بسم الله الرحمن الرحيم
أيام قبل انطلاق الامتحانات النهائية. من ينقذ الوادي من الرتبة الأخيرة؟
تـُسجل ولاية الوادي في السنوات الأخيرة نتائج هزيلة وغير مشرفة في نتائج شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا. ورغم المؤهلات التي تمتلكها إلا أن مؤشرات بقائها في ذيل الترتيب وطنيا لاتزال قائمة إذا لم تتحرك كل أطراف العملية التربوية لإنقاذ الموقف وإرجاع المنطقة إلى مكانتها الحقيقية. فتاريخ سوف زاخر بالإنجازات العلمية وحاضرها يمثله خيرة أبنائها المتواجدين في كبرى الجامعات العالمية ومراكز البحث العلمي العربية والأجنبية. ولكن كبوة النتائج الهزيلة تؤشر لمرض خطير ينخر الجسم التربوي في ولايتنا.
ولسنا هنا بصدد الحديث عن الامكانات المادية المسخرة لنجاح العملية التربوية ولا لتثبيط أبنائنا وبناتنا المقبلين على امتحانات نهاية العام الدراسي بقدر مانرفع صوتا لجميع أطراف العملية التربوي للعمل بتكامل والخروج من دائرة تحميل كل طرف المسؤولية للطرف الآخر للقضاء على صور التمرد التربوي والانحدار في النتائج.
فصور التمرد التربوي تتضح جليا في ظاهرة تمزيق الدفاتر أمام المؤسسات التربوية وشتم المربين وانتشار الآفات الاجتماعية في الوسط المدرسي وتحول سلوك الغش في الامتحانات إلى حق يجب المحافظة عليه وبطرق حديثة عبر النقـّال والغش الجماعي المـُبرمج وأصبح اهتمام ثـلـّة من تلاميذنا التفكير في طرق الغش لا التفكير في الامتحانات وشجع ذلك سلوكات مشبوهة لتشجيع الغش الجماعي في مؤسسات تربوية بأكملها وإهدار حق المجتهدين في التفوق.
وزاد الطين بلـة تدحرُج قيمة العلم ومكانة المربي في المجتمع حتى اظطر هذا الأخير إلى الانغماس في ممارسة نشاطات موازية من تجارة وزراعة وغيرها لاستعادة كرامته المهدورة .
كما انقطع الأولياء عن متابعة أبنائهم –إلا ماندر-حتى أصبحت زيارة الأغلبية منهم للمدارس إما لتوبيخ المدير أو الأستاذ أوللدفاع عن جنوح الأبناء وعقوقهم أكثر من المساهمة في التقويم المشترك للناشئة بين المدرسة والبيت.
ورغم هذه الصورة المشوشة للتربية عندنا فإن هناك عباقرة صغارا من التلاميذ والتلميذات تحدوا كل الصعوبات وكل الفوضى الرسمية والأسرية ورسموا لأنفسهم طريق النجاح وبأعلى النتائج ، ومن هؤلاء نتلمس الطريق للعودة للمراتب الأولى ولو تعلقت هــمة المرء بالثريـّا لأدركها.[b][i]