لقد تعلق المجتمع السوفي ببعض الأيام التي لها بعد ديني كيوم 26 رمضان ،و10محرم ،و12 ربيع الأول ،وأولوها رعاية واهتمام خاص وأعطوها مسميات خاصة بــــــــــها.
يوم 26 رمضان (عادة تاتاتا):
في صباح يوم 26 رمضان ينهض النساء باكرا،وذلك من اجل إعداد وطهي "الرقاق" أو "الكسرى بالزيت" ، وتقوم كبيرة العائلة بوضع إناء كبير ثم تأخذ ملئ اليد من الدقيق وتبدأ بذكر الموتى وترمي الدقيق في الإناء حتى تعد جميع موتى الأسرة ،وهناك من تبتدئ بالأنبياء كان تقول :هذه لمحمد صلى الله عليه وسلم وغيرهم من الأنبياء عليهم السلام،ثـــم يعجن الدقيق ويطهى ،ويقوم الأطفال في هذا اليوم بحمل أكياس ويجوبون البيوت وهــــــم يرددون "تاتاتا عشاء الموتى…طابت الخبزة ولالا" وهكذا يفعلون في كل منزل حتـــــــى تمتلئ أكياسهم وهذا بالنسبة لقرية تغزوت كمثال].
ويمكننا اخذ مثال آخر وهو مجتمع الرقيبة ،تقوم الأسرة بالصباح وخاصة الأسر التــــــــي يكون لديها أطفال صغار موتى ويقومون بعجن وطهي الكسرى بالزيت ،ويجوب الأطفــال المنازل وهم يرددون "كان طاب هاتوه كان مازال نزيدوا شوي ونجــــــــــــــــــــــ ـــوه".
وفي هذا اليوم توضع "السرة" وهي عبارة عن أكياس صغيرة جدا من القماش تحتوي على مادة الكمون و بها خيط صغير لتعلق على الملابس، ويعتقدون أنها تحمي من الجن والمس ويعتقدون في هذا اليوم أن كل الموتى يقومون فوق قبورهم ولا يرجعون إلا بعد إعطاء عائلاتهم الكسرى ويذكرونهم ،ولهذا يقومون باكرا حتى لا تضرب الشمس رؤوس الموتى ومن المأكولات المشهورة في هذا اليوم المرضوخة وهي عبارة عن قطع من الكسرى بالزيت توضع في المهراس وتضاف إليها الطماطم والفلفل المقطع ويقوم النساء برضخها في المهراس وتوضع في الإفطار مع أطباق رمضان.
ويقومون في هذا اليوم بإرسال المأكولات الكسرى بالزيت و المرضوخة إلى الجامع لكي يتبادل الناس فيما بينهم الأكل ويأكل جميع الناس الفقراء وعابري السبيل وغيرهم.
يوم 10 محرم (عاشوراء):
من أول يوم من أيام محرم يبدأ الأطفال الصغار يجوبون المنازل ويرددون"ارفع الاوكاس يا رب على هاذي الناس" ويحمل الأطفال عرجون قديم وعند دخولهم لأي بيت يعـطونهم قطعة قماش وتعلق بالعرجون ويسمى ذلك العرجون "رافع الاوكاس" وفي يوم 10 محرم يخرجون خارج القرية ويرمونه وهي دلالة منهم على إبعاد النحس عن المنطقة ،أمـــــــا الرجال والنساء فمنذ بداية هذا الشهر يخرجون إلى الرحبة ويكون الرجال وحدهم والنساء وحدهم ويقوم الرجال بمسرحيات فكاهية يكون فيها الضحك والفرح ويلبس أفراد منـــــهم لباس خاص مضحك لكي يؤدي به مسرحية ويقومون بتمثيليات (السيد واللبة) و(شـــايب عاشوراء) أما عند النساء فتوضع عصا وتربط بداخلها "طارة"وهي عبارة عن عجــــلة دائرية ،ثم تدخل امرأة وتلبس لباس معين وتبدأ تؤدي حركات ورقصات والنســـــــــــاء الأخريات يغنين ،وتعتبر هذه الأيام والأعياد المختلفة هي تعبير من المجتمع السوفي عن شعورهم عن طريق الغناء والرقص وغيرها ويعود ذلك إلى عدم وجود وسائل التــرفيه الحديثة.
ومن بين العادات في هذه الليلة بقمار انه يتنكر اثنين من الأولاد احدهم على شكل شيـــــخ كبير "شايب" والأخر على شكل عجوز كبيرة ويدخلون إلى المنازل ويرددون"لبة ولاسيد" ويقومن بتمثيلية صغيرة في كل منزل يدخلونه وتقدم لهم بعض الحلويات أو النقود وتوضع لهم الرائحة.
ويكون في هذا اليوم أيضا عادة تسمى "بالنفقة" وهي أن يشترك مجموعة من الرجــــــــال ويشترون شاة ،ثم تقسم هذه الشاة بعد الذبيحة إلى أربعة أقسام ويسمى كل قسم بالطـــابـــق ويطهى منه ويقدم للصدقة للفقراء ،ومن المأكولات الشهيرة في هذا اليوم الملفوف وهـــي الكبدة عندما تطهى ويوضع عليها طبقة رقيقة من الشحمة ثم تعلق في سلك ثم تطهى مرة أخرى وتذوب تلك الشحمة على الكبدة وتصبح هذه ذات طعم رائع وشهي وهذه من أحسن وأشهى المأكولات قديما.