دروس وعبر تكتسب من المباراة الماراثونية بين يانكوفيتش (المصابة) وباشيك (الصاعدة)

تاريخ الإنضمام : 05/10/2008

دروس وعبر تكتسب من المباراة الماراثونية بين يانكوفيتش (المصابة) وباشيك (الصاعدة) 248631628

مع بداية
موسم 2008 وبداية بطولة أستراليا المفتوحة، الجميع كان مليء بالحماس والإنتظار كان
طويلا للإستمتاع بالتنس، وفي أول مباريات ملعب فودافون إنطلقت مباراة الصربية يلينا
يانكوفيتش والنمساوية تاميرا باشيك .

التوقعات
طبعا كان في صالح يانكو (المصنفة الثالثة أنذاك) والأغلبية كان تتوقع مباراة من طرف
واحد، لكن الجماهير كانت على موعد مع مباراة ماراثونية بين المصنفة الثالثة عالميا
ولاعبة تبلغ من العمر 17 عاما !! .

لن أضع
مجريات المباراة بالتفصيل لأنها لا تسمن ولا تغني من جوع وإنما سأضع أبرز ما حصل في
المباراة (الصدمات) :

* تقدمت
باشيك 4-1 مع الإرسال في المجموعة الثالثة وخسرت الشوط بـ 4 أخطاء
مزدوجة

* أرسلت باشيك خمس مرات للمباراة

* أضاعت
باشيك خمس نقاط للمباراة

(المباراة
إنتهت لصالح يانكو بنتيجة 2-6 6-2 12-10)

الإصرار
والعزيمة هي عنوان يانكو في المباراة بالرغم من الإصابة التي كانت تعاني منها والتي
أثرت كثيرا على إرسالها (14 خطأ مزدوج)، أما باشيك فقد فعلت كل ما هو صحيح طوال
المباراة بإستثناء النقاط الهامة وجميعنا نعلم أن هذا ما يصنع الفرق بين لاعبي
التنس .

سألخص العبر
والدروس التي تكتسب من المباراة في ثلاث نقاط :

* التنس ليس
مجرد ضرب الكرة بقوة من الخط الخلفي .. للأسف عنوان تنس السيدات الأن من قبل الكثير
من اللاعبات هو (الوقوف في الخط الخلفي وضرب الكرة بأقوى ما يمكن للتخليص والضربات
الأرضية هي الأهم) وباشيك أحد هولاء اللاعبات، كل من شاهد المباراة سيرى أنها لاعبة
خط خلفي تملك ضربات أرضية قوية بالفلات لكن الإرسال والحركة والمهارات على الشبكة
صفر على الشمال، للأسف هذا لم يكن كافي للفوز على يانكو (ملكة الدفاع) حيث المباراة
شهدت وجود راليات كثيرة أغلبها إنتهت لصالح يانكو لأن لديها خطط عديدة وليس مجرد
ضرب الكرة بقوة للتخليص بأسرع وقت، أيضا إذا إستعلمت باشيك عقلها وحاولت التقدم
للشبكة في بعض الراليات مع إصابة يانكو فبالتأكيد ستكون قد قدمت مستوى أفضل بكثير
من المستوى الذي قدمته بل الفوز بالمباراة، هنا أقول بأنه يجب على العديد من
اللاعبات أن يطوروا من إرسالاتهم وأيضا من المهارات على الشبكة فالإعتماد الدائم
على الأسلوب الذي يعتمد على القوة من الخط الخلفي يسبب إصابات كثيرة وخصوصا لدى
النساء فهم ليسوا ماكينات وهذا ما بدأنا نراه (إصابة شارابوفا في
الكتف) .

* يانكوفيتش
تلعب تنس جميل جدا وتستحق بجدارة المركز الأول .. لا أعلم لماذا يأتي البعض ويقول
(يانكوفيتش لا تلعب تنس جميل وإنما فقط ترد الكرات ولا تستحق المركز الأول)، تقريبا
هو أحد كارهي يانكو أو من مشجعي لاعبة منافسة يعني كلام عاطفي، عموما جميعنا يعلم
أن يانكو لاعبة دفاعية ولكن من الطراز الفاخر المكافح الذي يستطيع رد أصعب
الكرات، كل من يتابعها سيرى الإمكانيات الهائلة التي تملكها والمتعة الكبيرة في
لعبها وهي بلا شك من أفضل اللاعبات في ضربات الباسينغ شوت والدوان ذا لاين، هي من
أكثر اللاعبات إجتهادا ووجودها في التصنيف الأول ليس بسبب كثرة المشاركات وإنما
بسبب الثبات في المستوى طوال الموسم .

شاهدوا هذه
النقطة من المباراة : https://www.youtube.com/watch?v=gXgriI-9SMo

* مباراة
واحدة قد تعني النجاح أو السقوط .. بعد الفوز بالمباراة شقت يانكو طريقها في
البطولة بنجاح بالوصول لنصف النهائي، وإذا نظرنا لما قدمته يانكو بعد هذه المباراة
طوال الموسم سنرى الكثير من النجاحات (الوصول للتصنيف الأول، الوصول لنهائي أمريكا
المفتوحة، الوصول لنصف نهائي أستراليا المفتوحة ورولان غاروس، الفوز ببطولة روما
وبكين وشتوتغارت وموسكو)، لكم أن تتخيلوا ماذا كان سيحدث ليانكو في حال خسارتها
للمباراة، غالبا لم تكن لتحقق كل هذه الإنجازات وبالنسبة لباشيك فكان تصنيفها 41
عالميا وبعد الخسارة أتى للأسف السقوط المروع لفتاة الـ 17 عام، حيث خسرت 17 مباراة
وفازت في 12 فقط وكادت أن تخرج من المئة الأوائل إلا أن تأهلها لنهائي بالي بعد
بطولة أمريكا المفتوحة وهي النتيجة الأفضل لها بالموسم مع نهائي أوكلاند (قبل بطولة
أستراليا المفتوحة) جعلها تتقدم في التصنيف إلى المرتبة 73 .

بصراحة المباراة أثرت فيني كثير وهذا أحد أسباب كاتبتي لموضوع عنها، وفعلا
مباراة مليئة بالعبر والدروس التي تفيد في الكثير من المجالات وليس فقط في
التنس.

بالرغم من
إني مشجع لباشيك (كانت خسارة مؤلمة لأبعد الحدود) لكن ما فعلته يانكو أمر أكثر من
رائع، ومن أمنياتي بموسم 2009 فوز يانكو بأول غراند سلام (أعتقد أنها مسألة
وقت) وعودة البطلة النمساوية باشيك بقوة للمنافسة