ما أصعب الحنين للماضي
مرت الأيام بأسرع مما تخيلنا..!!
وتتالت الأحداث ..
كنا هنا على هذه الأرض..بهذه البقعة الصغيره..
كنا نعيش معا بمنزل واحد.
بيوتنا المتقاربه..
استطيع ان اطلق عليها بيتا واحدا..لايفصله سوى جدار واحد لا اعتقد انه كان بداية للفراق..
لأننا لم نفترق..
ولم نترك ثغرة جرح او ألم أو دمعة ضيق الا سددناها بأيدينا وقلبنا معا..
حب واحد..
عائله واحده..
وصدق مشاعر..
كانت تلك الأيام اجمل ..
بل أجزم انها تساوي حياتنا..
نعم..
رغم بساطة العيش..
قسوة الظروف..
قلة الحيله..
إلا أننا اكتفينا بأننا {كنا معا}..
وهانحن اليوم قد كبرنا !!
(نعم كبرنا..)
وعشنا في رغد..
وتركنا تلك البيوت الصغيره مظلمة بعدنا..
هجرناها..
نمر بجانبها ونحن نتأمل ترابها بحسرة نكتمها في صدورنا..
وتخنقنا العبره..
وسرعان مانحاول ان نخفي حنيننا للماضي السعيد..
ونختصر الأحزان بتنهيدة تحرق الوجدان..
ثم نهرب..
ونهرب..
ونهرب إلى واقعنا الذي نعيشه اليوم..
أعتقد ان هذا الواقع كان مشابه لأحلامنا القديمه لكن اختلت موازين الأماني ففقدنا في الحاضر من كنا نقول لا
نستطيع العيش بدونهم..
لانستطيع العيش بدونهم!!
نحن غريبين..!
فاليوم استطعنا ان نخفيهم من حياتنا..
وجعلنا منهم حروفا مخطوطه في صفحات الماضي الذي كدنا ان ننساه..
بل اننا قد نلتقي بنفس المكان و لكن دون كلام ..
وأتأمل الوجوه
..البعض شارد بعالمه الجديد..والبعض هزه الحنين وبقلبه كلام ..يود أن يحلق في سماء الجرأه و يلقيه على
مسامع الجميع .. ويصرخ >>لنعود كما كنا فالحنين إلى أيامنا الخوالي قتلني..
لكنه يخاف الرد الجارح..او ان يصدم بأحدهم ..!
فيفضل السكوت.. ويصمت..
آه يا أيام الصراحه..وطول الصرخات والضحكات..
أشياء كثيره خبئناها دون علم أحد من كبار العائله..
مغامرات في مغامرات..
ساحة المنزل صغيره
لكنها كانت تلملم شملنا بصفاء..
أحقا جميعنا نخفي حنيننا إلى تلك الأيام..أم ان هناك من يتمنى ان يمحيها من ذاكرته؟!
بسهوله تنازلنا عن حبنا.. عن علاقاتنا..
ونرجع ذلك للقدر!!
وكأننا لم نكن نحن من نرسم أحيانا قدرنا بأيدينا!!
نعم كبرنا..لكن صغرت عقولنا..
رحل الماضي ولكن اثاره لم تندثر
فما زالت الشجرة الشامخه الطويله بأوراقها وشكلها تمد جذورها أمام تلك البيوت التي عشنا بها معا..
ومازالت الجدران تنتظر
(عودتنا المستحيله)..
وثرى التراب يشهق مستغربا تنكرنا له ..بل لم نتنازل للوقوف عنده ولو للحظات نرثي بها أياما جمعتنا بخير..
ومازالت الأحواش تبكي ذكرياتنا..
ورائحة رغيف الصباح معلقه في تلك الحجرات الصغيره..
السطح وجمعات المساء وتخطيطاتنا المرسومه هنا انها باقيه كنسيم فجر الشتاء يهدر أغانينا..
وهانحن اليوم نلتقي {كالغرباء}..
والمضحك اننا لانعرف بعض الوجوه!!
و نتساءل ياترى من يكون هذا ؟ وابنة من هذه؟!!
يالوقاحتنا!!!
نعم انتهت قصتنا بعناء..
لم نتوقع ان هذه نهاية ماضينا..
هذا مارأته عيني في وجوه الأعزاء..
الوداع ايتها البيوت البسيطه ستندثرين كما اندثرت قصتنا..
لكن ستبقى الذكرى سيوف تطعننا كل مساء.
ولا نستطيع نسيانها