قال عنتر يحيى في تصريحاته أمس إن اتخاذ قرار اعتزال اللّعب دوليا كان صعبا، وأخذ منه وقتا طويلا وتفكيرا عميقا سبقه بطبيعة الحال إيماءات وإشارات في المدة الأخيرة.
حيث كانت سلوكات اللاعب قد تغيّرت ولم يعد يشعر أنه قائد المنتخب منذ كأس العالم الأخيرة بعد اعتزال منصوري، فقد أصبح أقل تأثيرا في المجموعة بل وأقل ظهورا، إلى غاية المباراة الأخيرة في غامبيا التي حمل فيها شارة القائد بعد أن شكك البعض أن حليلوزيتش سيمنحها له، وقد انتهت المباراة والكل يشكك أنه لن يكون مجددا في حسابات النّاخب الوطني قبل أن يقرر اللاعب بنفسه الاعتزال.
أصيب بصدمة بعد التشكيك في مستواه عقب مباراة غامبيا
ويدرك المقربون من عنتر جيدا أنه تعرض لصدمة عنيفة بعد مباراة غامبيا، التي انتصر فيها "الخضر" في بانجول، حيث تفاجأ أن وسائل الإعلام في الأيام الموالية للمباراة حملته كلها مسؤولية الهدف الغامبي، وكأن "الخضر" خسروا المباراة بسببه، رغم أنهم كانوا قد انتصروا لأول مرة منذ زمن طويل خارج الديار. حيث لم يستسغ اللاعب هذه الانتقادات وشعر كأنه لم يعد مرغوبا فيه، أو كأن البعض يريده أن يخرج من الباب الضيّق، وأثّرت هذه الانتقادات كثيرا في نفسية عنتر يحيى، وجعلته يسأل نفسه أسئلة كثيرة عن الموقف الذي تعرض له.
قال إنه كان يجب احترام ما قدمه للمنتخب على الأقل
وقال عنتر لمقربيه إنه لم ينتظر هذا الهجوم الذي كان عرضة له من مختلف وسائل الإعلام، التي تحدثت عن إبعاده وعن عدم اقتناع حليلوزيتش به، رغم أن الناخب الوطني قال في الندوة الصحفية التي عقدها يوم 18 أفريل الماضي إنه لا يفكر في تغييره وأنه يثق فيه. وأضاف عنتر لمقربيه أنه كان على الإعلام وحتى الجزائريين الذين انتقدوه بتلك الطريقة، على الأقل اختيار وقت آخر للحديث عن إبعاده، ليس بعد انتصار خارج القواعد. كما أن أسلوب الهجوم في حد ذاته، اعتبره اللاعب لا يليق بما قدمه للمنتخب الوطني مدة 8 سنوات متواصلة، وهو ما أجبره على مقاطعة الإعلام الجزائري حيث كان يتكلم إلى الصحفيين الذين يعرفهم، لكن من دون أن يدلي لهم بتصريحات.
لم يكن له علاقة قائد بمدربه مع حليلوزيتش وكان يرفض ذكر اسمه
ولم يكن لعنتر علاقة مميزة بحليلوزيتش، فالناخب الوطني لم يكن يسأل عليه وكان يعامله مثل غيره من اللاعبين، دون أن يُشعره بأنه قائد الفريق الذي يجب أن يستشيره ويكون قريبا منه في مختلف المسائل، وهو ما جعل الأمور بين الرجلين تتم بشكل عادي في التربصات، وحتى يوم المباراة أمام غامبيا لم يكن لعنتر اقتناع بأنه سيكون القائد. علما أن لاعب كايزر سلاوترن في مختلف تصريحاته الإعلامية كان يتفادى ذكر حليلوزيتش وحتى الإجابة على الأسئلة التي تتعلق بما جلبه الناخب الوطني من إضافة، مؤكدا أنه يرفض الرد على هذه الأسئلة أو كان يجيب بتهرب، ويقول إن الوقت هو الذي سيكون كفيلا بأن يرد عن نجاح حليلوزيتش من فشله.
