بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على سيد الأنبياء و المرسلين.
لقد طالعت هذه القصة الشيقة و التي تحمل أكثر من عبرة .أعجبتني ،أعدت قراءتها عدة مرات، ثم أدخلت عليها تغييرات دون أن المساس بفكرتها الأساسية.. ثم رأيت أن أقدمها لإخوتي أعضاء منتدانا متمنيا أن تروقكم .
.....................................................................................................................................
''...بعد 21 سنة من زواجي،وجدت بريقا جديدا من الحب . قبل فترة بدأت أخرج مع امراة غير زوجتي .و كانت الفكرة فكرة زوجتي ، حيث بادرتني بقولها : أنا أعلم كم تحبها و أحس بسعادتك عندما تكون معها .و لأن سعادتك تسعدني فعليك أن تخرج معها....
المرأة التي أرادت زوجتي ان أخرج معها ترملت منذ 19 سنة .هي امرأة محافظة ،علاقاتها محدودة ،تسكن أحد الأحياء الراقية لا تغادر بيتها الا نادرا لقضاء بعض حاجياتها.
في يوم اتصلت بها و دعوتها الى العشاء في أفخم مطعم في المدينة.
· سألتني : هل أنت بخير ؟ لأنها لم تكن معتادة أن تتلقى مكالمات في مثل هذا الوقت المتاخر.
· نعم أنا بخير و لكني احببت ان أقضي بعض الوقت معك يا ......
· أنا و أنت فقط ؟ . لوحدنا.؟
· نعم أنا و أنت فقط لأني لا أحب أن يكون معنا احد.
· فكرت هنيهة ثم ردت: أحب ذلك كثيرا.
في يوم الخميس و بعد العمل ذهبت الى بيتها لآخذها ،كنت مضطربا قليلا ، عندما وصلت وجدتها هي ايضا قلقة ،كانت تنتظر عند الباب ،ترتدي فستانا أنيقا، يبدو أنه آخر فستان اشتراه لها زوجها قبل وفاته .ابتسمت كملاك وقالت: لقد أخبرت الجميع بأنني سأخرج معك والجميع فرح.وسينتظرون بفارغ الصبر الأ خبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي
ذهبنا إلى مطعم جميل ، هاديء. تمسكت بذراعي و كأنها السيدة الأولى، بعد ان جلسنا بدأت أقرأ قائمة الطعام حيث أنها لا تستطيع أن تقرأ إلا الأحرف الكبيرة .و بينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي و على شفتيها المجعدتين ابتسامة عريضة
وكأنها تقول : كم وددت أن أقرأ لك قائمة الأطعمة كما ........
بادلتها الإبتسامة ثم حملت يدها بلطف و قبلتها فمسحت على شعري بيدها الأخرى.
تحدثنا كثيرا أثناء العشاء لم يكن هناك أي شيء غير عادي ،ولكن قصص قديمة على قصص جديدة لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل.غادرنا المطعم راجلين وسلكنا طريقا قليل السيارات و كنا بين الفينة و الفينة نتوقف لنأخذ قسطا من الراحة . و عندما وصلنا إلى باب بيتها قالت : كم أسعدتني هذه اللحظات التي قضيتها رفقتك. ليتنا نخرج سويا مرة أخرى، و لكن على حسابي." أشرت لها برأسي بأنني موافق ، ثم قبلت يدها و ودعتها عائدا إلى البيت
بعد أيام قليلة توفيت تلك السيدة الطيبة بنوبة قلبية .حدث ذلك بسرعة كبيرة لم أستطع فعل شيء لها.و بعد عدة أيام وصلني عبر البريد رسالة من المطعم الذي تناولنا فيه العشاء .فتحتها فوجدت بطاقة كتب عليها بخطها : دفعت الفاتورة مقدما لأنني كنت أعلم أنني لن أكون موجودة .المهم دفعت العشاء لشخصين لك و لزوجتك.الإمضاء : أمك التي تحبك
في هذه اللحظة فهمت و قدرت معنى كلمة (حب) أو (أحبك) و ما معنى جعلنا الطرف الآخر يشعر بحبنا.
..............................................................................................................................
إن الإنسان لا يشعر بأهمية والديه إلا إذا فقد أحدهما أو كلاهما.
أحسن إلى والديك و امنحهما بعضا من وقتك .فهو حق الله و حقهم ( و وصينا الإنسان بوالديه حسنا)
اللهم أرحمنا و أرحم والدينا .اللهم أسكنهما فسيح جنانك. اللهم أرضى عنا و أرضى عنهما.
تقبلوا مني فائق التقدير و الاحترام