مظلومة هي المرأة متى أبعدت عما أراد لها بارئها! ..

في الجاهلية كانت تؤد المرأة .. لأنها عار في نظرهم وهي
من أنجبت بفضل الله ذكورهم وإناثهم فسلبت الكثير من حقوقها
بل وظلمن أيما ظلم!..

فمظلومة هي المرأة متى أبعدت عما أراد لها بارئها ؟

ثم جاء الإسلام وحرم ذلك وأوجب لها حقوق وفرض عليها
واجبات فأكرمها وأعزها وأعلا شأنها وحفظ مكانتها .. ساواها مع الرجل
فيما يتساوون فيه وفرق بينهما بما يتوافق مع طبيعة كل منهما
ليضرب بتلك التشريعات السماوية أعلى مراتب العدل وأكملها ..
فالعدل ليس في مساواة مختلفين وإنما في إيجاد نوع من
التكافؤ الذي يضمن لكل منهما ما يناسبه..
فعلى بذلك شأن المرأة وبرزت كثيرا من النساء ..

ومع تعاقب الأزمان وتذبذب الناس على فترات بين بعيد
وقريب من هذا الدين .. تذبذبت تِبعاً لذلك مكانة المرأة بين متشدد
جعل منها عورة في كل حال ففرض عليها أمورا ما أنزل الله بها من سلطان
وهضم حقوقها ظلماً وإجحافاً ليعيدها إلا بعض
ما كانت عليه قبل الإسلام أو يزيد...

فمظلومة هي المرأة متى أبعدت عما أراد لها بارئها؟

وبين متفلتٍ جعل منها وسيلة لتحقيق أطماعه الشخصية والأنانية
أو بوابة للعبور إلى حيث يريد تحت شعارات براقة تبطن سماً
يفتك بجمالها وعفتها فيضعف بذلك المجتمع بأسره ..

فمظلومة هي المرأة متى أبعدت عما أراد لها بارئها ؟

وبين هذا وذاك يبقى هناك فئة بارزة ولله الحمد عرفت حدود
الله فأعطتها حقها وأكرمتها..

عندما نتأمل هذه الحالات نجد أن وضع المرأة في الغالب ما هو إلا
انعكاسات لنظرة الرجل .. بين متشدد ومتفلت ومعتدل
بنظرة شرعية إلهية عادلة وحكيمة .
.
فيا غالية يا من رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولاً
..إن التحرر الحقيقي للمرأة هو تحررها من كل ما يراد لها
وتمسكها بما أراد لها بارئها جل في علاه آخذة هذا المراد
من معينه العذب ..الصافي ..

غاليتي .. إن من يستغل حاجات الضعفاء ليحقق مآربه الشخصية
مقحماً المرأة فيما لا يرضاه الله تعالى جاعلا بعضهم من عبارة " وفق ضوابطها الشرعية "
ــ والتي لا أعلم من أين استقى هذه الضوابط ــ ليس أهلا لئن يُتبع مهما
كانت الكلمات البراقة والشعارات المزركشة فالحقيقة هي الحقيقة
الثابتة التي لا تغيرها الأزمان ..
وقد يكون من بينهم مجتهد أراد النفع فأخطأ .. فهو أيضاً لا يتبع..

أحبتي رعاكن الله..إن القرارات التي تمرر في أوقات الضيق والضعف والتي تكون في
غالبها مرفوضة في وقت الرخاء والقوة ليست بالقرارات الصائبة غالبا..
فتريثي يا غالية فأنتِ أثمن وأزكى مما يزج بك فيه فإن كان
دخولك ـ حيث أريد لكِ مما لا يناسبك ـ برضاك
فلن يكون الخروج بالأمر الهين؟

أحبتي .. في تلك القرية الصغيرة من قرى منطقتي الحبيبة..
حيث الهدوء والسكون فلا مراكز تسوق كبيرة أو حتى صغيرة .. هناك
بائعة تبيع بجوار مدرسة صغيرة أغراض متنوعة للجميع ..
فاستطاعت أن تكسب رزقها بفضلٍ من الله تعالى, وأن تعين كثيرا من الأسر
وتدعم المحتاج فتكون لها أيادي بيضاء في شتى أبواب البر
من حلقات تحفيظ القرآن للنساء والأطفال وبناء المساجد
بقدراتها المتواضعة بعد فضل الله عز وجل جلاله..

وفي تلك القرية الصغيرة.. هناك امرأة جعلت من منزلها الآمن مكانا تبيع فيه
ما تحتاجه المرأة بمواصفات تتوافق مع ما تبحث عنه الكثير من النساء
بترحيب من أبناءها وزوجها بالرغم من اكتفاءها فقد أخبرتني ذات مرة
أن ما جعلها تبيع حاجةً ماديةً قط .. وإنما رغبة في إشغال نفسها عما لا ينفع ..
فذاع صيتها خارج حدود القرية فهي تبيع مالا يوجد في الأسواق
بل أنها فتحت أبواب رزق لنساء لا يملكن مؤهلات للعمل
حيث يخِطن لها ما تريد وهن في منازلهن ..

فبالله عليكن من ساند المرأة حقاً ؟! ومن حقا يستحق الدعم؟!..

في قرى منطقتي الحبيبة وعلى أطرافها المترامية فضلا عن مدنها..

هناك الكثير والكثير من النساء بمختلف مستوياتهن..

استطعن أن تطرقن أبواب الرزق الكريم بفضل من الله عز وجل ودون

الحاجةلمن يدعمهن.. بل تجاوز عملهن لنساء تعولن أسر بما يتوافق مع ظروفهن ..

فهل استطعن نساء القرى الحبيبات أن يصنعن ما عجز عنه كثر ؟!

إن لأقف احتراما وتقديرا لهن .. فـ لله درهن من نساء ولله درها من غايات نبيلة.

قد يأتي قائل ويقول :" ليس كل النساء المحتاجات بمقدورهن فعل هذا "

أقول .. لن نذهب بعيداً فالشواهد كثيرة ولله الحمد لتجارب عديدة
ومنذ زمن وجدت لنفسها طريقاً دون الحاجة لإصدار قرارات خاصة ..
ومما أثار إعجابي في هذا المجال تجربة أحد المراكز الكبيرة والمتواجدة في المنطقة منذ زمن
حيث قام مؤخرا بتخصيص جزاء من المركز للنساء تبعن فيه وتشرين وبخصوصية كبيرة.
فلم ينتظر هذا المركز إصدار قرار ليصنع ما يراه صحيحا .. فمن هو الجدير بالحرص على النفع
ومساندة ويحتجن للعمل بما يحفظ كرامتهن ويحميهن بعد الله ويحقق الراحة
والخصوصية للمشتريات في آنٍ واحدٍ..


إضاءة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" والذي نفس محمد بيده لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير "
صحيح النسائي.

مرسي عليك