ اخذَ مأخَذهُ
مِني, تجَاهَلتُ ما بداخلي , .. ووقَعت عَيناي على زائِرٍ بِقُربي , لَقد كاَن هاتِفي يَرُن , كَمن يُعيدُ إلصَاقَ شَريطٍ
مُمزَق ذابت صُورُهُ على رَغيفٍ إبتَلعتُه بِغَصة , أجَبتُه وكُليَ أملٌ أن أفقِدَ ذاكِرتي بَعدَها ,
كَان كما تَوقَعاُه , اتصَل مُدَعياً خّطأ حَبَاتِ هاتِفِه , لَم يَزل كَما هو بقَلبِه
رُغمَ مُحاولاتِه فِي إخفاءِ ذلك ,هَكذا أظُن حتى يَصفِقهُ فِي وجهيي ..
أتساءل لِمَ كوني اسَود , كرَجُلِ أعمَال أيَجِبُ عَلي تَطبيقُ أنظِمَةِ البؤسِ هَذهِ, كان كُلُ شئ يَحَتَضِرُ في عَينَي , لَقد
عُدت مُجدَداً لِجُنونِ الهوى , لا لا بأسَ بأن اتمنى , وأنهَيتُ توثِيقَ آخَرِ أعمَالي و وضعتُ آخَرِ ورَقةٍ إلى اخواتِها ,
تجَاهلتُ دَمعَة أحرقَت ,أيُ الوحدَةِ القاتِلةِ هذه ,
ربااااااه منا يئستُ من رَحَمتِك , أشعَلتُ سيجارةَ الحُزن , وبدأت انقَث أبخرة سمَمت خلاياي , يُقال : أصعب ما
يواجِهُهُ المرء عِندما يَعودُ مِن سَفر ولا يجيدِ من يَقولُ لهُ مرحباً..
وأنا أموتُ فِي كُل يَوم بلا جَنازة , لعل جَسدي عَلِمَ مَصيِره , لعل الروحَ لا زال بِها بَصيصٌ مِن صباها ..
عَدا أن يَكون شَعري مَصبوغاَ ابيَض , ابتسَمتُ بِسُخريَة , هَذِه آ خِرُ جنُونياتي ..!!
ولطالَما أضحكتيني , حقاً أحب أطاليسَكَ يا جُنوني .