الحرب اعالمية بدأت؟

تاريخ الإنضمام : 22/07/2008

الحرب العالمية بدأت؟

توسّع الحرب في لبنان (التي لم تنته فصولاً بعد) إلى حرب إقليمية، أمر
وارد بقوة. لكن هل يمكن لهذه الحرب الإقليمية أن تتطور أيضاً لتصبح “الحرب
العالمية الثالثة”؟

هناك 3 اجتهادات هنا: أولها يبدأ بنظرية المؤامرة، وثانيها بالأيديولوجيا، وثالثها بالتحليل الجيو استراتيجي.

لنبدأ مع الاجتهاد الاول. في رسالة بعث بها في 15 أغسطس/ آب ،1871 قال
ألبرت بايك، الرئيس العام للحركة الماسونية الأمريكية خلال الفترة بين
1859 و،1891 إن “الطبقة المستنيرة” (ويقصد بها على الأرجح الماسونيين) في
حاجة ل “هندسة” ثلاث حروب عالمية لخدمة هدفها في استيلاد نظام عالمي جديد:
الحرب العالمية الأولى ستقيم الشيوعية في روسيا، والثانية ستفيد من
الخلافات بين “الفاشيين والصهيونيين السياسيين” وستضعف المسيحية، فيما
ستعزز الشيوعية والصهيونية. أما الحرب العالمية الثالثة فستفيد من
الخلافات بين الصهيونية والإسلام، وستضمن أن يدمّر كلاهما الآخر. وبعدها
ستحتضن شعوب الأرض إبليس.

بايك كان من “عبدة الشيطان”. وأنصاره الكثر في أمريكا راهناً يعتبرون
الحرب الأمريكية في العراق بداية الحرب العالمية الثالثة المرتقبة التي
خطط لها من زمن بعيد (كما يقال) تحالف المصارف العالمية و”الطبقة
المستنيرة”، مستخدماً الأقليات واليهود والصهيونيين والماسونيين
والشيوعيين والأنثويات المطالبات بالمساواة، لخدمة أهدافه.

خيال تآمري مرّوع؟ ربما. لكن الاجتهاد الثاني الأيديولوجي لا يقل ترويعاً عنه.

أصحاب هذا الاجتهاد ليسوا من “عبدة الشيطان” بل من عبّاد القوة العسكرية والإنجيلية المسيحية. إنهم المحافظون الجدد الأمريكيون.

فهؤلاء يعتبرون أيضاً أن الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل انطلاقاً من
الشرق الأوسط، وأن العدو فيها هو، وفق تعبير الرئيس بوش، “الفاشية
الإسلامية”، والإرهاب، وكل من يعرقل عودة السيد المسيح إلى الأرض.

أحد أبرز منظري المحافظين الجدد، وليام كريستول، فاخر مؤخراً بالقول إن
“حرب “إسرائيل” في لبنان هي حربنا، لأن تل أبيب تخوض المعركة ضد كل من
يحاول خلخلة استقرار الغرب”. ومن يحاول هنا ليس سوى الإسلام الذي “توقع”
برنارد لويس وتلميذه صموئيل هانتينغتون منذ نهاية الحرب الباردة بأنه
سيكون العدو العالمي الجديد.

الاجتهاد الثالث يبدو الأكثر منطقية وتماسكاً. وهو يستند إلى الآتي:

1- الحرب العالمية الثالثة بدأت، لكن ليس من أجل أهداف أخروية بل لهدفين
دنيويين: الأول، الصراع على النفط الذي بات، أو أوشك أن يكون، سلعة نادرة.
والثاني التنافس على التجارة والأسواق التجارية. هذان الهدفان قسما العالم
إلى ثلاثة معسكرات متحاربة: أمريكا ومعها أستراليا واليابان وبالطبع
“إسرائيل”، وتكتل “البريك” الذي يضم البرازيل وروسيا والهند والصين،
والاتحاد الأوروبي. وكل هذه المعسكرات تتناحر حالياً للسيطرة على النفط
والموارد الطبيعية.

2- الشرق الأوسط يغلي الآن أكثر بكثير مما كان عليه عشية حرب يونيو/
حزيران ،1967 وهو يعيد العالم بأسره إلى أجواء العام 1938 التي سبقت
اندلاع الحرب العالمية. كتب ريتشارد كوهن: “كلنا يحس بأن الحرب (العالمية)
قادمة. إن غيوم 1938 تتلبد بكثافة وقد تصبح قريباً 1914”.

من السهل استبعاد الاجتهادين الأولين بسبب غلالتهما اللاعلمية، واعتماد الاجتهاد الثالث لموضوعيته وواقعيته.

لكن مهلاً: الحروب العالمية لا تخاض برفع شعارات واقعية كالسيطرة على
النفط والتجارة، بل بطرح أهداف نبيلة مثل “الحرب لإنهاء كل الحروب”، أو
“نصرة الحرية ضد الفاشية”، أو “الإعلاء من شأن الديمقراطية وحقوق
الإنسان”.. الخ.

لكن، وبغض النظر عن الشعارات، ثمة حقيقة لا يمكن القفز فوقها: ازمة الشرق
الاوسط الراهنة، بما تحفل به من صراعات نفطية، وايديولوجية دينية،
وتجارية، واستراتيجية، واستشهادية أو انتحارية، تمتلك حقاً كل مقومات
تفجير حرب عالمية جديدة.

ومن يدري؟ ربما تكون الاجتهادات الثلاثة على حق، كل من زاويته. ربما الحرب العالمية الثالثة بدأت بالفعل.

تاريخ الإنضمام : 12/09/2010

بارك الله فيك

جزاك الله خير

الحرب اعالمية بدأت؟

الحرب اعالمية بدأت؟

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة