مشكلات الكتابة
مدخل
تعد الكتابة إحدى وسائل الإنسان الرئيسية في التعبير والتواصل ، وفي نقل الحضارات ، والمحافظة عليها ، وهي إحدى مؤشرات التطور العلمي والثقافي للأفراد ، والمجتمعات ، حيث يرى علماء اللغة أن تعلم مهارة الكتابة يشمل جزءان مهمان في تطور اللغة.
كما بينت الدراسات التي استعرضها ' أمبرون ' عام 1978 أن عدم تعلم مهارة الكتابة والتمكن منها يؤدي إلى صعوبات في تعلم نشاط القراءة .
والدراسة التي قام بها ' ميوسين ' وآخرون عام 1979 ترى أن عدم تعلم مهارة الكتابة ، يعتبر أحد العوامل المسؤولة عن التسرب والفشل المدرسي للمتعلمين في المراحل الأولى من التعليم .
وكما وضحت الباحثة 'جانو ' أن عدم الوصول إلى المهارة الخطية قد يؤدي إلى تحصيل دراسي ضعيف . وعليه ينبغي البحث عن صعوبات تعلم الكتابة من أجل الكشف عن أسبابها وعوامل وجودها ثم العمل على إيجاد الحلول والعلاج المناسب لها .
أ - أهمية الكتابة
الكتابة وسيلة من وسائل التعبير الكتابي ، وهي أيضا من الفنون الجميلة الراقية ومن ضروريات الحياة ، ومن المزايا التي ينفرد بها الإنسان عن غيره من الأحياء لكونها :
1 – تكسب المتعلم معارف جديدة لأن المتعلم الذي لم يتعلم الكتابة لا يمكنه متابعة دراسة الإملاء والمحادثة والحساب ...الخ .
2 – تمكن المتعلم من الاتصال بأصدقائه وأقربائه من خلال الرسالة والكتابة .
3 – أداة تثقيف في المدرة والحياة المقبلة لأنها تسمح بالإنتاج العلمي والأدبي .
ب – تعريف الكتابة
نظرا لتعدد التعاريف وتنوعها نوجزها فيما يلي :
تعريف ' أجوريا قيرا ' وآخرون ( بأنها وسيلة تواصل وتبادل بين الأشخاص تتطلب الوضوح والسرعة)
تعريف' هونيات ' ( الكتابة هي إجراء يهدف إلى تثبيت اللغة المنطوقة ، والاحتفاظ بها لأجل ضمان استمرار فكر الإنسان ، وثقافته ووسيلة للوصول إلى التراث الثقافي بلغة معينة .
جـ - شروط تعلم الكتابة
يستند تعلم وتعليم الكتابة في المدرسة إلى شروط :
1 – نمو الحركية : الكتابة نشاط حركي معقد ، ومميز يحتاج إلى وقت طويل ، اذ أن سيطرة الحركات الخطية يتطلب قدرة يدوية خاصة لذلك فإن النمو الحسي الحركي يمثل القاعدة الأساسية لنمو الكتابة ، وهو يعتمد أساسا على النضج العبي العام .
وقد أوضحت ' أستيان ' أن تكوين الإشارات الخطية وتوزيعها على مساحة ضيقة من الورق مثلا يتطلب قدرة على التحكم في الحركات الدقيقة للأصابع .
2 – نمو الصورة الجسمية : أن الإحساس بالجسم والأجزاء المكونة له ، وبالحركات والوضعيات المختلفة يرتبط بنضج الجهاز العصبي ، من ناحية وبالوسط الذي تحدث فيه الحركات من ناحية أخرى ؛ إذ يستطيع المتعلم في حدود السن الخامسة أن يتمثل ذاته في علاقتها مع الأشياء الأخرى المحيطة به وهي السن التي يتمكن فيها الطفل من رسم صورة الرجل بكل أجزائه مما يدل على استيعاب الصورة الجسمية.
3 – السمع والبصر : السمع والبصر شرطان أساسيان لتعلم الكتابة ، فالسمع ضروري لإدراك مختلف الأصوات والتمييز بينها (كما في الإملاء) .
والبصر لإدراك مختلف الإشارات الخطية والتمييز بينها ، لذلك فأن أي اضطراب بصري أو سمعي يؤدي إلى اضطراب في تعلم الكتابة .
