إن الحياة
تنقسم إلى قسمان الأول زهري و الثاني بني , زهري كونه يحمل أناسا ذوي طبع
ليس مبهم أوطبع يجعلك تبحث في طياته لتكشف أسراره أو تحيرك الطريقة التي
سوف تتبعها أو تستعملها لتتواصل معه , وهذا إجتماعي و تجد أغلب لقاءاته
تبدأ بالبسمة و هذا موضوعنا , والبني هو نوع مبهم يحتاج الى الحذر وربما
إلى طريقة تعتبر حسابية وهذا المكلف والذي لا يتقبل كل أنواع البشر أي
مزاجي متغير فربما يتغير بين اللحظة و الأخرى وربما أيضا يفاجئك وهذا تضن
أنك لا تعرفه أو أنك جهلت تصرفاته هذا راجع لعدة حركات تكاد تندثر لولا أن
نستعيدها أو نطرق بابها لأن المفتاح سلم لنا منذ الأزل وهو موجود بيننا و
نملكه جميعا ليذهب العبوس وتنطلق الفكرة وهي البسمة , أخي أختي لنعمل
جاهدين رغم أنها لا تطلب الجهد بل لنعمل سوية لتبليغ الرسالة ورسم البسمة
ولكي لا تكون إصطناعية بل صريحة وطبيعية وكما يقال من القلب الى القلب ...
تسعد الذي أراه وترضي من يراني و لا أراه وتفرح من هو حولي لا ينتظر مني
شيئا إلا رضا الخاطر و النفس , أليست سهلة أليست في المستطاع ألم ترى من هو
طريح الفراش عندما تأتي لتزوره لا يردك خائبا بل يملأ وجهك بإبتسامة ينسيك
تعب زيارته و حتى ينسيك حيرتك ..رغم مابه من سقم ..بالله عليك أنت المعافى
ألا تستطيع منحها من لا يريد منك شيئا سواها ...أريد أن أعبر بسلام ,
لماذا لا ترمي بالسلام و أنت مار بجنبي لماذا تجلس بجانب الطريق و تبدأ
بقراءة ملامح المارة وترمقهم بتلك النظرات ولما يلتفتون إليك لا يجدوك
ليسلمو عليك وحتى أنهم يمنحون البسمة بدون مقابل ...إلا أنك تنتظرهم .. سوف
تلتقي مرارا و تكرارا بمواقف يومية و حتى أنها تتكرر لا تيأس و أعدها و
أبتسم أيضا و لا تقنط بل هناك دافع وهو ملكك وهو أنك تحب الخير و لا تبخل
على نفسك أن يأتيها بل أنت تسعى لذالك , لماذا.. ؟ لأنه مغروس فيك أن الذي
لا يبخل لا يبخل عليه لذالك أعطي البسمة تعطى لك , وهذا ما نسعى إليه جميعا
و لا ندرك ذلك لأننا لا نبحث بل ننتظر أن يأتينا .. وهذا لا يتفق مع ما
تريد ويجب أن تبدأ أنت لكي تستمر و لا تطالب بشيء بعد فوات الأوان.
هي حياتنا
لنبدأها من جديد ببسمة ولا ننتظر بل نستمر ولنمنح كل من يريد أن يجد فينا
البسمة وجها سمح لأن السلام ينبع من بسمة ... و البسمة بأيدينا نمنحها بكل
الحنان ونرجو أن تسعد من حولنا وفي السلام وجهان عند الإلتقاء وعند
الإفتراق فهو منزل ليكون في الصميم مفتاح اللقاء ومفارق ليترك أيضا في
الصميم كنز و هو السعادة لأنه بدأ بالتحية السمحاء ... السلام .
قال رسول
الله صلى الله عليه وسلم : لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى
تحابوا,أولا أدلكم على شيئ لو فعلتموه تحاببتم , أفشو السلام بينكم . رواه
مسلم