وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جزيت خيرا أخى الفاضل الصافى
والمسألة المثارة ليست من الأصول العقدية وتحتمل البحث بين العلماء ، ولكن الجانب الغيبى فيها كبير .
ولقد قرأت منذ بضع سنوات كتابا للدكتور عبد الصبور شاهين الأستاذ المتفرغ بكلية دار العلوم جامعة القاهرة أثار جدلا بين العلماء وكثرت عليه الاعتراضات وطالب البعض من منع نشره إلا أن الأزهر برغم اعتراضه على كثير مما ورد فى الكتاب لم يمنع النشر لعدم تعارضه مع الأصول العقائدية .
وللأسف فقد أعرت الكتاب لأحد أقاربى ولم يُرجعه لى ، وإلا كنت نسخته فى موضوعك لاطلاع القراء للوقوف عما فيه من استدلالات بالرغم من عدم قناعتى بالكثير منها .
وقد تم مناقشة مؤلف الكتاب فى حلقة تليفزيونية ببرنامج طريق الهداية فى قناة دريم الفضائية منذ عامين ، وإليك ما دار فيها :
حلقة خاصة مع الدكتور عبد الصبور شاهين حول كتابه أبي آدم
افتتح الدكتور هداية الحلقة بالترحيب بالدكتور شاهين وقال إن هذه الحلقة هي لإجلاء حقائق غابت عن الأمة ونحن نعرض لقضية وقعت بها الأمة الإسلامية بيقين وهي قصة الخلاف. السلف الصالح عرفوا معنى الاختلاف واختلفوا في أمور لا يصح فيها الاختلاف لكن ساعة الخلاف كان يحترم بعضهم بعضاً ويقدّرون لكل عالم اجتهاده وهناك كتاب للدكتور عبد الجليل عيسى بعنوان "ما لا يجوز فيه الخلاف بين المسلمين". وقضية اليوم قضية الاجتهاد وعرض الرأي الآخر والشافعي كان يقول رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب. وعلى هذا نجتهد والخلاف ليس في الأصول أوالعقيدة وأنا أُحذّر أنه يوجد في القرآن كلمات فُهمت خطأ واعتدنا عليها فإذا جاء من يتكلم بصحيحها نختلف معه.
ويبدأ الدكتور عبد الصبور شاهين حديثه فيقول: القضية أي الكتاب أبي آدم قصة الخليقة بين الأسطورة والحقيقة عمرها ثمانية أعوام أثار الكتاب مجموعة من المشكلات منها ما ذهب إلى القضاء ورُفضت وكان عماد رفضها لدى القضاء بناء على تقرير مجمع البحوث الاسلامية "والكتاب لا يتكلم في أصول العقيدة وإنما هو اجتهاد ومن حقه أن يجتهد" فجاءت الأحكام موافقة لظهور الكتاب. ثم أُثيرت هذه المسألة مؤخراً وتجدد الحديث عنها وكأن الكتاب يظهر لأول مرة.
يجب ملاحظة التالي: ينبغي أن نعلم أننا نتحدث عن قضية نصفها معنا ونصفها في غيب الله تعالى (ولا يعلم الغيب إلا الله) (فلا يُظهر على غيبه أحدا) والنصف الذي يهمنا أن آدم هو أول الأنبياء نحن نعرفه نبياً كما قرر القرآن (إن الله اصطفى آدم ونوحاً) وعندما يقول الله تعالى اصطفى يعني اختار وعندما قال تعالى (إني جاعل في الأرض خليفة) كانت إشارة إلى ما قدّر الله تعالى بمرحلة التكليف الديني بآدم u وعندما تفوق آدم على الملائكة في الحوار الذي جرى (وعلّم آدم الأسماء كلها) هنا ثبت تفوق آدم النبي على الملائكة (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم) وقد نختلف في أن هناك مفردات مشتبهة (وأُخَر متشابهات) هذا المتشابه يجتهد العلماء في فهمه (والراسخون في العلم يقولون آمنا به).
ما معنى كلمة خليفة؟ وما معنى علّم آدم الأمساء كلها؟ علّمه الغنم والبقر والبعير في بعض التفاسير فهل يكون هذا موضوع قوله تعالى (وعلم آدم الأسماء كلها)؟ كان المظهر واضحاً وكانت الملائكة ترى ما يُحدثه هذا المخلوق من سفك للدماء فهل يسفك دماء لموجودات لا يعرفها؟ مستحيل، فعندما حاولت أن أفهم كلمة خليفة إرادة الله تعالى شاءت أن تبدأ مرحلة جديدة في حياة البشر هذه المرحلة هي مرحلة بداية الحضارة الانسانية لأنه لا حضارة بلا دين . وعظمة آدم أنه أوّل نبي بدأ دعوة التوحيد لله فلا شك أن الأسماء التي تعلّمها آدم متصلة بوظيفته كونه خليفة ونبي وتكون الملائكة حينها سجدت لآدم الرسول النبي الذي اصطفاه تعالى من دون خلقه جميعاً وليس لآدم المخلوق. هذا ما حاولت أن أفهمه وأنا لا أفرض فهمي لكن لا نعيش دون أن نبدي رأينا ونحن لا نعيش مع القرآن في طلاسم بل سيظل معطاء يُسفر عن معاني غيبية (وما أُوتيتم من العلم إلا قليلا) سنظل نؤتى العلم قطرة قطرة حتى تقوم الساعة.
أرجو لمن يقرأ كتابي أن يأخذه على أنه تجربة جديدة لمحاولة فهم قصة اختلطت فيها الحقائق والأساطير والكثير من التفاسير القديمة مختلط فيه الاسرائيليات بالحقائق الدينية ولا ينبغي أن نستسلم. ولقد قمت بالاشراف على رسالة ماجستير عن الاسرائيليات في تفسير الطبري وكنا نظن أنها من التفاسير وجاءت بأصول هذه الاسرائيليات ثم اتصلوا بالباحثة ليأخذوا منها حق نشر الكتاب وكأنهم يريدون أن يقولوا أن هذا الاسلام الذي يدّعون أنه جديد ما فيه جديد غير ما اقتبسوه من العهد القديم فيجب أن ندافع باجتهادنا والشرط ان ى نسكت ونُمسِك عن الكلام لأن القدماء والسلف قالوا. [u]