دمعي يسيل و عبرتي تتوجع
والقلب يخشع و الجوارح تخضع
اني لاشكو البين بين احبتي
و القلب من فرط البكا يتقطع
ولقد تفارقنا فما من مخبر
عما تخبئه الدهور الاربع
مرت سنون العمر حتى اقبلت
جرداء كالغيم الشحيح تذعذع
دمعي صخور و الجفون جبالها
والخد سهل و المآقي تدمع
فالقلب محزون وصاح الصدر في
هذي الضلوع فما تجيب الاضلع
ان طال ليلي بعد فرقتنا فكم
كانت ليالينا قصارا تدفع
ودعته ثم ابتسمت وانني
اخفي لهيبا والدموع تودع
واذا الفراق اتاك ينهش جانبا
لا مهرب من ذا ولا مستدفع
قلي اخية انني لك سائل
عما يدور بخاطري و الاضلع
ان طال ليل بالفتى بفراقه
حِبٌّ له بالله ماذا يصنع ؟!
كنا نرى البدر المنير بليلة
واليوم غاب فما اراه يطلع
ان الفراق مقابر ولسورها
حول المقابر و الفؤاد يشيّع
دقت نواقيس الفراق فما ترى
الا القلوب من الصدور تقلّع
هذا قضاء الله لا تنكره بل
قم للصلاة فان فيها المهجع
ودعته ثم انثنيت و ادمعي
لو انزلت فوق الجبال تصدعوا