قال أعمى : ليتني أعرف لون الحياة ..!!
وقال آخر : إنها بلون رؤياك يا عزيزي ...
ما أن ينزل الثلج من أبراجه العالية , حتى أعرف أن ما لامس قلبي ليس إلا حب السماء ,
هذا الحب الذي حوّل أرضنا البور إلى قطعة بيضاء ...
كثيرا ما يداوي القلم الجراح , ولكنه لا يستطيع أن يغلقها .. وكثيرا ما كنت أظن أن هناك
أشخاصا نبلاء .. وعندما أخوض في تاريخهم وأخالطهم , أكتشف أن رؤوسهم كسنابل
قمحٍ خاوية من الحَب ...
لمعان كالذهب , وبريق يسبي العقول , هي من الخارج فقط .. ولكنهم من الداخل قلوب
متعفنة , مليئة بالكراهية والحسد ..
وكما يقول المثل العربي : ليس كل ما يلمع ذهبا ..
لماذا لا تكون قلوبنا كالزهرة الندية , فوّاحة العطر ؟؟ لماذا نحرم أنفسنا لذة الحب واللقاء ؟؟؟
ليس أنفي الذي يشم عبق العطر , إنها أعماقي التي تفيض من شذى قلوبكم عطرا وطيبا ..
إن في أعماقنا ترسو أكبر السفن .. فلا يحتاج من يكتب في أعماق البحر إلى خياشيم ..
وأرى أن روائح العالم تقسو على عطر الياسمين ..
لا تتعجب فالخطأ كثير جدا , وأصدق من قدّم لك العزاء , هو من وارى عليك التراب وأخذ أجره ..
كثير من الناس يلاقيك بالأحضان .. وهذا ليس مقياسا لصدقه وحبه لك , فلربما حمل في يده
سكينا ليطعنك في ظهرك
وآخرين تلقاهم مبتسمين بشوشي الوجه , وأسنانهم برّاقة كالذهب , هي ليست صافية من مطيبات الأسنان ولكنها حادة لتفتك بسمعتك وكبريائك .. فقد ابيضت من سواد قلوبهم ..
قال لي أبي ذات يوم : إذا أردت أن تعرف حقيقة الخطاب .. فعليك أن تقلب الورقة ... فالشهرة
والمال والأحذية الملمعة هي التي تغرق آمال البشر ..
ماذا يساوي ذهب العالم أمام كلمة صادقة ؟؟
ماذا يساوي ذهب العالم أمام أحضان دافئة ؟؟
ماذا يساوي ذهب العالم أمام بسمة من القلب لا بسمة من الشفاه ؟؟
ماذا يساوي ذهب العالم أمام شمعة تضيئها في وقت لا ترى فيه النور ؟؟
أيها الحب ... يا لذة الحياة .. لقد تعلمتُ منك كل شيء جميل .. وعندما فقدتك يوما ..
شعرت أن كل ما تعلمته منك كان طاهرا وجميلا .. فأرضنا جرداء في وسط بشري يستهلك ولا يحس ..
اجعل قلبك ظامئا دوما للحب .. حتى تتحول الأعماق المتوهجة فيك إلى مطر يروي ظمأك ..
اجعل مشاعرك صادقة وابكي بعينين اثنتين لا بواحدة .. ولا تبع من دموعك شيئا ...
إن ما يخلد بنفسي من مشاعر صادقة , هو كل ما يربطني بخالقي فهو حبي الذي أرتفع به لتضم روحي السماء ...
ليكن لمعان قلوبنا كلمعان وجوهنا ..