بعد التعثر الأخير الذي سجلته التشكيلة الشلفية أمام شبيبة بجاية السبت الماضي وما نتج عنه من ضغط كبير على الفريق، عاد اللاعبون إلى أجواء التدريبات أمس وكلهم عزم على الفوز في مقابلة السبت المقبل أمام رائد ترتيب البطولة الوطنية وفاق سطيف بملعب محمد بومزراق، وهي الحصة التدريبية التي تخللها حديث بين اللاعبين والطاقم الفني حيث تطرق الجميع إلى الوضعية التي تمر بها التشكيلة في الآونة الأخيرة، وخلصوا إلى أن الصراعات والمشاكل التي ظهرت لا تخدم أحدا، بل ستزيد من عمق الأزمة أكثر قبل موعد المواجهة الحاسمة أمام سطيف، أين قرر الجميع وضع كل المشاكل جانبا والتجنيد لإبقاء النقاط الثلاث في الشلف، وبالنظر إلى بعض التجاوزات التي حدثت في المباريات الأخيرة وتراجع مردود الفريق كان من الضروري أن يتحدث المدرب سعدي إلى لاعبيه ويركز على الجانب النفسي حيث أكد لهم أن الفريق كان أشبه بفرق ما بين الأحياء خلال لقاء بجاية الأخير، وهو الكلام أثر كثيرا على معنويات اللاعبين الذين وعدوه بأن يكونوا بمثابة محاربين فوق أرضية الميدان في المقابلات القادمة.

اللاعبون يقفون إلى جانب مدربهم

وذهب بعضهم إلى حد التأكيد أنهم لن يكتفوا بنقاط وفاق سطيف وإنما سيلعبون من أجل الفوز في بوركينافاسو في التاسع عشر من هذا الشهر أمام فريق "أنفا" برسم الدور الأول من منافسة كأس رابطة إفريقيا، مؤكدين أنهم سيتضامنون فيما بينهم وسيحققون ما اتفق عليه الطاقم الفني رفقة إدارة الفريق، وسيعمل المدرب على إحداث تغييرات تكتيكية قبل لقاء الوفاق الذي لن يكون سهل المنال إذا علمنا أن المنافس يلعب جيدا خارج الديار ويحتل صدارة الترتيب، وبالتالي فإن الضغط سيكون كبيرا على اللاعبين، ويبدو أن سعدي اقتنع بضرورة إحداث هذه التغييرات بعد أن لاحظ تراجع مردود التشكيلة في المقابلة الأخيرة، إضافة إلى تفكير بعضهم في مستحقاتهم المالية، لكن هذه المبررات ستسحب منهم بعد اليوم، خاصة بعدما استفادوا من تحضير جيد بداية هذا الأسبوع لاستعادة كامل إمكاناتهم البدنية والنفسية، كما أن الإدارة قد تقدم على تسوية مستحقاتهم المالية هذا الأسبوع.

اللاعبون يطالبون برفع المنح والإدارة ترفض المساومة

علمت "النهار" من مصادر مقربة من الفريق أن اللاعبين أكدوا على ضرورة رفع منح المباريات، خاصة بعدما علموا أن الإدارة خصصت لهم مبلغ 5 ملايين سنتيم نظير الفوز على وفاق سطيف في الجولة المقبلة، وفرق أخرى تقدم ضعف المبلغ في حال الفوز فوق ميدانها، ويريدون تخصيص المنح حسب أهمية المباريات، وأكدت لنا مصادرنا أن اللاعبين يريدون الفوز على سطيف حتى يكونوا في موقع قوة، وبعدها سينقلون هذا الإنشغال إلى الإدارة، وحتى إن كان هذا الإنشغال لم يصل إلى مسامع الرئيس عبد الكريم مدوار إلا أن الإدارة قد لا توافق على ذلك لأن المنح المخصصة حاليا تم الإتفاق عليها في بداية الموسم.

مدوار يرفض المساومة

وبالنظر إلى المركز الذي تحتله الجمعية، فإن اللاعبين لم يتمكنوا من المطالبة بالشطر الثاني من منحة الإمضاء إلا بالإطاحة برائد الترتيب وفاق سطيف السبت المقبل، وفي هذا الإطار علمنا أن الإدارة لن تسوي نصف الشطر الثاني إلا بعد تحقيق الهدف الذي رسمته قبل بداية البطولة، بضمان مرتبة ضمن الأوائل، وبذلك فما على أشبال سعدي سوى الفوز بأكبر عدد من المباريات إذا ما أرادوا الحصول على مستحقاتهم المالية. من جهة أخرى، فإن الأوضاع المالية للنادي ليست على ما يرام حيث لم يستفد من إعانات الصناعيين بالدرجة الأولى، حيث كانت مساعداتهم متواضعة، ما جعل مدوار يصرف على الفريق من أمواله الخاصة، لكن رئيس الجمعية لم يرد الدخول في صراعات مع الصناعيين بدليل أنه يرفض الخوض في هذا الموضوع، وأكد أن باب المساعدة يبقى مفتوحا للجميع لأن الشلف ملك للجميع.

المسيرون يضعون المدرب واللاعبين أمام الأمر الواقع

عقدت إدارة الشلف أول أمس اجتماعا للحديث عن مستقبل الفريق والمشاكل التي تعترض التشكيلة، عقب الهزيمة التي تلقاها في بجاية والتي أربكت المسيرين بعدما رأوا غضب الأنصار بلغ الذروة وهم على علم أن هذا الغضب سيكون له تأثير على الفريق ككل وخاصة معنويات اللاعبين الذي يتأثرون أمام أي نوع من الضغوطات، وحتى وإن كانت مباراة بجاية خارج الديار إلا أنها تركت آثارها على الفريق وجعلت كل الأطراف تتحرك لكي تشخص الداء وتضع النقاط على الحروف مع الجميع، ومن أهم هذه الأطراف المدرب سعدي الذي أحس بالخطر وقال إنه يعرف جيدا أن مصيره مرتبط بنتائج اللقاءات القادمة، ولم يقل ما إذا كان لقاء أمام سطيف هو الذي سيحدد مصيره أم أنه سيمدد السوسبانس إلى مواعيد أخرى.