مستمع يقول عندما كنت أؤدي صلاة الجمعة في أحد جوامع مدينة الرياض، وقف الإمام أمام المصلين بعد انتهاء الصلاة وقال "بهذه الخطبة أكون قد أكملت عشر سنوات خطيباً في هذا الجامع، وجميع الخطب موجودة على قرص مدمج (CD) وعددها خمسمائة خطبة، لمن أراد الحصول عليها وهي وقف لوجه الله تعالى، فقط أرجو منكم الدعاء لصاحبها" بهذه الكلمات الجميلة اختتم هذا الامام العصري خطبته الرائعة، وأعطى درساً مجانياً للمصلين عن أهمية وسائل التقنية الحديثة في الدعوة إلى الله.
هذا يقودنا إلى الحديث عن الدعوة إلى الله عبر التقنيات الحديثة ويأتي في مقدمتها الانترنت، ونشر الإسلام كدين سماوي يدعو إلى التسامح والأخلاق والفضيلة بأسلوب جميل ومحبب إلى النفس يجذب أكثر مما ينفر. وفي الدعوة إلى الله عبر الانترنت مميزات كثيرة، أولها تجاوز الحدود الزمانية والمكانية، فباستطاعة الدعاة من خلال الانترنت الوصول إلى أقصى أنحاء المعمورة في ظرف ثوانٍ معدودة وبدون أي تكلفة مادية تذكر. كذلك من مميزات الدعوة إلى الله عبر الانترنت تعدد التطبيقات الممكن استخدامها من قبل الدعاة، فمثلاً البريد الالكتروني يتيح التواصل بين المستخدمين بغض النظر عن أماكن تواجدهم مهما كانت بعيدة، وأيضاً غرف الحوار أو الدردشة تتيح التواصل بين أكثر من طرف في نفس الوقت، بحيث يمكن للداعية أن يدخل في حوار أو نقاش مع فرد أو مجموعة من الأشخاص في وقت واحد وفي أي مكان كان على وجه الكرة الأرضية.
ومما يؤكد أهمية الدعوة إلى الله عبر الانترنت، سرعة انتشارها وزيادة عدد مستخدميها حول العالم في الثانية الواحدة، وهذا يؤكد أهميتها في الاتصال والتواصل مع الآخرين ونشر المعلومة، فهي بكل تأكيد بيئة خصبة للدعوة، وتوفر الوقت والجهد والمال على الدعاة إذا أحسنوا استغلالها للتعريف بهذا الدين العظيم الذي حث على التسامح والحوار ونشر الفضيلة وإظهار الصورة المشرقة له ومسح الصورة السلبية عنه التي ألصقها به الذين لا يفقهون، وتجسيداً لقوله تعالى "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن