الموت الجميل
(( إذا مت قبلي فسأدفنك في قلبي ))
(( وإذا مت قبلك فادفني في التراب ))
أعترف لك ..
أحيانا ..
أتمنى أن يصلني نبأ موتك ..
لأجد سببا مقنعا لعادة البكاء عليك
والتي أخشى أن تتحول مع الوقت إلى عادة مزمنة لدي ..
نعم ..
أريدك أن تموت ..
كي أغلق كتاب الحكاية الحزينة ..
وأضع رأسي فوق صدر حزني ..
وأرتاح أرتاح أرتاح....
وألتقط أنفاسي التي لم ألتقطها منذ رحيلك !
!!!!!!!!!!
!!! لا تدهش !!!
!!!!!!!!!!!!!!
لهذا التناقض المر في مشاعري تجاهك ..
نعم أحبك بجنون ..
وأنتظر نبأ موتك ..
بالجنون ذاته ..
فقد أرهقني تتبع أخبارك بفضول
والمرور في أحلامك كالمجنونه
وانتظارك كالمطر في الشتاء ..
وسرد الحكايات الكاذبة على قلبي كي يطمئن وينام ..
و طهو الحجارة في انتظارك كل ليلة ..
وإحساسي الدائم بأنك لن تكون يوما لي ..
تأكد ..
لست أنثى أنانيه في مشاعري تجاهك ..
ولا أنثى قاسيه في تمني الموت لك ..
لكنني أنثى متعبه
من جري الحنين خلفي كل مساء ..
ومن اصطدام وجهي ببابك المغلق دائما في وجهي ..
صدقني ..
موتك هو نهاية جميلة وهادئة لأميرة تناست حبها
وأضاعت مملكتها منذ الفراق !
وصدقني أيضا ..
حين تموت سأحبك أكثر ..
لأنني سأكون على يقين أنك لن تكون لأحد غيري ..
وأنك تمارس الإخلاص في قبرك ..مرغم !
لو كان للموت أذان يسمع بها لأوصيته بك خيرا ..
فشكرا للموت الذي سيرحل بك عني
وشكرا للذي سينقل لي يوما نبأ موتك ..
وأنشطارك مني..
مت...
ولا أعدك بأن أرثيك بقصيدة حزينة ..
فأنا لا أجيد كتابة القصائد ..
لن أعدك بأن أبكيك عمري كله
أو أحزن عليك إلى الأبد ..
أو أحاول أن أعيدك بغباء إلى الحياة ..
فلو كنا نملك قدرة إعادة الموتى
لأعدنا كل الذين أحببناهم وفقدناهم ..
أعدك بأن أزور روحك
سأتكلم مع روحك في كل ليلة
وأنقل لك أهم الأحداث بعد رحيلك..
أتمنى لك كل أنواع الرحمة والعفو من الله
اعلم أنك تعلم جيدا
أنا الأنثى الوحيده التي لن تبكي حين يصلها نبأ رحيلك
لأني الوحيده التي تعلم أنك مت قبل موتك بسنوات !
ما هو الموت في نظرك ؟
أن ترحل بلا عودة ؟
أن تفارقني إلى الأبد ؟
أن أشتاق إليك ولا أراك ؟
أن ادفن وجهي في الوسادة وأبكي كالأطفال ؟
أن أضع يدي فوق فمي وأهز رأسي بذهول
رافضه تصديق النبأ ؟
كل هذه الطقوس مارستها يوم رحيلك ..
إذن .. مت وأنت مطمئن ..
فلن يضيف موتك علي جديدا !
ولن تقتلني مرتين ...
هل تخاف الموت يا سيدي ؟
هل يرعبك أن تظل وحيد ؟
أنا مت يوم فراقك
وبقيت وحيده بعدك ..
برغم زحامهم !
هل تعلم ...
لماذا أصبحت تكتب القصائد بلا وزن ولا قافية ؟
ربما ستدرك بعد فوات الأوان بأنك كنت وزني وقافيتي ..
لا تغضب !!!
فأنا أقول .. ربما !!!
إذا مت قبلي .. سأذكرك بالخير ..
وإذا مت قبلك .. فاذكرني بالجميل ..
فلا شيء في الحياة يستحق
أن ننسى من أجله أحاسيسنا وأيامنا الجميلة ..
لا تقلق ..
ولا تنقبض من القراءة ..
فموتك الذي أتمناه لك
ليس بفراق روحك عن جسدك
ولكن ؟؟
موت المشاعر الجميلة التي عرفتك بها
وتمنيت أن أكون بجوارك ولو لحظات قبل نهايتك
فلا تخاف ولا تفزع
فلن يكون هذا
المقال فالاً سيئا عليك ..
فلا احد يموت قبل يومه !