بإسم الله الرحمان الرحيم . و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الكرام .
----
مقام الشخصية المسلمة في النصوص و الثرات الاسلامي حافل و كبير و بحر واسع من التعاريف الجامع المانع
و الاخر المفصل . قد تكون جملة واحدة كافية لتعريفها عكس ما رأينا في التعريف الوضعي للشخصية .
الا ان المهتمين بهذا المجال منهم من حدى حدو التعريف تعريف الوضعي فكان كالتالي :
الشخصية المسلمة : مجموعة من السمات تطبع بها التربية الاسلامية في الفرد المسلم في المجالات العقلية و الجسدية , الانفعالية , الروحية , الاجتماعية.
نجد مكونات الشخصية الاسلامية متماسكة فيما بينها نذكرها في ثلاث مقومات هي :
* الفكر :تتمثل في العقيدة التي اساسها الايمان بالله سبحانه . و منه يأخذ تفكير صاحبه منهج صحيح حيث يتعالى على المادة و كثرة الارباب و الشعور بالحرية .
* السلوك : الامثتال الى حكم الله شرعا و انظباط سلوكي رفيع .
* المشاعر : هي الجوانب النفسية التي تظهر انفعالات الانسان من الحزن و الفرح و الطمأنينة التي تتطبع بمبادئ الاسلام حيث
تتصف هاته المشاعر بالنبل و الصفاء و تنبذ الاحقاد .
و تتسم الشخصية الاسلامية بسمات مهمة في بناء الفرد و تنميته بصورة شاملة في جميع الجوانب و من اهم سماتها :
- الربانية : يقصد بها الارتباط بمنهج الله المستمد من القرآن الكريم و السنة النبوية و في ضوءها يكون هدي الانسان و تحسن العلاقة مع الحياة و المحيط و الطبيعة و الجماعة .
- السلام الداخلي مع الذات : و هنا مكمن التفوق الذي لم تصل له أية حضارة حيث هاته السمة تهدي للانسان سلام داخلي رفيع
لا ريب فيه و لا صراعات حيث الايمان بالله يقصي الازدواجية و يزيح الشتات الداخلي لان الانسان عندما يعرف وجهته و خاصة في
ضوء التوحيد و مآل النفس بعد الموت و ان المستقبل عند الله فلا يكون هناك اهتزاز و تنشر طمأنينة في الذات و علينا الاهتمام بهذا الجانب
الذي صار الانسان يفتقده و مع فقدانه آتى النكد و الضيق الا ان يكون سلام داخلي أولا .
- التوازن في البناء الشخصي : الشخصية الاسلامية يا اخواني سمتها الاتزان لا يطغى جانب على آخر . بين الروح و المادة توازن
بين الحق و الواجب توزان بلا افراط و لا تفريط حيث صاحب هذا التوازن يعيش سالما معافا بدون تشدد و لا غلو اللذان يؤديان الى التصادم و الصراع .
- الايجابية : المسلم يساعد آخاه و يتفاعل مع محيطه بالصدق و الاخلاص . يتأثر بالاحداث و يتآزر مع الآخر و لا يضخم أناه و يتنحى عن التشاؤم
و يعيش حياته بتفاؤل و آمل للايمانه بالله .
انتهينا من التعريفات و تحديد بعض السمات و نمر الى نتائج و ثمرات صاحب الشخصية المسلمة ؛ ان من ثمرات الايمان بالله و آثره
على السلوك و المشاعر و البناء النفسي .. يقود الى تطور الشخصية و تألقها حيث تؤدي الى طور آخر هو النضج و الكمال الانساني الذي يوفق
الدوافع الانسانية و تكون متميزة في طلبها راقية في تعاملاتها و حركاتها كلها ثابتة و لن أخطأ القصد إذا قلت انها مركز الكون و محوره.
خلاصتي : كمسلمين عندنا كنز في داخلنا و قوة بأيدنا تحتاج لتحريك حتى نصطفى الى مرحلة آخرى من التفوق الذي غاب علينا كأمة
و انعكس على الفرد حيث صار الفرد مشتت بين الاختيارات و التوجهات ليست ملائمة لعقيدته فاظطربت لديه الموازين و لن تكون هناك طفرة
الا بالرجوع الى الأصـل .
كأسئلة لمشاركتي في هذا الطرح البسيط قصد اثرائه :
هل بناء شخصيتنا يستجيب لمقوماته الاسلامية؟
ما سبب شتات الشخصية بذات ؟
هل لشرعنا آثر في تطورنا ؟
حياكم الله .