تابع... التربة الحمراء B22d2610
تابع... التربة الحمراء B22d2610
تابع... التربة الحمراء K10

تابع... التربة الحمراء K10
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخولدخول  



شاطر | 
 

 تابع... التربة الحمراء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
تابع... التربة الحمراء Untitl66
باحث وليد
عـــضــو مــمــيز
عـــضــو مــمــيز

باحث وليد


معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 18/05/2009
عدد المشاركات : 2358
العمر : 44
قوة السمعة : 8
قوة النشاط : 3003
ذكر
الإقامة : الجزائر


مُساهمةموضوع: تابع... التربة الحمراء   تابع... التربة الحمراء Emptyالخميس يوليو 09, 2009 12:12 pm

تــــــــــــــــــــابع
وتناهت إلى مسامعنا أصوات وصراخات منبعثة من البيوت المجاورة , في حين كانت الديكة تصيح وتنفض أجنحتها بقوة .. ومررنا بجانب السيارة المتوقفة ثم سرنا في ممرات متربة ونحن نهرول أمام الجندي الذي كان يدفع من تأخر منا بفوهة رشاشه .. كان الجليد يتحطم تحت رجلي , و الحشائش المبتلة تلامس ساقي العاريتين وتغسلهما .. وشعرت بالبرد , وبرجلي يتجمدان , ولاحت لنا من بعد عدة أمتار جماعة من الرجال و النساء والصبيان , وقد أحيطت بمجموعة من العساكر ,وأنضممنا إليهم .. وحاولت الإنكماش عند قدمي أمي , ولكن أحد الجنود صرخ في وجهي بعنف , وأمرني بالوقوف .. وأحسست بالدماء تتجمد في عروقي , ومن بعيد كانت جماعة أخرى تسرع الخطو نحونا , عرفت من بينهم " عمي عمر " وهويستر جسمه بلحاف طويل ,وصديقي "صالح" وهو ينفخ في يديه , وقد احمر أنفه وأذناه وبدأت الجماعة تكبر وتتضخم , بما يفد اليها الدقيقة و الأخرى , وكثر صراخ الصبية , ونباح الكلاب . ومن خلف الضباب الكثيف انبعثت أشعة الشمس الربيعية , وبدت قطرات الندى تلمع فوق الحشائش و الأغصان واَلمتني رجلاي , ولم أقو على الوقوف , وانتبهت إلى أنني حافي القدمين " لقد نسيت حذائي في البيت ..؟ " وألتصقت بأمي , وهمست لها : - لقد نسيت حذائي ...
ولم تجبني بشيئ .. بل انها لم تنظر إلي بتاتا ..ولكني شعرت بيدها تضغط على زندي بشدة أرغمتني على السكوت ..وسكت .. وسرت في الجماعة غمغمة مبهمة , في الوقت الذي كنا نسمع في المنازل القريبة أصوات الأواني المتدحرجة وصياح الدجاج , وهي تفر من العساكر الذين كانوا يطاردونها بوحشية ..؟
وبعد دقائق هدأت الحركة , ووخفتت الأصوات , وبدأت عملية الإستجواب وكنت أتلهى بالنظر إلى البنادق الطويلة التي كان الجنود يحملونها , ومراقبة جهاز غريب موضوع فوق السيارة وهو يصفر صفيرا متقطعا ..وانتبهت على صرخة حادة , وشاهدت جارتنا –فوزية – تمسك بأذنيها مذعورة , وهما تقطران دما , وجاء دورنا , وأحاط بنا ثلاثة جنود .., بدأوا يستجوبون أمي بكلام غريب لم أكن أفهمه .. وهم يلينون معها تارة ,ويقسون تارة أخرى . وكانت أمي تكتفي بتحريك رأسها علامة النفي . وقد اصفر وجهها , وبدا عليه الخوف و الإعياء ,وخاصة عندما تقدم أحدهم , وبدأ ينقر بطنها المنتفخ برأس بندقيته , ثم يلتفت إلى رفيقيه ويتبادل معهما كلمات قليلة يغرقون بعدها في القهقهة .؟
وشعرت بالحزن يملأ صدري , و بالغيرة تعصر قلبي ..
- مذا يريدون منها يلرب ؟ وما يريدون من بطنها المنتفخ .. أم يحسبون أنها تخفي به أحد المحاربين .؟ .
- وبدون شعور وجدت عيني تتسمران فوق وجهها المفجوع , وقد أرتسمت عليه علامات الرعب , واتسعت حدقتاها , وراحت تلتفت ناحية الاَخرين وكأنها تستنجد بهم ..مسكينة أمي ..كيف يجرؤ هؤلاء الأوغاد على إهانتك و الضحك عليك أمامي .؟؟
وأمسكت بيدها أجرها نحو الجماعة لأبعدها عن أولئك الكلاب , ولكن أحدهم دفعني بمؤخرة بندقيته دفعة أسقطتني على الأرض , وشعرت ببرودة الحشائش تحت جسدي , وانكبت أمي علي , ولاحظت أنها ترتعش بشدة , وضمتني الى صدرها , ولست أدري هل كانت تريد أن تحميني أم تحتمي بي ؟ .. وعاد الجنود إلى القهقهة والكلام الغريب , والايماء نحو بطن أمي ..ولم أفهم يومها شيئ , ولكني الاَن – بعد خمس عشرة سنة مضت – عرفت أنهم كانوا يتراهنون على ما في بطنها , ذكر أم أنثى ..؟

" ونهض أحدهم , وأمسك بندقيته الطويلة ذات السكين اللامع , وتقدم من أمي , التي وقفت مذعورة , وقد شل الخوف حركتها , وحاولت الصراخ , وصرخت ...ولكن الصرخة ماتت بفمها , وصدرت عنها اَهة خافتة , سقطت بعدها على الأرض وقد سبقتها كتلة حمراء من اللحم و الدماء ؟ رحماك اللهم .. وشعرت بمطارق ثقيلة تدق رأسي , وبالأرض والحشائش تسبح في اللون الأحمر , وتقطر دما أحمر , وغبت عن الوعي .. وذهبت أمي .. بعد أن هذه التربة بلون دمها "وسكت محدثي ..وقد غلبته العبرات .. ولم أجد كلمة أعزيه بها ..وأنتبهت أخيرا إلى العمل قد توقف , وأن العمال قد ألتفوا حولنا ينصتون .. فنهضت بصمت , ورحت أمشي حذرا , وأنا أختار مواضع قدمي لكي لا أدنس هذه التربة الحمراء التي صبغت بدم ..؟؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
تابع... التربة الحمراء Untitl66
منار
مشرفة الشعر و الخواطر
مشرفة الشعر و الخواطر

منار


معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 28/05/2009
عدد المشاركات : 2384
العمر : 39
قوة السمعة : 17
قوة النشاط : 3194
انثى
الإقامة : الجزائر


مُساهمةموضوع: رد: تابع... التربة الحمراء   تابع... التربة الحمراء Emptyالخميس يوليو 09, 2009 8:25 pm

قصة حزينة ومؤثرة

هذا هو الاستعمار غزو أراضي وممتلكات شعب آخر والسيطرة عليها
وقتل الشعب
ربي يرحم الشهداء كلهم
وينصر الدول العربية
ونتمنى الاستقلال لفلسطين وكل البلدان المسلمة
امين
وشكرااااا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 

تابع... التربة الحمراء

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة 

 مواضيع مماثلة

-
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: (¯`°•.¸¯`°•. القسم الإداري .•°`¯¸.•°`¯) :: ملتقى القصص ( عبر و مواعظ )-



©phpBB | الحصول على منتدى | الإعلاميات و الأنترنت | الإعلاميات | منتدى مجاني للدعم و المساعدة | التبليغ عن محتوى مخالف | ملفات تعريف الارتباط التابعة لجهات خارجية | آخر المواضيع