واقع مجروح













أعتقدت أن في خلوتي أنسى واقع الحال,,
وأن خيالي يشفي أوجاع أحوالي,,
ولكن الحال هو الحال,,
واللي أراه يجسده الخيال,,
فلا الخلوة كانت بديل,,
ولا في الخيال راحة البال,,,
مرغم ومجبور ترى وتلمس واقع أنت فيه,,
ولا مناص غير تتجرع محلول مآسيه,,
ولا مهرب سوى العودة إليه,,
فقضي الامر الذي حسم الجدال,,
وبقيتُ حاضراً في نفس المكان,,
حيث واقع أحوالي,,,
تلسعني سياسة ماكره,,أنبعثت من قاموس كلمة حق أُريد بها باطل,,
لتمرير الباطل في صورة الحق,,,
وأستغفال العقول بفنون التضليل,,
ماذا يجري؟؟ لا شي,,
ولكنك ترى أفواج وكأن على روؤسها الطير,,
يلقنها القائل,,دروس من كتاب النفاثات,,
وهي تصدق أحاديثه الموضوعه,,
وكلما سألها,,تهتف تلك الافواج بأصوات خاشعه,,
ليس المسؤل بأعلم من السائل,,
وقد آمنت هي بمعجزاته الخرافيه,,,
تلك عادة غريبه في عصر العلم,,أن يتبع الناس سياسه الجهل,,
لماذا؟؟؟ لا أدري,,
ولكن يبدو أن تلك الافواج آمنت بأن كتاب ربها مهجورا,,
وكلام نبيها مستورا,,,
أو أن الذاكرة عندها خربه,,يشوبها الخلل,,
فلم تحفظ ميراثها التليد,,,
لذا انفرد بها الذئب,,وعلمها الضرب على البيانو,,
تعزف لحن العواء,,
إنه واقع مرير,,,
لا يشعرك بعطف الامان,,
ولا تحس فيه بدفئ الحنان,,,
وكلما حاولت تلملم شعث شملك,,تبعثره وخزات الانين,,
تشاهد الظلم بعينك نازل,,ويأتي من يقول إنما يُخيل إليك,,
وإنما هذا من كرامات العدالة,,
يجود بها سليل السخاء,,ومنبت الحكمة,,
فلا تكن نذير شؤم,,,
يعني القسوة أنقلبت نعمة بلمسة عرّاف,,
أو بنفخة ضارب في الرماد,,,
إذن لا ضير في ذلك إذا تم أستخدام المجاز في توصيف الاشياء,,
لأن الحقيقة لم تعد مرحباً بها,,
ومن يسمي الاشياء بإسمائها ينعت بالجنون في عرف التحايل,,
إنه واقع مزري,,
الامانة مفقودة,,,والصدق غائب ما وراء النص,,
وهناك شخصيات متنكرة,,
لا تقرأ بصعوبة ملامحها,,
تزكّي الحب والاستقرار,,وتذكّي نار الحقد,,
تمتلك خبرة في أجراء عمليات التنظيف,,
وتتبرأ من الاحداث كما أعتادت المروق من قوس الخداع,,
وتدفن قرائن الإدانة في عيون الانظار,,
فإذا قدمت عليها أدلة الاثبات,,صرخ الطارف من حولك,,
قائلاً,,هذا تجني وتطاول على رموز نالت شهادات موثقة في أرشيف
الامانات,,فلا داعي تقترب,,
يعني لا بأس بالتستر على التزوير إذا كان في مصلحة الابداع,,
وإذا كان من أجل تنشيط مواد القانون الخاملة في رفوف الاهمال,,
فقد يتم تعديلها تزامناً وعمليات الاستباحة,,
على الاقل لتسهيل العبور,,
واقع مجروح,,
ينزف دماء من مجموعة أوردة لا تنضب,,
قطعتها سياسة الجناة المحبين للأستئصال,,
فشوهت محياه,,أي ذاك الواقع الذي شحب لونه,,
وسرقت الاحلام والامال,,
وأخفتها في كتابها المجهول,,
فذهبت الطمأنينة,,وتوارت السكينة من واقع الحال,,
فأين المهرب؟؟؟
فلم أجد في الخلوة ونيس,,ولا في الخيال جليس,,
والارحم لو كنت ناسيا منسيا,,
أو عشت بلا قلب ولا مشاعر ولا فكر,,
حتى لا يألمني الواقع,,
وهذا محال.........

ولكم تحياتي