ب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا
قَالَ تَعَالَى : "وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا" {سورة الجن/18}
. هذه الآية هي دليل حتمية إفراد الله عز وجل بجميع أنواع العبادة كالدعاء
والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة
والإستعانة والذبح والنذر وغير ذلك من جميع العبادات التي أمر الله بها كلها.
و"توحيد الألوهية" هو شرط من شروط الإسلام، بحيث لا يصرف الإنسان شيئا
من هذه العبادات لغير الله سبحانه وتعالى، لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل ولا لولي صالح،
ولا لأي أحد من المخلوقين لأن العبادة لا تصح إلا لله، فمن صرف منها شيئا لغير الله
فقد أشرك بالله شركا أكبر وحبط عمله. وحاصله هو البراءة من عبادة كل ما سوى الله،
ولا يكفي في التوحيد دعواه والنطق بكلمة الشهادة من غير مفارقة لدين المشركين
وما هم عليه من دعاء غير الله من الأموات ونحوهم والإستشفاع بهم
إلى الله في كشف الضر وتحويله وطلب المدد والغوث منهم إلى غير ذلك من
الأعمال الشركية التي تنافي التوحيد تماما.