عنتر يحيى: "لا أريد أن يقولوا إنهم كل مرة يشكرون المدرب الذي يأتي"
وقد سبق أن وجهنا سؤالا في طابع ودي لعنتر يحيى، عن السبب الذي جعله يرفض أن يمتدح حليلوزيتش أو يشيد بما فعله، فأكد أن الأمر لا يجوز والمدرب في بداياته (الحديث كان قبل مباراة غامبيا)، كما أكد لنا في حديث جانبي أنه لا يريد أن يقول الجزائريون كل مرة إن لاعبي المنتخب الوطني يشكرون المدرب الذي يأتي، بعد أن أثنوا على سعدان وكذلك على بن شيخة، مضيفا أن الثناء على المدرب الجديد وهو في بداية عمله من شأنه أن يجعل الحكم غير صحيح، وهو رأي عنتر الذي اعتاد دراسة تصريحاته وخطواته، ويعتبر من بين اللاعبين الأذكياء الذين يملكون نظرة استشرافية.
تجربته في السعودية أشعرته بالإحباط وفقد نكهة الكرة هذا الموسم
ورغم ذكاء عنتر الحاد وكذا حسن تدبيره للأمور، إلا أنه يعتبر نفسه قد أخطأ في الالتحاق بفريق النصر السعودي، لأنه انضم إلى فريق مثقل بالمشاكل ما جعله يغادره بسرعة، وهو يؤكد بأنه خلال مسيرته الكروية ككل لم يمر بتجربة أسوأ من هذه من حيث الاضطرابات. وحتى مغادرته هذا الفريق نحو الدوري الألماني لم تكن موفقة بعد أن التحق بفريق متواضع، وهو كايزر الذي سرعان ما سقط إلى القسم الثاني بعد سلسلة من الإنهزامات المتوالية، ما جعل اللاعب يفقد أكثر نكهة اللّعب وحتى الحماس خلال موسم كان متواضعا للغاية على الصعيد الشخصي، ما تسبب في تراجع مستواه الذي قد يكون من أهم الأسباب التي دفعته لاتخاذ خطوة كهذه.
------------------------------------------------
حليلوزيتش يراهن على مجاني لخلافة عنتر يحيى
لم ينزعج الناخب الوطني حليلوزيتش كثيرا من قرار اعتزال قائد "الخضر" عنتر يحيى للعب الدولي مادام البوسني لم يكن يضع مدافع كايزر سلاوترن في حساباته خاصة أنه لم يقتنع بمردود محور دفاع "الخضر" في مباراة غامبيا التي تسبب فيها عنتر يحيى في هدف السبق للمنافس، واستقبل حليلوزيتش قرار عنتر يحيى بشكل طبيعي بعدما أدرك اللاعب الدولي أنّ مكانته أصبحت مهدّدة في التعداد الأساسي للمنتخب الحالي وفضّل أن يغادر "الخضر" من الباب الواسع عوض البقاء في مقعد البدلاء في المباريات المقبلة.
عنتر فهم رسالة حليلوزيتش عندما استدعى بلكالام
وسبق أن أشرنا في أعدادنا الماضية إلى أنّ حليلوزيتش قرّر تدعيم محور دفاع "الخضر" مباشرة بعد انتهاء مباراة غامبيا، حيث عاين عددا من المدافعين الذين ينشطون في البطولة المحلية وقرّر استدعاء مدافع شبيبة القبائل بلكالام.
مجاني وبوڤرة سيشكلان المحور في مباريات جوان
وسيسمح قرار عنتر يحيى بالاعتزال اللعب الدولي لمنافسه في المنصب مجاني من استرجاع مكانته في التشكيلة الأساسية، حيث ترشح مصادر مقربة من المدرب الوطني مدافع أجاكسيو لتشكيل المحور في مباريات جوان المقبل رفقة بوقرة خاصة أنه يقدّم أداء مميزا مع فريقه في البطولة الفرنسية.
