إسداؤك النصيحة لأخيك المسلم أن تبذل له رأيك الصادق في تنبيه عن خطأ أو إرشاد لفضيلة أو تحذير من سوء ويكون ذلك منك بصوت منخفض وأسلوب رفيق وشفقة وإخلاص وحسن قصد بحيث يستحضر الناصح أنه فعل ذلك طاعة لله ورغبة في تكثير الخير وإزالة الأخطاء. وليس الغرض الإستهزاء أو التشهير امام الناس أو محاولة الظهور بمظهر الناصح الورع فلا يكون له غرض خاص يعود عليه بمصلحة. وأقبح من ذلك أن يريد الناصح الإيقاع بالمنصوح فيبطن خلاف ما يظهر عندما يكون غرضه احراجه امام إخوانه أو أقاربه وتصغيره في اعينهم كما فعل إبليس بأبينا آدم فليس كل ناصح صادق وليس كل صامت كاذب. ومن سوء النصيحة رفع الصوت والزجر والمجاهرة بالنصيحة أمام الآخرين.
والنصيحة لا بد تكون بأسلوب مشرق واختصار نافع ومراعاة الزمان والمكان ومنزلة المنصوح. فلا يعقل ان تنصح شخص وهو لا يسمعك لأنه غايب فتكون قد إغتبة فقط وليس النصح.
وكما قال الإمام الشافعي:
تعمدني بنصحك في انفرادي
وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النصح بين الناس نوعً
من التوبيخ لا ارضي سماعه
وإن خالفتني وعصيت امري
فلا تجزع إذا لم تعط طاعة
نعم إخوتي فجدير بنا أن ننبه عن الأخطاء خاصة إذا كان إخوتناغافلون عنها فهذا شيء طيب ويحمد عليه المرء فهو إن دل على شيء فإنما يدل على النصح للمسلمين ويصدق فيه أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم
لكن لابد من مراعات الاسلوب الامثل والطريق الأسهل لأن الغرض هو الإصلاح وليس التشهير والطعن
ورحم الله امرء أهدى لي عيوبي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته