يذكرنى حال العرب بالقصه الاتية لجحا العربى
كان لاحد ملوك العرب قديما حمارا عزيزا عليه واراد ان يعلمه الكلام
لينادمه ويصبح صديقه فاعلن عن جائزة كبرى لمن يتقدم و احجم الجميع
للاستحالة وخصوصا ان عقوبة الفشل هى جز الراس ...
لكن جحا تقدم واعلن عن استطاعته تعليم الحمار فى خمسة عشر عاما فلما
راجعته زوجته بالامر قال انه يعرف العقوبة ويعرف استحالة ان يتكلم الحمار
ولكن بخلال الخمسة عشر عاما اما سيموت الحمار او يموت جحا او يموت الملك
...
تحيا فلسفة جحا المسيطرة على عقول العرب
لن يتكلم الحمار يا عرب ولو بعد مائة عام والفكرة اساسا عبثية ومضللة فكفو عن الخداع ...
بدلا من تعليم الحمار الكلام دعهم يفكون عقدة لسان الانسان العربي الحر
ويعطوه الحق بقول رايه وعدم شد الوثاق عليه وكتم صوته تعليم الانسان سهل
ومستطاع .. اما تعليم الحمار فمستحيل مع احترامى الكامل للحمير.
جحا مقولته الساخرة المشهورة: "حُمْق يعولني خيرٌ من عقلٍ أعوله".
ومن الطريف الدال على أن جحا استمرأ هذا الأمر ـ التغابي أو التحامق ـ ما
دام يعفيه من تبعات الناس، ويتيح له قدرًا كبيرًا من الشجاعة في قول الحق،
وحكمة الرأي وأن يكون صريحًا في التعبير عن نفسه، أنه دائمًا يستسلم
لرغباته في لحظاته، وإنْ اتهمه الناس بالحمق والجنون ـ فليس ثمة عندئذ من
حرج ـ مما يجعله بريئًا من الخوف أو الكبت وقادرًا على قول "المسكوت عنه"
دائمًا، اجتماعيًا وأخلاقيًا وسياسيًا وإنسانيًا.
شخصية جحا
التى وصفها العالم الراحل د. محمد رجب النجار فى درته الخالدة
تلك الدراسة التى تعد المرجع الأشمل والأوفى عن جحا
والتى أوردها فى كتابه
"جحا العربي.. شخصيته وفلسفته فى الحياة والتعبير"
بأنها تحمل فى طياتها تأكيدا للوحدة القومية
وتجسيدا لغاياتها وقيمها من وحدة العادات والتقالي
، وانتهاء بوحدة الإبداع الشعبى كالقصص والملاحم والسير والحكايات والنوادر والأمثال
إذ أنها تمثل تواصلا ثقافيا وأصالة تاريخية".
وتكمن عبقرية جحا
فى ملامح شخصيته
فهى عصا توازن فى خضم التحديات والمعوقات
تؤكد على ضرورة التمسك بالقيم الإنسانية العليا
والغايات القومية التى تعمل الجماعة على تحقيقها
وهى زاد نفسى وفنى بعيد الأثر يدفع إلى الابتسام والسخرية والضحك والدعابة
كوسيلة حيوية فى الدفاع عن التراث
ورد اعتبار الذات للذات
تحياتي القلبيه