لا اعلم كم غبت عن هذا المكان ..
لكن ما اعرفه انني قد غبت مايكفي
ليبدأ عقلي بسرد افكاري قبل ان انام
ويمنعني من النوم باكرا ..
حتى وان كانت مواعيدي في الصباح الباكر ..
مؤخرا .. اصبحت الأمور متشابكه ومشوشه ..
لم اعد قادرة على ترتيبها ..
كان كل ذلك بسبب تأخري في النوم والذي
لا اقضيه كعادتي في الكتابه او مشاهدة فلم ما
او حتى قراءة احدا الكتب .. لا .. الغريب بالأمر اني ابقى مستيقضه لساعات
متأخره وانا في سريري منذ وقت طويل ..
لا استطيع النوم .. رغم اني مجهده وارغب بالنوم ..
الا ان افكاري تسبقني للفراش دوما ..
تبقى متقده لاتجعلني انام ..
وكلما صرفت انتباهي عنها اشعر بحرارة في اسفل
قدماي ..
شعور غريب حقا ..
ليلة امس قررت ان اعود للأفكار التي تجعلني
استرخي وانام حينما كنت طفله ..
اغمضت عيناي وتخيلت بأن سريري يطفو وسط البحر ..
والأمواج الهادئه تتهادى بي بلطف ..
كما ان هناك هواء عليلا يحرك شعري ..
الا ان الأفكار بدأت تعود بي على شكل عاصفة
لتهيج الأمواج وتتقافز اسماك القرش من حولي
فتحت عيناي بسرعه قبل ان افقدني في بحر
الـ( ماادري وين ! )
عدت مجددا احاول زرع فكرة اخرى للأسترخاء ..
اغمضت عيناي لينتفخ بالون المنطاد الكبير
فوق سريري ويطير به وسط سماء صافيه
حيث لاشمس حارقه ولا برد قارس ..
كان الجو ضبابيا منعش ..
والمنطاد يتهادى بسريري بلطف ..
وفجأه .. عادت الأفكار بقوة على شكل
نسر كبير ثقب البالون وبدأت انا وسريري
نتهاوى للأرض بسرعه ..!
فتحت عيناي وانا لا اعرف حقا اي فكرة
قد تجعلني استرخي والأفكار تتزاحم بي ..
ربما لم اعتد ان اجبر نفسي على النوم
باكرا رغم اني مرهقه ..
ام ربما لأنني لم اكتب مؤخرا .. لا اعرف ..
بقيت لوقت متأخر افكر بأخر مره نمت بها
دون ان اشعر بنفسي وكنت احلم بالسرير وقتها ..
نعم .. كانت في ليلة من ليالي الحج ..
كنت قد انهيت الطواف والسعي وسط الكثير
من الزحام وكنت ابكي حينها من شدة التعب ..
وصلنا لخيمتنا وكدت انهار حينما لم ارى سريرا
بها .. الا اني لم استطع الوقوف طويلا وازدراء المكان
كـ عادتي .. انتقيت اقرب اسفنجة ارضيه
وسقطت وسطها لأنام وانا احلم بأنني في سريري
وفي غرفتي الهادئه ..
نمت بعمق .. نمت بكل هدوء .. نمت بلا اي فكره ..
ولا حتى نصف فكره ..
فجأه خطرت ببالي فكره للأسترخاء ..
اغمضت عيناي ..
وتخيلت انني قد انيهت للتوا الطواف
والسعي وسط زحام شديد جعلني انهيها
في 8 ساعات ..
ثم عدت واستحممت ودخلت الخيمه لأجد
سريري هناك بدل تلك الأسفنجه ..
وقفزت بداخله لأنام ..
صدق او لاتصدق قارئي العزيز ..
لقد نمت بالفعل هههههههههه ..
اكتشفت بعدما استيقضت ان الأفكار
النابعه منا يستجيب لها العقل وان
لم تكن حقيقيه ..
واكتشفت ان اكثر مايجعل الروح تسترخي
بداخلنا وتنام بعمق هو الأجهاد الجسدي ..
لن ترتاح ابدا بالأستراخ وسط الماء
ولا فوق السماء ..
لن ترتاح الا بعد جهدوتعب ..
حتى وان كان التعب مجرد فكره ..
او تجربه استجمعتها بخيالك ..
احببت الأمر .. بشده ..
وعرفت ان خيالات الطفوله كانت تستجاب
وقت الطفوله ..
وقتما كان الأمر مخيرا وليس واجبا ..
جرب ذلك قارئي العزيز .. وسترى ..
ليلة سعيده .. [/color]