السعادة كيف يدركها الإنسان..؟!
لعل من الصعوبة بمكان ان تقود شخصا الى سبيل السعادة وانما تقتصر مساهمتك في ذلك بان تحذره من العثرات التي قد يقع فيها خلال سعيه إليها او ترشده الى طريق من طرقها..
ان السعادة تعتمد الى حد ما على الفرد كما تعتمد على المجتمع والواقع انه من الصعوبة تحديد السعادة ومعرفة أسبابها ذلك انها تتصل بنواح شخصيّة تختلف من فرد لاخر،كما ان السعادة ليست صفة في ذاتها وانما هي نتيجة للحياه الحسنه التنظييم.وكثيرا ما يحصل الانسان على السعادة وهو يبحث عن شيءاخر .. واسعد لحظات الحياه التي يشتغل المرء فيها بأداء واجبه عن التفكير فيما اذا كان قد بلغ السعادة ام لاء..وخاصة اذا كان هذا الواجب ينطوي على خدمة للاخرين..!
ان السعاده تعتمد الى حد ما على الفرد .. كما تعتمد على المجتمع الذي يعيش فيه ..والإنسان الذي يعيش في مجتمع سعيد تتاح له فرص لبلوغ السعاده اكثر مما يتاح للآخر الذي يعيش في مجتمع غير سوي .. ومن ناحية اخرى نجد انه في وسع مجموعة محدودة من الافراد المتقدمين في التفكير ان يخلقو امّة سعيدة .. واذا اردنا السعاده الاجتماعيه فيجب ان يكون هدفنا الغاء العوز .. واتاحة تكافؤ الفرص للجميع .. وان نضمن تنظيم المجتمعات نفسها للوسائل التي تمكن الفرد من النضج الى اقصى حد ممكن .. يجب ان يكون هدفنا الاجتماعي ان نوفر لكل فرد مادة الحياه الصحيحه .. دون ان نقضي على شخصيته المفرده .كما يجب ان نسعى لالغاء الفقر والشقاء ونحارب الاعمال الضاره بالمجتمع عن طريق التحليل الصحيح للبواعث النفسيه التي تخلق هذه الشرور..!
ان البعض يبحث عن السعاده عن طريق القلب .. والبعض الاخر عن طريق العقل فهؤلاء يتبعون سبيل العاطفه واولئك يميلون الى الابحاث العقليّه وليس في وسع احد ان يرجح سلوك هذه الطريق اوتلك .. فالامر لا يتوقف على الطريق ذاتها فحسب .. وانما يعتمد على تكوين الشخص الذي يسلكه .. وكل ما يمكننا ان نقوله في هذا المقام ان اغلبية الناس ترى ان السعاده المثاليّه هي تلك الحاله التي تحقق مطالب القلب والعقل معا .. فهل يمكن الوصول اذن الى السعاده ؟ ..ان الجواب هنا قطعا ( نعم ) .. ولا يستطيع واحد من الناس ان يتاكد من قدر السعاده او نوعها .. ولكن يمكن للجميع ان يتقاسموا هذا الكنز ..وكثيرا ما تاتي السعاده نتيجه لاعمال وخدمات لاتهدف اليها مباشره .
إن من ينشد السعاده عليه القيام بخدمات لا انانيّة فيها.. فيجب ان لا ندع رغباتنا تسبب لنا قلقا ذهنيا.. وانما علينا ان نسعى للقيام باعمال عظيمه .. وان نؤدي واجبنا اليومي بما يرضي ضمائرنا .. وان نخدم الاخرين .. لقد سعى الناس منذ قديم الازل ليتحقق وجود عالم الحق والخير والجمال .. وقد بقيت هذه المثل دائما غاية ما ترنو اليه الانسانيه .. وقد وصل الانسان الى نجم السعاده وهو يسعى لاحقاق هذه المثل وهي المثل التي تنطوي على الاخوّه وخدمة الغير .. ان الحق من بين اللاليء المتالقه في تاج السعاده و هل يمكننا ان نبلغ السعاده الكامله دون ان نضيف عاملي الخير والجمال الى عامل الحق .. ان الجمال شعور داخلي مثلما هو منضر خارجي ..والجمال يكمن في عين الناضر.. ولا يمكن ان يحرم الجمال شخص يسعى للكمال .. فلنسع اذن لبلوغ السعاده .. ولنصحب الحق والجمال والخير في طريقنا .. حتى نجني ثمار سعينا ..!.
__________________
فليتك تحلو والحياة مريــــرة وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر وبيني وبين العـــالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هيـن وكل الذي فوق التراب تراب