اصغ الى لحن الكون ... اللهم اسقنا الغيث

تاريخ الإنضمام : 16/11/2011

لابد قد استمعت في حياتك إلى أشكال متنوعة من العزف الموسيقي...

مع اختلاف الثقافة...و اللغة...نتشارك الشعور بالطرب بما نسمع...طرب خفيف يبعث نشوة يرقص

معها القلب قبل أعضاء الجسد الخارجية...

مع هذا...ما أجمل المتعة في الحلال و منه...و ما أشرّ المتعة في الحرام و منه

في صغري عشقت المطر... و ما زلت...لكن...كأن ذلك العشق شاخ...و ما عاد شابا فتيّا.

كنت أحس به قبل أن يهطل...أشم له رائحة طيبة...تتعطر بها روحي...و أرى لوحة الغيوم في

السماء يتلألأ في صفحتها البرق...كأنها صفحة عظيمة تسمع الرعد صوتا كصوت طيّها...أتفحص

السماء في شغف و أتخيل ملائكة المطر مستعدة لتنزل القَطْر بأمر الله عز وجل...كنت أفرح

بشدة...و أجد في جسدي رعشة مميزة..تشابه تلك التي تحدث لي و أنا منتشية بين ذراعيك و

أنت تحضنني...و قبل أن تسقط حبات المطر...أركض سريعا على الدرجات إلى السطح في منزلنا...و أفتح بابه

بقوة...فإذا الحديد دافئ... ما أن أدفعه حتى تستقبلني برودة الهواء و نسائم عطرة...تمتزج فيها

ريح المطر و روح التربة...و إلى جانب منزلنا ترقص رؤوس الشجر العالية...و كأنها تحييني إذ

رأتني...الشجر الذي يطلُّ من منزل عمي اللصيق لمنزلنا...

أتجول فوق السطح...خفيفة كفراشة ربيع...و أدندن بلحن المطر...و بعد دورة أو دورتين...بعد أن أمر

على كومة التربة في الزاوية...و أسلم على جحر النمل في فتحة الجدار...أستمر في مراقبة

السماء...و ألحان الكون تتشكل في أذني...حفيف الشجر و صوت الرعد...لمعة البرق...أصوات

قادمة من الشارع العام... الفتية يصرخون...و أسمع أصوات إخوتي من بينهم...أن المطر ساقط

في القريب...حتى أبواق السيارات...تنسجم مع اللحن...فلا تسمع لها ذلك الصوت المزعج...الدال

على غضب السائق إذا أصدره...

و في لحظة ما يعم السكون فجأة...ثم ينهمر المطر بشكل بديع...للمطر لحن شجيّ... لا تدرك كيف

تنزل قطرات المطر...اثنتين اثنتين...أم ثلاثة أم أربعة..تجدها ترقص مع هبّات الريح...تميل يمينا و

يسارا...و قد تنحرف بشدة...مع ذلك...تنزل باستمرار...قطرة قطرة...

كثيرا ما كنت أبقى تحت المطر...تبتل ملابسي و تلتصق بجسدي النحيل و أبقى حتى تعصر الغيوم آخر ما فيها من ماء...حتى تغيب الشمس...أو يطلع القمر...أنتظر

المطر...حتى ينتهي...كأني أشد من يستقبله حفاوة...و يحزن إذ يودعه فيقف طويلا...كمن يشيع

فقيدا على حافة قبر...

كنت أستلقي على الأرض...أضع ظهري...فيصبح مع الطبقة الرخام جسما واحد...فيطرقني ماء

المطر حين نزوله...و أسمع له رنينا حلوا و هو يرتطم بالرخام...نصف قطرة الماء يرتد للأعلى ثم

يعود فيعطي إيقاعا آخر جذابا...أترك القطرات حرة في سيرها عليّ...أسمح لها بدخول عيني و

أنفي...

أتذوق طعمها العذب بفمي...و أجعل شعري يبتل بها و يتجعد مثل أشكال الصوف إذا ما فُرط بعد

غزله...

كنت أبقى ساكنة...و لذة عجيبة أعيشها تدفعني إلى البكاء و الضحك معا...كنت أبقى فوق السطح

وحدي...أتلو الدعوات الطيبة و أحلم بطريق من السعادة...

تصفو السماء بعد حين...و يتوقف المطر إلا من طاقات تهطل بصورة رتيبة...و تعود الطيور للتحليق

في السماء مرة ثانية...و يتفتح اللون القاتم في السماء...حتى تظهر خيوط الشمس من بين

الغيوم...و تخرج الناس المختبئة بعد أن كانت تحتمي من المطر...من البقالة و من تحت أسقف

المنازل...و يعود زحام السيارات...و أعود إلى الدندنة بلحن المطر...

