جفت الأقلام

تاريخ الإنضمام : 29/08/2008

جفت الأقلام

بسم الله الرحمن الرحيم

[center]«جفت الأقلام»!

في
خضم الصراع على الدنيا ومصالحها واستحقاقاتها ينسى المتخاصمون حقيقة إلهية
كونية تؤكد أن جميع ما يجري لا يكون إلا بإرادة الله، سواء كان على
المستوى الفردي أم الجماعي، فقد يفرح منتصر بالباطل على خصومه لأنه استطاع
بقوته وجبروته أكل أموالهم أو هضمهم في حقوقهم المادية أو المعنوية ويظن
أن ذلك حصل بما له من قوة ونفوذ وعلاقات. وقد يحزن الذي سُلب الحق منه
لأنه يشعر بالضعف وقلة الحيلة، ولكن واقع الأمر أن ما حصل لم يكن ليحصل
إلا بإرادة الله وله فيه حكمة، وقد يفرح ذلك المنتصر بما حققه وفي فرحه شر
له وقد يحزن الذي سُلب حقه وفي حزنه خير له، والإنسان المؤمن يمكنه في
لحظة فرحه أو حزنه أو نصره وهزيمته تذكر قول الرسول عليه الصلاة والسلام
في الحديث الشريف «أنه لو اجتمعت الإنس والجن على قلب رجل واحد كي ينفعوه
بشيء لا ينفعونه إلا بشيء قد كتبه الله له وأنه لو اجتمعت الإنس والجن على
قلب رجل واحد كي يضروه بشيء لا يضرونه إلا بشيء قد كتبه الله عليه.. جفت
الأقلام ورفعت الصحف». أي أنه لا مجال لزيادة أو تغيير فيما أراد الله بعد
هذا القول الحق، ولكن ضعف الإيمان لدينا قد يجعل موظفاً متسلقاً يفرح لأنه
بانتهازيته ووصوله إلى قلب رئيسه في العمل، قد تمكن من الحصول على بعض
المكاسب المادية من ترقيات ومزايا وانتدابات على حساب زملائه العاملين
المخلصين، ولكنه لو آمن لعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه لم
يكن ليصيبه، وأن عليه السعي فقط للحصول على الفوائد لنفسه بطرق مشروعة لا
ظلم فيها على أحد ثم يترك الأمر لله، وقد يحزن موظف آخر لأنه يعمل ويخلص
ويجد ثم يرى المكاسب والترقيات تتجاوزه إلى غيره ولكن إيمانه يجب أن يجعله
يدرك أن مكاسب المتسلق ستكون وبالاً عليه وعلى من أعانه، وأن خسارته لتلك
المكاسب مع استحقاقها له سيكون له فيها خير في الدنيا أو في الآخرة أو في
الدارين معاً، وما ذُكر ينطبق على العديد من أمور الحياة العامة والخاصة!

وشكرا .......................

[/center]

تاريخ الإنضمام : 02/08/2010

جفت الأقلام

جفت الأقلام

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة