الأحد أغسطس 09, 2015 2:23 pm السبت أغسطس 01, 2015 2:09 pm الأحد يوليو 19, 2015 2:41 am الخميس يونيو 04, 2015 1:43 pm الأحد مايو 03, 2015 6:35 pm الجمعة مارس 13, 2015 8:49 pm الجمعة يناير 09, 2015 6:58 pm الجمعة يناير 09, 2015 6:43 pm الأحد يناير 04, 2015 7:06 pm الجمعة سبتمبر 12, 2014 6:17 pm
من فكر في قول الله تعالى {ما يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.
عَلِمَ أن كل ما يتكلم به في الجد أو الهزل أو في حال الرضى أو الغضب يسجله الملكان، فهل يَسُرُّ العاقلَ أن يرى في كتابه حين يعرض عليه في القيامة كلمات خبيثة ؟ بل يسوؤه ذلك ويُحزِنُه حين لا ينفع الندم،
فليعتن بحفظ لسانه بما يسوؤه إذا عرض عليه في الآخرة.
وليفكر العاقل فيما يريد قوله قبل أن يتكلم، فإن كان خيرًا بادر إل...يه وإلا ألجم لسانه عنه، وليحفظ لسانه من الغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفتوى بغير علم واليمين الكاذبة وألفاظ القذف وشهادة الزور والشتم
ومن كل معصية حرمها الله ولا سيما من أكبر المحرمات وأخطرها وهو الكفر بأنواعه الثلاثة القولي والاعتقادي والفعلي.
فقد روى البخاري ومسلم أن رسول الله سلم قال: إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب. وفي رواية الترمذي: إن العبد ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسًا
يهوي بها في النار سبعين خريفًا.
وقال اللّه تعالى {إنَّ رَبَّكَ لَبالمِرْصَادِ}.
اعلم أنه لكلّ مكلّف أن يحفظَ لسانَه عن جميع الكلام إلا كلامًا تظهرُ المصلحة فيه، ومتى استوى الكلامُ وتركُه في المصلحة، فالسنّة الإِمساك عنه، لأنه قد ينجرّ الكلام المباح إلى حرام أو مكروه، بل هذا كثير أو
غالب في العادة، والسلامة لا يعدلُها شيء.
فقد روى البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال (مَنْ كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أوْ لِيَصْمُتْ). فهذا الحديث المتفق على صحته نصّ
صريح في أنه لا ينبغي أن يتكلم إلا إذا كان الكلام خيرًا، وهو الذي ظهرت له مصلحته، ومتى شكّ في ظهور المصلحة فلا يتكلم.
وقد قال الإِمام الشافعي رحمه اللّه: إذا أراد الكلام فعليه أن يفكر قبل كلامه، فإن ظهرت المصلحة تكلَّم، وإن شكَّ لم يتكلم حتى تظهر. وروى البخاري ومسلم أيضًا عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه قال: قلتُ
يا رسولُ اللّه، أيُّ المسلمين أفضلُ؟قال (مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسانِهِ وَيَدِهِ). وروى البخاري في صحيحه، عن سهل بن سعد رضي اللّه عنه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال
(مَنْ يَضْمَنْ لي ما بينَ لَحْيَيْهِ وَما بينَ رِجْلَيْهِ، أضْمَن لَهُ الجَنَّةَ).