4 – التنظيم المكاني : من شروط تعلم الكتابة أن يتعلم المتعلم كيفية التعرف على الفضاء والتوجه فيه ، ويتعلم كيف يقيم المساحات والأشكال ، بالإضافة إلى تعلم التنبؤ بالحركات اللازمة للقيام بعمل ما 'أستيان'
5 – النمو العقلي : يتطلب تعلم الكتابة توفر الإمكانيات فكرية معينة ، إذ يجب على المتعلم أن يفهم أن الرسومات التي يقوم بتسطيرها هي إشارات لها معاني رمزية ، الأمر الذي يؤكد أهمية تعلم مختلف أشكال الوضعية الرمزية ، ومن الصعب تحديد هذه الإمكانيات العقلية نظرا للترابط الوثيق بين مختلف جوانب النمو العقلي والنمو الحسي الحركي والإدراك .
6 – نمو اللغة الشفوية : الكتابة تقتضي التحكم في اللغة الشفوية ، حيث يؤدي تعلمها الجيد إلى سهولة الترجمة الخطية ، ويمكن الطفل من التخلص من مشاكل التحليل الخطي .
7 – النمو الانفعالي والاجتماعي : تؤدي الاضطرابات الانفعالية والاجتماعية إلى عدم تطور القدرة على الكتابة ، أو إلى إعاقة تطورها أو تأخيرها . أي أن يكون المتعلم قد وصل إلى درجة معينة من النضج الانفعالي الاجتماعي .
تتمثل هذه الشروط الأساسية لتعلم الكتابة وهي ركيزة لنمو القدرات المختلفة الحركية والانفعالية والاجتماعية والإخلال بها يؤدي إلى تأخر تعلم الكتابة .
د – معنى صعوبة الكتابة :
هي تلك التي تتمثل في عدم قدرة المتعلم على استخدام خط واضح وكتابة كلمات صحيحة ، وتركيب جمل تركيبا مقبولا . وتتمثل هذه الصعوبات في الأخطاء الإملائية الكثيرة مع كتابة الكلمات كتابة خاطئة من حيث البنية الصحيحة مع عدم وضوح الخط وعدم التمكن من استخدام القواعد النحوية والصرفية استخداما صائبا بالإضافة إلى عدم استخدام المفردات وتوظيفها توظيفا مناسبا ، وبذبك تتصف الجمل المركبة بالاضطراب من حيث المعنى والمبنى فالقارئ لا يفهم محتواها إلا نادرا .
يعود هذا إلى عوامل عديدة وفي بعض الأحيان معقدة ومتداخلة .
هـ - عوامل الكتابة :
تعود مختلف المشكلات التي ظهرت سواء في مجال التنظيم أو مجال كتابة الحروف إلى عوامل عديدة منها :
- المدى القصير لانتباه المتعلم خلال هذه المرحلة العمرية.
- عدم نمو الحركية الدقيقة الكافية لتحقيق الربط المقبول بين حروف الكلمة الواحدة حسب 'بيجو ' أن نمو الحركية الدقيقة على مستوى اليد والأصابع ضروري لاكتساب المرونة في التخطيط.
- عدم تطور مفهوم المكان لدى المتعلمين الذين يعاون من مشكلات . حيث يؤكد ' لوكو ' أن نمو مفهوم المكان يكون أحد الشروط الأساسية للتمكن من تحقيق الحروف وتوزيعها الجيد في مساحة الورقة .
و – أسباب الظاهرة :
- نقص في تكوين المعلمين
- القصور الواضح في حاسة الرؤية
- رداءة الوسائل المستعملة ( القلم ، الكراس السبورة ...الخ )
- عدم وجود برنامج كامل ومفصل
- عدم كفاية الوقت المخصص لتجويد وتحسن الكتابة
- عدم خضوع الكتابة لعملية التقويم
- إهمال مراقبة الآباء لأبنائهم
- إهمال المعلمين متابعة وتصحيح أعمال المتعلمين
ي – الوقاية والعلاج :
إن تعلم الكتابة كغيرها من المواد الدراسية الأخرى تخضع لـ :
- شروط التعلم من (نضج ، تدريب ، دافع )
- ضرورة إجراء فحوصا طبية لحاسة السمع والبصر
- يقظة الملم وشدة انتباهه إلى المتعلمين أثناء الكتابة
- تدريب المتعلمين على رم الكلمات والحروف رسما صحيحا
- استعمال الوسائل المناسبة المساعدة على الكتابة.
[img][/img] :1105: :1105: :155: :155: