الأحد أغسطس 09, 2015 2:23 pm السبت أغسطس 01, 2015 2:09 pm الأحد يوليو 19, 2015 2:41 am الخميس يونيو 04, 2015 1:43 pm الأحد مايو 03, 2015 6:35 pm الجمعة مارس 13, 2015 8:49 pm الجمعة يناير 09, 2015 6:58 pm الجمعة يناير 09, 2015 6:43 pm الأحد يناير 04, 2015 7:06 pm الجمعة سبتمبر 12, 2014 6:17 pm
في الجامعة اكتشفت أن عُكاشة "بلطجي منطقتنا" ليس الوحيد الّذي يحب القرقوبي، تلك الحبات الحمراء الصغيرة الّتي يدخل بها للجنة بطريقة غير شرعية.. أدركت أن من بين أكبر المدمنين عليها هو أستاذ الهبالوجيا (العلمُ المُشتق من الهبال) والكثير الكثير من الزملاء.
لقد كان مما نالني منه البلادة، أن يأتي هذا الأستاذ ويقدم نفسه على أنه مفكر عبقري ويشير لنا بتصريح على أن المصدر الحقيقي للمشاعر والعواطف يتجاوز ما كان يعرفه الحكماء.. مصدرها عند الإنسان هي القدم؟! بنظرة عبقرية خفيفة تشبه تلك الّتي تحدث كل قرن أدرك بلمحة بصر هذا الإكتشاف، الّذي دعمه بتجربته الشخصية: قال أنا أشعر أن عواطفي ومشاعري نابعة من قدمي اليسرى فكلما ابتعدت عني حبيبتي أحس بجرح في رجلي على مستوى الإبهام والوسطى، وإذا طال الإبتعاد قد يتطور الأمر إلى نزيف في باقي الأصابع.. يكمل حديثه جازما أن المرونة في أصبع إبهام الرجل اليسرى لأي إنسان تُشير بوضوح إلى نسبة الخيانة والإخلاص في أفكاره وأفعاله.. بكثير من السادية واللؤم يؤكد أنه يصارح حبيبتُه بحبِّهِ لها من أعماق قدمه اليسرى(heureusement).
ما أثار الضحك في نفسي والأسى في غيري أنني الوحيد ااذي صدقته، وكانت أذني حينها قد لامست عنان السماء، والسبب في تصديقي لكلامه أن حذاءه المُترهِّل يكشف دوماً من غير سابق إنذار عن ابتسامة فرزدقية فاضحة تُظهر فرزدقيته وكذا أصابع رجله اليسرى المتعانقة في حميمية حزنا على فراق الحبيبة، فحذائه له قدرة عجيبة على تصنع البسمة بوجه donkey خوطي دي لامانتشا صاحب الوجه الباسم مهما كانت ظروفه، لا علاقة لدونكي خوطي بدون كيخوطي دي لامانتشا بطل روايات الكاتب الإسباني ميغيل دي ثيرفانتِس.
كنت أحك أذني اليسرى بيدي اليمنى وغارق في جمع الأفكار المبعثرة الّتي حاولت ترتيبها كما لو أنني ألعب لعبة السودوكو، وبعد أن لعبت الفئران جمبازاً في مُخيخي: توصلتُ من خلال تفكير سوسيو إيكولوجي إلى أن الرقع الّتي تنقذ ما بقي من جلد حذائه العتيق تحمل معها ذكرى معاناته من فراق الحبيبة، أتخيل حذاءه المترهِّل قد إنتفض يوماً صائحا واك واك أعباد الله من كثرة المشي في أزقة المدينة سعيا وراء لقاء الحبيبة الّتي في القدم قد سكنت.. كما تبين لي أنّه يُساهم في الاعتداء على طبقة الأوزون الإيديولوجي مع التماس الظرف المخفف نظرا لمعاناته من انفصام فوضوي وأجزم وأبصم بأصبع قدمي اليسرى.
ملحوظة: إن أي تشابه بين بطل موضوعي المنسوج من الخيال الواقعي وأي شخص حي مولود، محتضر أو مقرقب، هو من محض الصدفة ليس إلاّ.