أحيانا حين تهرب الكلمات تطول المسافات ونشعر حينها أنّنا أصبحنا أميين
بمفهومنا نحن .
الأمية عندنا تعني أن الحرف يكون موجودا لكنه غير مفهوم والأمية عندنا تعني أن تكون متعلما لكنك تعجز عن التعبير
عما في داخلك .
أحيانا تتشابك الخيوط أمامنا لتشكل عقدة حلها يبدو مستحيلا والواقع أن تلك العقدة هي وهم رسمه الخوف المتربع داخلنا
،الخوف من المحاولة والخوف من كل شئ جديد أو الخوف من أن نكون أميين في نظر أولئك الأغبياء المحيطين بنا
.
أجل ، أولئك الأغبياء الذين منحناهم من العظمة ما صيّرناهم به مراقبين دوليين لكل شئ فينا حتى لكمية الهواء الذي
نستنشقه.
أولئك الأغبياء ماهم في الواقع إلا عرائس قراقوز تحركها نسمات الفجر ، عرائس جعلتهم الثقة المنقوصة بأنفسنا خبراء في
كلّ المجالات ، خبراء منحناهم مفاتيح حياتنا وأمّناهم على كل شئ.
فجأة حين نستيقظ نجد أنفسنا عند مداس الأقدام فأولئك الأذكياء بفعل غباءنا حملوا حياتنا جعلوها سلما ارتقوا به للسماء،
حملوا حتى مفاتيح ذكرياتنا التي سلمناها لهم في إحدى لحظات السذاجة ووجعلوا منها شيئا عظيما ووقعوا اسمهم تحته
.
أولئك الذين لازلنا نسميهم أغبياء هم في الواقع أشدّ دهاء منّا أو ربّما أشد فطنة فقد استغلوا كلّ ما جادت به الحياة عليهم
،كلّ فرصة وحتى أرباع الفرص وجعلوا منها أشياء مختلفة ولم ينسوا بالطبع كتابة اسمهم تحتها بما فيها تلك الفرص التي
كُتبت لنا لكننا وكّلناها لهم إما لأننا أعظم من الفرص الصغيرة أو لأنّنا أصغر من الفرص العظيمة .
حين استيقظنا وجدنا المعادلة قُلبت والحياة لنا تنكّرت فلم نجد شيئا نفعله فآثرنا أن نفعل كما يفعل من سبقهم الزمن ، نغمض
أعيننا ببطء غير ملحوظ ونكتب تحت الحلم* خارجون عن إطار الزمن*.