خواطر في صلاة
فإذا داهمك الخَوْفُ و طوَّقك الحزنُ ، و أخذ الهمُّ
بتلابيبك ،
فقمْ حالاً إلى الصلاةِ ، تثُبْ لك روحُك ، وتطمئنَّ
نفسُك ،
إن الصلاة كفيلةٌ – بأذنِ اللهِ- باجتياحِ مستعمراتِ
الأحزانِ والغمومِ ،ومطاردةِ فلولِ الاكتئابِ .
كان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم )
إذا حزبَهُ أمرٌ قال : (( أرحنا بالصلاةِ يا بلالُ ))
فـ كانتْ قُرَّةَ عينِهِ وسعادتهُ وبهجتَهُ .
إذا ضاق الصدرُ ، وصعُب الأمرُ ، وكثر المكْرُ ،
فاهرعْ إلى المصلَّى فصلِّ .
إذا أظلمتْ في وجهِك الأيامُ ، واختلفتْ الليالي ،
وتغيَّرَ الأصحابُ ،
وقد طالعتُ سِيرُ قومٍ أفذاذٍ كانتْ إذا ضاقتْ بهم
الضوائقُ ، وكشَّرتْ في وجوههمُ الخطوبُ ،
فزعوا إلى صلاةٍ خاشعةٍ ، فتعودُ لهم قُواهُمْ
وإراداتُهم وهِمَمُهُمْ .
[/b]فهذا النبيُّ ( صلى الله عليه وسلم )
كان في المهمَّاتِ العظيمةِ يشرحُ صدره بالصلاةِ ،
كيومِ بدْرٍ و الأحزابِ وغيرِها من المواطنِ .
فإن على الجيلِ الذي عصفت به الأمراضُ النفسيةُ أن
يتعرّفَ على المسجدِ ،
وأن يمرّغَ جبينَهُ لِيُرْضِي ربَّه أوَّلاً ،
ولينقذ نفسهُ من هذا العذابِ الواصِبِ ،
وإلاَّ فإنَّ الدمع سوف يحرقُ جفْنهُ ،
والحزن سوف يحطمُ أعصابهُ ،
وليس لديهِ طاقةٌ تمدّهُ بالسكينةِ والأمنِ إلا
الصلاةُ .
ولنعلم أن من أعظمِ النعمِ – لو كنّا نعقلُ –
هذهِ الصلواتُ الخمْسُ كلَّ يومٍ وليلةٍ كفارةٌ
لذنوبِنا ،
رفعةٌ لدرجاتِنا عند ربِّنا ،
ثم هي علاجٌ عظيمٌ لمآسينا ، ودواءٌ ناجِعٌ لأمراضِنا
تسكبُ في ضمائرِنا مقادير زاكيةً من اليقين ، وتملأُ
جوانحنا بالرِّضا
أما أولئك الذين جانبوا المسجد وتركوا الصلاة ، فمنْ
نكدٍ إلى نكدٍ ،
ومن حزنٍ إلى حزنٍ ، ومن شقاءٍ إلى شقاءٍ