كادامورو أوفر حظا من بوزيد في المحور
كما تتحدّث المصادر نفسها عن أنّ كادامورو مرشح أيضا لخلافة عنتر يحيى ويُعتبر ورقة بديلة في يد حليلوزيتش مادام أنّ منصبه الأصلي هو مدافع محوري، وبالتالي يعتبر أوفر حظا للعب من زميله بوزيد الذي فقد ثقة الطاقم الفني منذ احترافه في البطولة الإماراتية. والأكيد أنّ حليلوزيتش سيقوم بدعوة كل من بوڤرة، بوزيد، مجاني وبلكالم في التربص المقبل للتنافس على من يخلف مدافع كايزر سلاوترن.
تشبيب المحور أولوية حليلوزيتش
وكشفت مصادرنا أنّ أولوية الطاقم الفني مستقبلا ستكون لتشبيب محور الدفاع، حيث سيستمر حليلوزيتش في البحث عن البدائل لأجل تشبيب الدفاع خاصة المحور الذي سيعرف سقوط أسماء أخرى في حال بروز مدافعين محوريين جدد سواء في البطولة المحلية أو في أوروبا.
-----------------------------------------------
منصوري: "عنتر يحيى قام بواجبه كاملا في المنتخب ولم يدخر أي جهد"
بصفته قائد المنتخب الوطني سابقا، سألنا يزيد منصوري لاعب شباب قسنطينة عن موقفه من اعتزال عنتر يحيى اللّعب دوليا فقال في اتصال هاتفي مع 'الهداف": "التقيت عنتر على هامش تكريمنا، فقد تكلمنا مع بعض وأعلمني بالقرار، لكن لم نتعمق كثيرا في هذا الموضوع، إذ قرر وضع حد لمشواره مع المنتخب لأسباب (يتردد ثم يكمل)... خاصة، يجب احترام قراره لأن عنتر قام بواجبه كاملا في المنتخب ولم يدخر أي جهد، والآن سيحاول أن يشرّف نفسه مع الفرق التي سيواصل اللعب لها، لقد قدم الكثير للمنتخب الوطني كما أنه مثلي عاش وقتا طويلا وسط الفريق الوطني، وبما أنه قرر التوقف فله الأسباب التي دفعته لذلك وعلينا كلنا أن نحترم هذا الموقف".
"مازال صغيرا وكان قادرا على مواصلة مساعدة المنتخب"
وفي سؤال عن الأسباب التي جعلت عنتر يحيى يعتزل في سن الثلاثين وإن كان قد تكلم معه عن ذلك، قال يزيد: "لا... لم أشأ أن أدخل معه في التفاصيل، إنه أمر شخصي بحت ويجب احترام هذا القرار الذي يتخذ مرة واحدة في مشوار أي لاعب دولي"، وواصل قائلا عما إذا كان يرى أن لاعب "كايزر سلاوترن" الألماني تقاعد في سن مبكرة: "نعم... مازال شابا وكان قادرا على تقديم دعم كبير للمنتخب، خاصة بخبرته وعدد المباريات التي لعبها والتي جعلته يحمل شارة القائد، ومادام قد اتخذ هذا القرار فلا داعي الآن للحديث عن ماذا كان سيحصل لو بقي، فقد قرر التقاعد دوليا وانتهى الأمر، وأنا شخصيا أحترم قراره وأتمنى له التوفيق في مشواره مع النوادي التي سيواصل اللّعب لها".
"شرف كبير لي أن أحظى بهذا الوسام وأمام أنظار بلاتير وحياتو"
وتكلم يزيد منصوري عن تكريمه بوسام الاستحقاق من قبل "الفاف" نظير ما قدمه للمنتخب فقال: "إنه شرف كبير لي واعتراف بالمجهودات التي قدّمناها خدمة لمنتخب بلادنا، لقد أسعدني هذا الوسام كثيرا خاصة أنه جاء بعد مدة من اعتزالي اللّعب دوليا، وفي وقت لم أنتظر تماما أن أحظى فيه بتكريم مماثل، وما زاد من حلاوة الأمر أنه كان بحضور رئيس الإتحاد الدولي جوزيف بلاتير ورئيس "الكاف" عيسى حياتو، وهو ما أفرحني أكثر". وأردف منصوري قائلا: "أهدي هذا التتويج الرمزي لكل الجزائريين الذين ساندوني في مشواري الدولي".
----------------------------------------------------
ڤاواوي: "يا عنتر حبّست صغير، كنت قادرا على لعب مونديال 2014"
في اتصال هاتفي به عن موضوع اعتزال عنتر يحيى، أكد الحارس الدولي السابق ڤاواوي الوناس قائلا: "لقد سمعت الخبر في الإذاعة هذا الصباح، وكان مفاجئا لي ولم أنتظره، خاصة أن عنتر اتخذه وهو صغير، كان قادرا على المواصلة 3 أو 4 سنوات أخرى، كأس العالم 2014 كان يمكنه أيضا أن يشارك فيها ويُساهم قبل ذلك في تأهل المنتخب الوطني إليها لم لا، لأن لياقته جيدة، وهو الآن يلعب في البطولة الألمانية، لهذا السبب لم انتظر تماما أن أتلقى خبرا مثل الذي سمعته. على كل حال يجب احترام قراره الذي لا أدري على أي أساس اتخذه".
"لم أنس أنه كان يضع على واقي الساق صورته مع والده وهو يحمل الفوشي"
وأضح الوناس ڤاواوي أن عنتر وطني ويحب الجزائر إذا قال: "لم أنس فرحته العارمة بالتأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010 ليس لأنه هو من سجّل الهدف بل لأنه كان يريد هذا التأهل بشدة، أتذكر أمورا كثيرة عن عنتر لا تحضرني الآن، لكن لا أنسى أنني شاهدته أنه كان يلبس واقي الساق وعليه صورته رفقة صورة والده وهو يحمل الفوشي، إنه يعتز بأصوله الجزائرية ويحب بلاده، وقبل أن نخسر عنتر اللاعب خسرنا عنتر الإنسان الذي يحب الجزائر ويدافع بقوة عن قميص المنتخب الوطني".
"أتمنى لك مشوارا طيبا في النوادي"
وواصل ڤاواوي كلامه قائلا: "أتمنى لعنتر مشوارا طيبا وأن يواصل اللّعب لسنوات أخرى مع الأندية، لأنه قادر على ذلك، رغم أني تمنيته أن يواصل مع المنتخب ولكن ما دام اتخذ القرار فهذا معناه أنه مقتنع، أتمنى له كل السعادة". ولما طلبنا منه أن يبلغه رسالة خاصة، قال الوناس ڤاواوي: "يا عنتر راك حبست صغير، كان يمكنك أن تواصل لسنوات أخرى، أتمنى له بقية مشوار ناجح".
---------------------------------------------
زاوي: "إنهاء عنتر لمشواره الدولي خسارة كبيرة للجزائر وللمنتخب الوطني"
اعتبر سمير زاوي أمس القرار الذي اتخذه عنتر يحيى باعتزاله اللعب دوليا، خسارة كبيرة للمنتخب حيث قال: "لقد سمعت بالأمر صبيحة اليوم من أحد أصدقائي، ورغم أنه فاجأني في البداية إلا أنني وبعد أن عدت قليلا إلى الخلف وجدت أن تصرف اللاعب كان متوقعا، لأنه يحب البلاد ووطني حتى النخاع، وبعد الحملة التي شنت عليه من قبل الصحافة والجمهور في المدة الأخيرة وقولها إن مستواه انخفض، وصل إلى قناعة مفادها التوقف عن اللعب دوليا، وبكل صراحة فإن إنهاءه لمشواره الدولي هي خسارة كبيرة للجزائر وكذا للمنتخب الوطني".
"هناك عدد آخر من اللاعبين أتوقع اعتزالهم"
وعن قول زاوي إنه توقع هذا القرار من عنتر يحيى، سألناه إن كان قد اتصل به أو تكلم معه في هذا الشأن فرد قائلا: "لم أشك في عنتر بل كان ينتابني الشك في بعض اللاعبين الآخرين لاتخاذ هذا القرار، ولا داعي لتسألني عن الأسماء من فضلك".
"لا أعتقد أنه تسرع وإنما حسبها جيدا"
وفي سؤال إن كان عنتر يحيى قد تسرع في قراره قال زاوي: "لا أعتقد أن عنتر يحيى يكون قد اتخذ قراره من دون تفكير، بل حسب الأمر جيدا قبل أن يتخذ قراره، لأنه في الجزائر لما تنهزم أو يتراجع مستواك لا تنتظر دعما من الجمهور، بل لن يرحموك ولا تنتظرهم مثل أوروبا يصفقون لك، لهذا فكر اللاعب جيدا واتخذ قراره".
"عنتر أقسم لي سنة 2008 أنه في حال لم نتأهل إلى كأس إفريقيا 2010 سيعتزل"
وأضاف زاوي موضحا نقطة مهمة حدثت بينه وبين عنتر يحيى حيث قال: "أتذكر الآن كلمة قالها لي عنتر يحيى سنة 2008، وقد كان ذلك قبل لقائنا أمام منتخب غينيا، حيث اقترب مني وقالي لي بالحرف الواحد "يا سمير أقسم لك أنه في حال لم نتأهل إلى كأس أفريقيا 2010 أو كأس العالم نعلق السباط، لأنني صرت أحشم لما ألتقي الشعب في الشارع بل حينما ينظرون إليّ أصاب بإحباط شديد نتيجة ما نقوم به في المنتخب".
"اندمج بسرعة مع المجموعة خاصة مع المحليين"
وعن الذكريات التي تجمعه بعنتر في المنتخب الوطني قال زاوي: "حينما التحق عنتر يحيى بالمنتخب الوطني اندمج بسرعة مع الفريق خاصة معنا نحن المحليين، وشعرنا أنه ليس من النوع الذي "يديها في روحو"، حيث كان يسأل عنا ويقترب منا ويتحدث معنا بطلاقة، ودعني هنا أروي لك شيئا آخر حدث معي، فلما كنا في زيارة إحدى المرات إلى إفريقيا توقفنا في جوهانسبورغ وسمح لنا المدرب بالخروج من الفندق وقتها اخترت عنتر لأنه يتكلم جيدا اللغات، لقد ذكرتني في هذا الموقف لدي صور معه سأضعها على الفايس بوك".
"هدف عنتر في أم درمان لا ينسى"
أما عن الهدف الذي سجله عنتر في مرمى المنتخب المصري خلال اللقاء الذي لعب في السودان قال زاوي: "هدف عنتر لا ينسى ولن يمحى من ذاكرة أي جزائري، وإشارتي للهدف دليل على أن الطائرة التي أقلعت بالمنتخب إلى المونديال عنتر هو من منحها إشارة الإنطلاق بهدفه التاريخي في أم درمان، ولهذا لا ينسى ولن يمحى، بل كل اللقاءات التي لعبناها تنسى إلا هدف عنتر يحيى".
"كل من لعب معي في الشلف كان يرتدي حذاء هدية من عنتر"
واستطرد زاوي قائلا بخصوص عنتر يحيى: "عنتر وليد فاميليا يحب المنتخب والجزائر على وجه خاص لدرجة لا يمكن تصورها، تخيل أن كل اللاعبين الذين كانوا معي في الشلف ويلبسون أحذية بنفس مقاس عنتر أخذوا منه حذاء بواسطتي طبعا، حيث أن عنتر حينما كان يلتحق بتربصات المنتخب يجلب معه حقيبتين، واحدة فيها لوازمه والثانية مملوءة بالأحذية أقلها ثمن يساوي 300 أورو يقدمها لنا نحن المحليين كهدية، وطبعا أنا مقاسي يختلف عن مقاسه".
.........................................................................
كشفت مصادر مقربة من مدافع الخضر نذير بلحاج، أن اللاعب يكون قد قرر الاعتزال دوليا على غرار زميله وقائد الخضر عنتر يحيى، حيث يكون مدافع السد قد أبلغ عنتر يحيى برغبته في إعلان اعتزاله النهائي..
بعدما فقد الرغبة في اللعب مع المنتخب الوطني منذ تهميشه من طرف الناخب السابق بن شيخة، بسبب العلاقة الفاترة التي كانت بين الرجلين. وتراجع بلحاج عن قراره بعد إلحاح الرئيس روراوة، وبانضمام المدرب الجديد حليلوزيتش الذي استدعاه في التربصات الأولى ومنحه الفرصة للعب أساسيا في مباراة تانزانيا، قبل أن يتم تهميشه في مباراة إفريقيا الوسطى عقب تعرضه لإصابة في التربص الذي سبق المباراة. وقد عاد بلحاج بقوة وشارك في مباراة تونس الودية، واسترجع بذلك مدافع السد ثقة الناخب الوطني قبل أن تتغير الأمور قبل مواجهة غامبيا.
المشاكل الشخصية حمسته للاعتزال
وأضافت المصادر ذاتها أن بلحاج يكون قد فكر في التوقف عن اللعب مع المنتخب الوطني بشكل نهائي، بسبب المشكل العائلي الذي منعه من المشاركة في التربص الإعدادي لمباراة غامبيا بنواحي باريس. وقد أبلغ اللاعب المدرب حليلوزيتش بمشاكله العائلية وطالب بإعفائه من اللعب مع المنتخب، ورغم أن الناخب الوطني استحسن قرار اللاعب لعدم جاهزيته ذهنيا للمواصلة مع الخضر، إلا أن لا أحد كان يعتقد أن قرار بلحاج كان تمهيد لقرار حاسم بعدم اللعب مجددا في المنتخب، خاصة بعدما فقد مكانته الأساسية لفائدة مدافع “ميلان” مصباح.
يرفض هو الآخر مقعد البدلاء
وكشفت مصادرنا أن قرار بلحاج بالاعتزال دوليا نابع عن نفس قناعة عنتر يحيى، الذي تحدث معه الاثنين الفارط وأخبره بقرار اعتزاله. حيث كشف بلحاج أنه قرر هو الآخر التوقف لأنه لا يريد أن يغادر من الباب الضيق، ويتابع التصفيات القادمة من مقعد البدلاء بعد سنوات كان فيها رقم واحد في الجهة اليسرى من الدفاع، قبل أن يضطر حليلوزيتش للبحث عن بديل لمصباح في الرواق الأيسر.
بلحاج حسم قراره قبل مباراة غامبيا
وقد كشف الناخب الوطني حليلوزيتش أنه لم يتلق أي اتصال أمس من بلحاج بشأن اعتزاله الميادين، مضيفا أن اللاعب أبلغه بتوقفه عن اللعب مع المنتخب قبل مباراة غامبيا بسبب المشاكل الخاصة. ولم يكن حليلوزيتش يعلم بأن قرار بلحاج كان حاسما وأنه لم يعد مستعدا للمواصلة، وهو ما جعل الناخب الحالي لا يدرجه ضمن القائمة الموسعة ويبحث عن بديل قبل تحديد قائمة اللاعبين المعنيين بتربص 26 ماي المقبل.
تصريحات البوسني بشأن بن موسى تكشــف القــــرار
التصريح الأخير الذي أدلى به حليلوزيتش عقب التربص الأخير للمحليين لمح فيه إلى عدم اعتماده على بلحاج، حيث أكد بأنه سيعتمد على بن موسى مدافعا أيسر بالنظر إلى قوته البدنية، وهي رسالة مشفرة أراد من خلالها الناخب الوطني الكشف عن خليفة بلحاج الذي قرر الاعتزال دوليا قبل مباراة غامبيا. ولهذا السبب لم يتفاجأ حليلوزيتش عندما سألناه أمس عن صحة خبر اعتزال مدافع السد، ورد بأنه أبلغه بهذه الرغبة قبل مباراة غامبيا وليس أمس.
حليلوزيتش:
“بلحاج أبلغني برغبته في التوقف قبل مباراة غامبيا ولم يتصل بي اليوم”
ومن أجل التأكد من صحة المعلومة، اتصلنا أمس بالمدرب الوطني الذي لم يتفاجأ من الخبر حيث قال: “لقد اتصل بي بلحاج قبل مباراة غامبيا ليطلب مني إعفائه ويبلغني بعدم مواصلته مع المنتخب، ولم يتصل بي اليوم وإذا أردتم معرفة قراره الحاسم فما عليكم إلا الاتصال بالمعني ليؤكد لكم الخبر”.
------------------------
بلحاج: “أعلمت حليلوزيتش وروراوة في شهر مارس بأنني قررت الاعتزال”
في الوقت الذي لا يزال بعض المتابعين غير مصدقين أن عنتر يحيى قرر اعتزال اللّعب الدولي، ها هو لاعب آخر من جيل أم درمان الذهبي يقرر تعليق الحذاء، إذ لن يكون مستقبلا جزءا من المنتخب الوطني، الأمر يتعلق بالظهير الأيسر نذير بلحاج لاعب السد القطري، ثالث أندية العالم، الذي قرر أن يضع نقطة نهاية لقصة عمرها 8 سنوات في المنتخب الوطني، حيث تعلّق به الملايين من الجزائريين منذ كأس إفريقيا 2004، ولمعرفة أسباب هذا القرار اتصلنا به لمعرفة موقفه فكان هذا الحوار...
ما هو موقفك اليوم من المنتخب الوطني؟
قبل مباراة غامبيا، كنت قد اتصلت بالناخب الوطني وحيد حليلوزيتش وطلبت منه أن يعفيني من التنقل لأنه لدي مشاكل كان عليّ تسويتها، وقد كان متفهما للغاية وأستغل الفرصة لأحييه على ذلك، ثم في نهاية شهر مارس وبعد أيام عديدة من التفكير اتصلت بالمدرب الوطني من جديد وأعلمته بقراري، حيث أكدت له أنني قررت الاعتزال دوليا، كما أعلمت محمد روراوة، وقد طلب مني الثنائي أن لا أتسرّع وأفكر في المسألة، لكني كنت قد قررت وانتهى الأمر، لهذا لم يغيّر ذلك موقفي في شيء.
وهل أعلمت حليلوزيتش وروراوة مؤخرا، نقصد في الأيام الأخيرة فقط؟
لا، بل أعلمتهما في نهاية شهر مارس، ولم أغير موقفي منذ ذلك الوقت.
هل لنا أن نعرف ما هي أسباب هذا القرار؟
فقط عرفت أنه بعد 8 سنوات من الخدمة في المنتخب، وصلت إلى مرحلة كان عليّ فيها أن أترك المكان للشبان، للتركيز أكثر على فريقي السد، كما أن التربصات، التجمعات وكذا التنقلات الطويلة، بما أنني حاليا ألعب في فريق من القارة الآسيوية، صارت متعبة بالنسبة لي من الناحية الذهنية وليس من الناحية البدنية لأنني في القمة دائما من هذه الناحية.
قراركـ بالاعتزال، لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد إذن بقرار عنتر يحيى...
لا علاقة له به إطلاقا، لقد اتخذت هذا القرار وأعلمت مسؤولي “الفيفا” قبله، وأستغل الفرصة التي أتحتموها لي لأشكر كل اللاعبين، المدربين، المسيرين وعلى رأسهم محمد روراوة، وكل من عملت معهم، أحتفظ في ذاكرتي بصور لا تنسى من خلال السنوات التي قضيتها مع “الخضر” وسأبقى المناصر الأول للمنتخب الوطني، أنا مقتنع بأن التعداد الحالي قادر على الذهاب إلى كأس إفريقيا وحتى كأس العالم، أتمنى له كل الخير من أعماق قلبي.
ماذا سيكون مستقبل بلحاج؟
سأبقى في السد لأشرف السنة الأخيرة التي تبقت من عقدي، إذا كانت ساقاي تسمحان لي بالمواصلة فسأفعل، وعلينا أن نترك ذلك للمستقبل.