mohlakamoraالمشرف العام
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 23/08/2010 عدد المشاركات : 5620 العمر : 111 قوة السمعة : 17 قوة النشاط : 7168 الإقامة :
| موضوع: كلام .. على حائـــطِ الوآقـــــــــــــع ! الجمعة ديسمبر 02, 2011 2:46 pm | |
|
لا تسجّلوا في كتب الجغرافيا مساحات أوطاننا. تغيّر أمريكا كل يومٍ خريطة. وتزيل انجلترا كلّ شهرٍ سدّا. وترسم روسيا حدوداً جديدة. ولا تسجلوا في عالم الإحصاء تعداد سكاننا. بصاروخ واحدٍ تربِك إسرائيل التركيبة السكانيّة لنا. وفي موسم حصاد واحد نستحيل من 1500 مواطن لـ 1500 قتيل. ولا تسجلوا في التاريخ أسماء حاكمينا. كلّ يوم يصنعون لنا بيدقا جديدا. ويولّون علينا عبداً صهيونيّا. كأنّ رأسه شيكل.
نظرة واحدة لشخص "أعمى" من الفضاء على هذه الأوطان. لا يرى فيها سوى جلد حمار وحشي من كثرة الخطوط والسدود والمخافر والحدود والمتاريس والجمارك والكمائن. يضربون هذا الوطن على خده الأيمن فيعطيهم قفاه. يصفعونه على الأيسر. فينبطح لهم. يدوسونه بالبساطير. فيصنع يوما وطنيّا للصفعة الخالدةِ الأولى.
أحلامنا. طموحاتنا. أهدافنا. حياتنا. أمنياتنا. كفيلة بمزاج طيار أمريكي. وغضب عشيقة وكيل رقيب انجليزي. وهجوم سافرٌ سافل. ونستحيل لنشرات أخبار. وجرحى مستشفيات. ومن ثمّ لو قدر الله وعشنا. سنتسوّلُ في الأوطان الأخرى. وننتظر غارة جديدة. ومزاجا عالميّا جديدا.
نحن لم نعد نهتم بحقوق الإنسان ، ولا نفكّر فيها. نحن مشغولون بجمع أعضاء هذا الإنسان. الأعضاء المبتورة بكل شارع وطريق. إثر كل غارة. وبعد كل طلعة جوية تدريبية لصغار الجنود الإسرائيليين. ومرتزقة الجيش الأمريكي.
نحن شعوب قابله للتسويق. للبيع. للشراء. للتفرقة بالجملة والتجزئة. يعتقلون رئيسا. يباركون آخر. يسحلون الثالث كخروف في يوم عيد. يلعنون الرابع. ينحنون للخامس. وفي يوم يعلّقونه من قدميه. كلّ عبيد العالم تحرّروا. وبعضهم صار رئيسا لأكبر دولة. ونحن إلى الآن. نُباع ونشترى. وتصدر أسعارنا وأرقامنا الهابطة. مع أسعار البترول والنفط والدموع والوحول التي تخرج من أراضينا.
في اللحظة التي يكرم فيها العالم لو كليزيو بنوبل. وزيدان ببوكر. وبن جلّون بغونكور. نحنُ لا زلنا نبحث عن أجمل بعير. وأزين ناقة. وأطول عرف. وأحسن ذنب. ونباهي بأجمل حمّام في أطول يخت. وأكبر سجّادة في أفخم طائرة. وأثمن عقد في جيد أكبر عاهرة. وأعرض وسادة في أهنأ غرفة نوم. في اللحظة التي يقول لي فيها "يحيى" ذو الأعوام التسعة: "إيه ... أنا سعودي. أبوي في السجن. أمي في المستشفى. وأخوي الكبير في مدرسة ليليّة. أريد رغيفاً وماءً ووسادة. ووسادة"
وفي اللحظة التي يسكن فيها كلب ثري بن كلب قذر قصراً بسبعة نجوم. يسكن فيها مواطن بن مواطن بن شارب عربي حوشا بثلاثين ثُقب. وغرفة للماشية والحطب. وفي اللحظة التي يتم فيها تأخير طائرة. لتصل أولا طائرة الشيخ محملة بالشوكولا السويسريّة. يقتلعُ طفل من الوطن علكة من أرض الطريق العام. ليأكلها بعد أن تدهسه سيّارة أمن مسرعة للحاق بإرهابي بن إرهابي بن إرهابي. كتب مقالة في نقد رئيس مجلس القضاء الأسفل.
وكلما حضّنا الشيخ الجليل كل جمعة على جماعة المسلمين وطاعة ولي الأمر, ولزوم الجماعة. ونفي الفرقةِ. كلما اكتشفنا أن المقابر الجماعيّة. هي أكبر شيء في هذا البلد.
