السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الدعوة للمساواة بين المرأة والرجل داخل المجتمعات الإسلامية هي تجنٍ على شرع الله وعلى الفطرة السوية، ودعوة لإفساد المرأة المسلمة، وهدم لقيمها ومبادئها، وإبعادها عن مصدر عزها، وجرها إلى التفسخ والسفور، ونزع لباس الحشمة والحياء عنها، وضياع لمكانتها، وصدها عن رسالتها في تربية أبنائها وحفاظها على أسرتها.
ومن المؤسف أن دعوة مساواة المرأة بالرجل وجدت رواجا كثيرا في المجتمعات المسلمة، حتى حل بها البلاء بسبب ذلك، فضاعت كرامة المرأة، وخسرت دينها ومكانتها، والواقع الذي لا يكذب شاهد على ما وصلت إليه نساء تلك المجتمعات من حالة لا ترضي الله ولا رسوله من التبرج والسفور والاختلاط حتى تحول بعضهن إلى سلعة ولعبة بيدي من لا يألون بهن إلاّ ولا ذمة.
إنّ المرأة بحاجة في التعامل مع قضاياها بالعدل وليس بمساواتها بالرجل، فتعطى حقوقها كاملة التي كفلها لها ديننا الحنيف، فلا ضرر ولا ضرار، ولا إفراط بالدعوة بالمساواة، ولا تفريط في هضم حقوقها الشرعية، فالمرأة بحاجة إلى حفظ حقها في الميراث، وعدم عضلها، أو حجرها في الزواج للقريب، وأن يحفظ حقها في مهرها، ومن حقها أن تتعلم ما ينفعها في دينها ودنياها، وأن يتم توفير أماكن للعمل فيها حفظ لكرامتها، وملائمة لخصوصيتها وطبيعتها بعيدة عن التبرج والاختلاط، وأن يصاغ لها أنظمة خاصة تناسبها كساعات العمل ونظام التقاعد، وأن نسعى لحفظها من العنف الأسري، ووضع أشد العقوبات لمن يتجرأ على ذلك، والسعي للحد من عنوستها، ووضع برنامج تتكفل به الدولة للحد من احتياج أي امرأة معسرة لا يوجد من ينفق عليها، هذه الحقوق التي هي بحاجة لها.
وليس ما ينادي به الغرب وأبواقهم من مساواتها بالرجل وفتح جميع أبواب العمل والمهن والحرف أمامها كالرجل، والدعوة لتوليها مناصب قيادة عليا في الدولة، وحقها في منازعتها لزوجها في القوامة، والدعوة بضرورة خروجها من بيتها مساواة بالرجل بحجة أنها نصف المجتمع، والمطالبة بالتعليم المختلط وإدراج مادة التربية البدنية، والسماح لها بالمشاركة بالألعاب الرياضية، وفتح المعاهد التدريبية للفتيات لتعليمهن التمثيل والرقص، والسماح لها بالسفر دون محرم كل ذلك باسم المساواة ... إلى غير ذلك مما يطالب به العلمانيون والليبراليون مما يخالف شرع الله ويسبب الانفلات الأخلاقي.