في وقت سبق...غمر الدنيا هدوء عجيب...الكل يستمع إلى أنشودة المطر...و يتوقف

كل ضجيج إلا من هذا اللحن الأخاذ...

أغلق باب السطح أخيرا...و قطعة من قلبي تتمزق.

و لولا أنني أخاف عليك البرد...أود لو تستمع لهذه الموسيقى يوما...إن كنت لم تسمعها...أن تلتصق

بتربة الأرض يحيط بك عشبها...و تنهمر عليك من السماء بركات من الماء...

أريدك في يوم من الأيام...أن ترقد نحت ظل شجرة...يغطيك ظلها...و تنظر من خلال الأوراق...

أريدك مع هذا أن ترهف السمع لكل صوت...تغريد الطيور...و أغصان الشجر يحركها النسيم...و إلى صوت الرياح...

أريدك أن تطلق العنان لحواسك كلها و أنت تستمع إلى هذه المعزوفة...و تهيم في عالم خيالك...و

تتخيل أني إلى جوارك...أو أننا نسبح معا في جو السماء...وحدنا

لأن لحن الكون ليس مثله لحن...يجب أن تشترك فيه كل الحواس لتسمعه...لتتذوقه..و تعيش

متعته...و تغمرها نشوته...

يتحد كيانك بروحه ليسمعه...و يعيش لذته...و لا يشعر مع ذلك بالضيق...أو وخز بتأنيب الضمير...لا

يعلم كيف يتسلل إلى صدره في ساعة فرحته...

بل تشعر بالسعادة فقط...و أكثر من ذلك...أن جزءا فيك قد سما...إلى البعيد...

لأن لحن الكون حلال...يأخذ من نصيب أجره كل أنملة حية داخلنا...

اللحن الذي لا يكلفنا إلا أن نجلس إليه و نصغي...و متى تشبعت الحواس...فإنه لأجلنا متاح

موجود...بلا مقابل.

من لحن الكون...أحب أنشودة المطر...و أنشودة الشجر...جد لنفسك ألبوما آخر يغذيك...

استمع لصوت الماء و أنت تستحم...و صوت الرياح تدق هيكل سيارتك و أنت تسير مسرعا...إلى

أصوات الناس متناغمة في الشارع...صوت آلة الحلاقة و شعرك يُجزُّ منها...ضربات قلبك مع نظام

تنفسك...و إلى أشياء كثيرة...

و أرهف السمع...و أصغي إلى لحن الكون.

بالنسبة للمطر...فلا أظن حبي له شاخ حقا...و لكن شعلته المتقدة أخذت تنطفئ...لقد شحت مياه

الأمطار في بلدنا...إذ كثرت الذنوب و استغنى الناس عن طلب المغفرة...

و آسفاه !

و ما عادت تمطر كالسابق...

حبيبي المطر...غاب عني زمنا طويلا...و كان حين يأتي من سفر طويل لا ترتقب معه عودة...يطل

سريعا ثم يختفي...فلا يشبع القلب من الأنس به...و لا تكتحل العين برؤيته...

و قد يأتيني الخبر من الجارة أو الجار...أنه زار ديارا غير ديارنا...مر ّ عليها و لم يزرني...فأتألم لأجل

ذلك في صمت...

لكني وفية لهذا الحبيب...أظل أحبه...و إن طال انتظاري...أحب فيه أن كل الخلق يحتاجونه...و أنه

مُعظّم ذا مكانة خاصة في قلوبهم...

أحب فيه أنه محبوب...حتى إذا غاب لحنه عني و نسيته إلا في ذكرى.

ارق التحايا لكم اخوااني

تاريخ الإنضمام : 29/09/2011

قمة الرمنسية

الربيع..... الماء........... المطر............ الريح ............الشمس....... الطبيعة

خضرة ..........الأشجار........... وظلالها........ وورقها

ما أروع الطبيعة وما أحلاها

شكرا لك

تاريخ الإنضمام : 10/01/2011

يارب اجعل ايماها مطر

غزير بالحب والسعادة والعطف والحنان

ورضى منك يا رحمان

تاريخ الإنضمام : 16/11/2011

*** اللهم آمين ***

جزاكم الله الف خير اخواني على مروركم

اتمنى ان تصلكم الفائدة من خلال ما اقدم

تقبلوا ارق المنى والتحايا مني ...

اصغ الى لحن الكون ... اللهم اسقنا الغيث

اصغ الى لحن الكون ... اللهم اسقنا الغيث

مواضيع مماثلة

مواضيع مماثلة