السفلة هؤلاء. لو تأخر ابن أحدهم يوماً لمات من الهمّ. بعد أن يوقظ العالمين أجمعين. من رجال الأمن. وقوات الشرطة. وحرس الحدود. وسارقي البنوك. وراسمي خرائط الدول. وبروكسيّات الشبكات العالمية. لأجل عودة ابنه "الضائع". والبحث عنه. والوطن بأكمله كل يوم يضيعُ مليونَ مرة. ولا أحدٌ يسأل. ولا أحدٌ يفكّر بالبحث عنه. بالأصل .. لا أحد يفتقده !
يا أخي والله أصابتنا الدوخة. كلّ يوم لنا قِبلة جديدة. من روسيا عدوّة الإسلام والمسلمين سابقاً. حليفة المبشّرين بالجنّة حاليا. إلى أمريكا. راعية أولياء الله في الأرض. ومركز تسجيل أسماء الشهداء وتسليح الجيوش الجهادية. إلى طهران ناصرة دين الله الأخيرة. ومرعبةُ جنود الشيطانِ الرجيم. مرورا بتركيا. حفيدة الخلافة الراشدة الراضية المؤمنة المباركة الباركة على قلوبنا ونفوسنا. ومن عبّاس لأردوغان لغالاوي لهنيّة لبن لادن لخادم الحرمين لعطوان مروراً بأبو تريكة وإلهام شاهين والفيشاوي.
هذا الوطن مزدحم. كلّ ما فيه مزدحم. جوامعه وكنائسه وملاهيه وباراته وأحواش وعظه وسجونه ومستشفيات ولاداته ومغاسل موتاه ومشارح المصحّات وجمارك المطارات ومتارس الحدود وغرف التحقيق وغرف النوم وأقبية التعذيب واستوديوهات التزوير ومجالس القهوة ومصانع العطالة وكلّ أمره. هذا المجتمع مقبل على انفجار رهيب. لن تكون بجانبه القنبلة النووية سوى عبوّة ناسفة
. ومؤذنونا لم يعودوا يأذّنون لله. فقط ليحصلوا على غرفة في جوار الجامع. وبضع دراهم تكفي لتنشية العمامة قبل صلاة الجمعة. والخطيب الذي يندلع لسانه ملعْلعاً من فوق المنبر. فقط ليحصل على لقمه يسدّ بها أفواه الصبية الصغار كي لا يمارسوا اندلاع الألسن والخطب عليه.
وكلما انهزمنا أكثر. كلما زادت أعياد انتصاراتنا أكثر. وكلما انكسرنا أكثر. ارتفعت أعلامنا أكثر. وأغانينا الوطنيّة. المسئولون تغطيهم البشوت والأوسمة. وأوسمة النصر الجديد. تتعلّق فيهم من أعلى لحاهم وحتى أسفلِ بطونهم. وأطفال الوطن. تغطيهم الأتربة وتكسوهم أطيان الوحول وتجمّل بشراتهم المستنقعات.
أشفق على حاملي السيوف. في حفلات الوطنِ هذا. على راكبي الخيول. ومرتدي البشوت. ومعلّقي الأوسمة. يفعلون كلّ هذا في ألعنِ ألعن أوقات هزيمتنا. ماذا سيصنعون حين ننتصر
كلما صاح مواطن بالتغيير. وبالثورة. وباللعنة. وبالدعاء على الظلمة. أسكته الشيوخ. بحجّة إزعاج وليّ الأمر. وبلبلة ورشة عمل الوطن. وتهديد أجواء السلطة. وبأنّ الكلاب لا تنبح. والقافلة بعد لم تسر. ولا يستقيم المثل العربيّ هكذا. والآن حين صرنا كلابا مقعية. شائهةً. جرباء. بكماء. لا تنبح ولا تهش ولا تنش. هل يمكن أن تسير القافلة. ولو إلى المقبرة !
لم نعد نتفاوض فوق الطاولات. ولا تحتها. ولا جانبها. بلاط السجن مللناه. فعوّضونا بدلا منه: بلاطات الشواهد. وخلاص.
|
|
فتى الجزائرعـــضــو ســـوبــر
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 29/09/2011 عدد المشاركات : 361 العمر : 63 قوة السمعة : 5 قوة النشاط : 495 الإقامة :
| موضوع: رد: كلام .. على حائـــطِ الوآقـــــــــــــع ! الجمعة ديسمبر 02, 2011 2:54 pm | |
| نسأل الله السلامة والعافية
شكرا للموضوع الرائع |
|
romaissaعـــضــو مــمــيز
معلومات اضافية
تاريخ الإنضمام : 26/09/2011 عدد المشاركات : 544 العمر : 28 قوة السمعة : 2 قوة النشاط : 567 الإقامة :
| موضوع: رد: كلام .. على حائـــطِ الوآقـــــــــــــع ! السبت ديسمبر 03, 2011 9:16 am | |
| |
|