يرددون أدعية للنجاح، يناقشون المواضيع والكل يتحدث عن الإجابة الصحيحة، لحظة مغادرتهم لقاعات الامتحان حين أجمعوا أن الأسئلة كانت في متناول المترشح ذي المستوى المتوسط وجاءت خالية من الأخطاء.. غير أن البعض منهم اشتكى من الحراسة المشددة التي فرضت عليهم.. هي لحظات قضيناها مع مترشحي البكالوريا في اليوم الأول من انطلاق الاختبارات بمراكز الإجراء بالجزائر.
أسئلة سهلة .. وآباء هجروا مناصب عملهم لاستقبال أبنائهموقع اختيارنا على مركز الإجراء الثعالبية بحسين داي ليكون وجهتنا الأولى، وهناك التقينا مع العديد من المترشحين شعبة علوم طبيعة وحياة، منهم الذين يجتازون البكالوريا لأول مرة ومنهم للمرة الثانية، ولما اقتربنا من أحد المترشحين الذين وجدناهم حينها يتبادلون الحديث عن موضوع اللغة العربية، بحيث صرح لنا "مروان/ت"، بأنه كان يتوقع أسئلة صعبة يصعب حلها، لكنها وردت سهلة وغير معقدة وخالية من الأخطاء، حين أضاف زميله قائلا" إن وردت كل الأسئلة مثل موضوع مادة اللغة العربية فإننا سنضمن النجاح في البكالوريا".. حينها تمنيا لهم النجاح، وتوجهنا للتقرب من أحد المترشحات اللواتي كن يقفن بالقرب من المركز، رفضن مغادرته، ينتظرن التحاق بقية زميلاتهن بهن، سألناهن عن طبيعة الأسئلة، فردت "نوال/ م" أنها كانت تتوقع أسئلة صعبة لكنها وردت ليست بالسهلة ولا بالصعبة وإنما تتوافق ومستوانا-أقصد المستوى المتوسط.. غير أن زميلتها أكدت بأنها وجدت صعوبة في الإجابة على الموضوع الثاني المتعلق بالنص.
غير أن الذي شد انتباهنا في تلك اللحظات الخاطفة، هو نفس المشهد الذي وقفنا عليه الأسبوع الماضي، عند اجتياز تلاميذ السنة خامسة امتحان شهادة نهاية المرحلة الابتدائية، هو التوافد الكبير للآباء والأمهات الذين قدموا لاستقبال أبنائهم بالقبل فور خروجهم من قاعات الامتحان، حين يتحول الولي إلى مترشح بدل ابنه خاصة إذا تعلق الأمر بشهادة البكالوريا، إلى درجة أن هناك منهم من فضل مغاردة مكان عمله والتوجه إلى المركز لكي يستقبل ابنه ويرفع معنوياته. غادرنا الثعالبية باتجاه مركز الإجراء "فرانس فانون" بباب الوادي.
وآخرون فضلوا البقاء بالمراكز لإلقاء النظرة الأخيرة على الدروسو بمركز الامتحان "فرانس فانون"، هناك التقينا بعدد قليل من المترشحين الذين رفضوا مغادرة المركز والبقاء بالقرب منهم وأخذ زاوية لمراجعة الدروس الخاصة بمادة الشريعة الإسلامية، اقتربنا من التلميذة "صفاء/ك" شعبة علوم طبيعة وحياة، تجتاز البكالوريا لأول مرة بأنها استطاعت الإجابة على أسئلة مادة الأدب العربي بكل سهولة، ولم تواجه أية صعوبات، خاصة وأنه جاء خاليا من الوضعية الإدماجية، لتضيف قائلة "أنا متخوفة من امتحان مادة الرياضيات واليوم سيتضح الصح"، تركنا صفاء في انتظار من يصطحبها إلى المنزل.. وغير بعيد عن المركز وجدنا مجموعة من المترشحين الذين اختاروا لأنفسهم زاوية بالقرب من أحد محلات بيع الأكل الخفيف، ولما اقتربنا منهم أكد لنا المدعو جمال الدين/س، أنه يفضل البقاء مع زملائه للمراجعة وإلقاء النظرة الأخيرة على الدروس، لكي يكونوا على استعداد لاجتياز امتحان مادة الشريعة.
حراسة مشددة.. تربك المترشحين الأحرار في امتحان اللغةبقينا هناك للحظات معدودات وغادرنا المركز الذي كان خاليا على عروشه، لنتحول بعدها إلى مركز الأمير عبد القادر، وهناك التقينا بالعديد من المترشحين الأحرار شعبة آداب وفلسفة، الذين أكدوا في تصريحاتهم بأنهم لم يفقدوا الأمل في الحصول على شهادة البكالوريا ولم أجبروا على اجتيازها المرة الألف، وهناك اقتربنا من المترشحة سعيدة/غ، التي أخذت لنفسها زاوية بالمركز رفقة زميلتها اللتين كانتا صامتتين لا تنطقان بكلمة، وكل واحدة منهما كانت تحمل بيدها كراسا، تراجعان دروسهما، كسرنا ذلك الصمت ورحنا نسألهما عن طبيعة الأسئلة، فأجابت سعيدة بأنها كانت سهلة نوعا ما وقد أجابت بشكل صحيح إلى حد، لتضيف زميلتها قائلة "نعم سهلة سهلة"، تركناهما تواصلان مراجعتها وتوجهنا للحديث مع مجموعة أخرى من المترشحين، وفور ما كشفنا لهم عن هويتنا راحوا يشتكون من الحراسة المشددة بداخل القاعة خاصة بعدما تم التقليص في عدد المترشحين مقابل رفع عدد الحراس، بحيث أكد جمال/ش، بأنه لم يتمكن حتى من رفع رأسه، حين وجد بالقاعة 5 حراس.
منقول من جريدة الشروق