~*~ غـروب ~*~
تسير في وهن واضح..
تلتقط عودا صغيرا..
تقترب أكثر من الماء..
تجلس وهي تثني ساقيها جانبا،
ترسم شجرة خريف تشرق خلفها الشمس..
تكتب فوقها
"يوما ما ستشرق الشمس على ما نريد".
تنتبه إلى أن ما تفعله هو نفس هوايته المفضلة وخاصة كلما أتى إلى البحر..
ترن بداخلها كلماته
"كما أن أمواج القدر لديها القدرة على طمس أحلامنا فلابد أن تملك أمواج إرادتنا القدرة على تفتيت صخور القدر".
تنظر إليه في صمت يائس متشككة...
لا بد أنه يقول ذلك فقط ليخفف عنها، بعد ما سمع الطبيب يعلن مهاجمة المرض اللعين لها و...
"إن الحركة الزائدة خطر جدا على حياتك،
لا داعي للمجهود أو الانفعال... لا داعي... لا داعي..."
يواصل في إصرار متحديا يأسها
"مهما أوتيت أمواج القدر الأسود من قوة فهي لا تستطيع محو أحلامنا
أو إزالتها... فقط تطمسها؛ لتمد اليأس طريقا إلينا فيكمل هو ما عجزت عنه".
لم تعتد من قبل الصمود أمامه طويلا؛
فهو ماهر جدا في السباحة داخل نفسها وتحدي أمواج الطلاسم التي تبنيها داخلها...
كما كانت هي ماهرة في السباحة وتحدي أمواج البحر...
كانت...
هكذا رنت الكلمة داخلها...
ألم يَحْلُ له من قبل تسميتها "ياسمين" لاعتقاده أنها في رقة الياسمين وذكاء عطره...
هي الآن تشبهها في عمرها القصير،
تتفتح ليومين ثم تذبل وتسقط أسفل غصنها.
تندفع موجة من البحر تمحو الكلمة التي كتبتها أعلى الشجرة في استهزاء كأنها تسخر منها ومن صوت ذلك الذي تذكره الآن.
تتبعها موجة أخرى ترتفع على قدمها المثنية جانبها إمعانا في تحديها والنيل منها،
لطالما تحدتهم هي من قبل قاهرة تتابعهم
.. تنهض والعناد المجروح يصرخ في عينيها
.. يعلو داخلها صوته من جديد
"بإرادتنا فقط نحيي أحلامنا حتى وإن لم نحققها..
فَلْتَتَحَدّ الأمواج القاسية بإبقائها حية داخلنا"
تسير في هدوء
... تلقي بنفسها فجأة فوق الأمواج...
تضربها بكل ما بقى في ذراعيها من قوة..
تتجه عيناها لأعلى ....
تراني أطالعها من النافذه ....
ترسل لي ابتسامتها ....
وتتبعثر كلماتها في قلبي ....
....كلما طالعتي الغروب .... تذكريني... x
فضفة آقلاآم .. مينو