لغات الحب الخمس!!
لغات الحب الخمس، عنوان كتاب مترجم، مكتوب على غلافه
أنه قد بيع منه مليونان ونصف المليون نسخة. مؤلف الكتاب
جاري تشابمان مدير مؤسسة استشاريي الحياة الزوجية والحياة العائلية.
وفحوى الكتاب معالجة الفتور العاطفي الذي تصاب به العلاقة بين الزوجين
في بعض الأحيان. يقول تشابمان: يبدأ الزوجان حياتهما سعيدين ويظنان
أنهما سيبقيان كذلك إلى الأبد، لكن الأيام ما تلبث أن تكشف لهما ضلال
ظنهما، حيث تأخذ المشكلات تتنامى في ما بينهما، وربما تتأزم الأمور
فتبلغ الطلاق. وفي رأيه أن الزوجين يصلان لتلك الحالة بسبب نضوب
خزان الحب الموجود في قلب كل منهما، وأن العلاج بيدهما، فما عليهما سوى
أن يشحن كل منهما خزان الحب في صدر الآخر فيمتلئ من
جديد بالمشاعر الدافئة.
ولكن كيف يمكن شحن خزان الحب متى نضب؟ هذا هو السؤال
المهم، فحسب ما يقوله جاري تشابمان فإن الأغلبية من الأزواج
لا يعرفون كيف يملأون خزانات الحب الفارغة، أما لماذا لايعرفون؟
فذاك لكونهم يجهلون لغة الحب التي يتحدثها الشريك، فالحب -حسب
تعريف تشابمان- له لغات خمس هي (التشجيع والتكريس والخدمات
والهدايا والاتصال البدني)، ولكن الناس ليسوا كلهم يتحدثون جميع
تلك اللغات الخمس ومن النادر أن يوجد شخصان يتحدثان نفس لغة
الحب، فالغالب هو أن كل فرد يفهم الحب بطريقته الخاصة، ويفسر
تصرفات الشريك أو الابن أو الصديق في ضوء فهمه هو للحب.
هناك من يفهم الحب على أنه ترديد كلمات الثناء والإعجاب،
وهناك من يرى دليل الحب في تقديم الخدمات، وهناك من يراه
في اللمس والتواصل الجسدي كالتربيت على الظهر أو الإمساك
باليد، وهناك من يرى دليل الحب في تقديم المال والهدايا والإنفاق
بسخاء، وهناك من يراه في تكريس الوقت والبقاء طويلا إلى جانب
الشريك. أي أن مفهوم الحب يتفاوت بين الناس، وهذا التفاوت
في مفهوم الحب ينتج عنه الخلاف بين المتحابين.
مثلا متى كانت لغة الحب التي تفهمها الزوجة هي أن الحب تقديم
خدمات وعون، فإنها تتوقع من الزوج أن يساعدها في المسؤوليات
الأسرية الكثيرة الملقاة عليها كالإشراف على مذاكرة الأطفال أو
اصطحابهم لأماكن الترفيه أو أخذهم للطبيب متى مرضوا أو غير ذلك من
المسؤوليات الأسرية، لكن الزوج يخاطبها بلغة الحب التي يفهمها
هو، لغة الهدايا وإغداق المال، فتشعر الزوجة أن زوجها لا يحبها
بدليل أنه لا يعينها على حمل مسؤوليات رعاية الأسرة ولا ترى
في هداياه سوى محاولة لستر مشاعره الفاترة تجاهها، فينعكس ذلك
على سلوكها معه، فيصاب الزوج بالإحباط ويظل يردد في نفسه كم
أبذل من أجلها وأعطيها وأحرم نفسي من بعض الاحتياجات لأوفر لها
ما ترغب، ولكن لا يثمر فيها شيء فتعاملني بهذا البرود، فيفتر هو
أيضا في تعامله معها. وهكذا يكون الجهل بلغة الحب التي يفهمها
الشريك عاملا في نضوب خزان الحب.
والعلاج -من وجهة نظر تشابمان- سهل، إعرف لغة الحب التي
يفهمها شريكك، أطلب منه أن يخبرك عما يضايقه فيك، اصغ
إلى شكواه بعناية، فالشكوى تكشف لك لغة الحب الخاصة به، فإن
قالت الزوجة أنت لا تجلس معي ولا تتحدث إلي، فهذا يعني أن لغة
الحب عندها هي أن تكرس لها وقتا تقضيانه سويا، وما عليك سوى
أن تفعل، جرب وسترى كيف أن خزان الحب امتلأ من جديد.