ما جزاء الوفاء إلا الجحود؟
لدينا العديد من المبادىء والقيم الثايتة والراسخة
والكثير من المفاهيم المتعمقة والمتأصلة فى فكرنا
ووجداننا منها : أنه من البديهى بل من المفترض أن جزاء
الإحسان هو الإحسان
وأن المعروف يجب أن يرد بمعروف مثله ويساويه
إن لم يكن أكبر منه وأن الوفاء
سمة نادرة لإذا وجدناها لابد وأن تقابل بالوفاء
الأكبر وأن الإخلاص والولاء سمات يجب أن تحمد وأن المحبة
إذا كانت نابعة من القلب يجب أن تقابل بالمحبة والود
تلك بعض المفاهيم المتعمقة فى وجداننا وشعورنا ومتأصلة فى فكرنا
منها ما خبرناه نتيجة احتكاكانا بالواقع ومنها ما ورثناه كمبدأ ثابت ممن سبقونا
ولكن هل خضعت هذه المفاهيم ككل شىء حولنا للتبديل والتغيير ؟
هل أصبحت قيماْ بالية لا يعتد بها ولا يلتفت لها ؟
هل من الممكن أن تتحكم فينا أهوائنا ومصالحنا لنلقى بهذه المبادىء
خلف ظهورنا ونمضى قدما؟
هل نضرب بهذه المبادىء والمفاهيم عرض الحائط ونجد لأنفسنا ألف مبرر لذلك؟
فى رأيي : أن كل شىء قد خضع للتغيير والتبديل حتى القيم والمثل التى نشأنا
وتربينا عليها وهذا ما يدعو للأسف بكل تأكيد
فقد تغيرت وتبدلت تلك المبادىء
إلى غيرها التى ربما ننزعج عندما تطرق أسماعنا ولكننا لا ننزعج
عندما نفسح لها مساحة فى حياتنا ونجعلها مبادئ تحكم علاقاتنا الإنسانية
بل ربما يجعلها البعض منهاجا لحياته وطريقا يسلكه ومنها ما نجده
قد أثبت وجوده بالفعل فى واقعنا وأصبح حقيقة ملموسة
فقد تبدلت بعض المقولات وتغيرت وأصبحت حقائقا ثابته
على سبيل المثال
ما جزاء الإحسان إلا النكران
ماجزاء المعروف إلا الإساءة
وما جزاء الإخلاص إلا الخيانة
وما جزاء المحبة إلا الصدود
وما جزاء الولاء إلا التفريط
وما جزاء الوفاء إلا الجحود