ذكر الله عز وجل لنساء أهل الجنة صفتين، قال: حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ [الرحمن:72]
(مقصورة)، والمرأة المنتقبة في زماننا متشبهة بنساء أهل الجنة.. لماذا؟
لأنها لما غطت نفسها قصرت حسنها على زوجها، فلا يراها إلا زوجها، حور
مقصورات في الخيام، لا يخرجن من الخيام، ولو أنهن خرجن فإنهن كما وصفهن
ربهن: وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ أَتْرَابٌ [ص:52] ، تقصر طرفها على زوجها، لا تمد عينيها إلا إلى زوجها فقط.
إذاً: المرأة المتعففة تتشبه بنساء أهل الجنة. وأنتم تعلمون أن التشبه بالمغضوب عليهم ممنوع، فإن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (صنفان
من أهل النار لم أُرهما قط ... نساء كاسيات عاريات -لابسة ملابس شفافة،
فهي كاسية لكنها عارية في الحقيقة- رءوسهن كأسنمة البخت المائلة)
فحين تصفف شعرها تصففه فوق رأسها وتميله إلى ناحية اليمين أو الشمال،
فالعلماء قالوا: إن تصفيف الشعر بهذه الصورة وإن لم يكن ممنوعاً لذاته،
لكن لأن فيه تشبهاً بالمغضوبات عليهن، فإن المرأة المسلمة لا تفعله،
فالتشبه بالمغضوب عليهم أو بالكافرين ممنوع على أي وجه، والتشبه بأهل
الصلاح مطلوب فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم إن التشبه بالكرام فلاح.
[/b] الشيخ أبو إسحاق الحويني.