بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على سيدنا وحبيبنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخي في الله .... أختي في الله
فأوصيكم و نفسي بتقوى الله فاتقوه .
و أحثكم على مراقبته فإنكم ملاقوه
واستغفروه فإنه غافر الذنب و قابل التوب ، شديد العقاب .
واشكروه فكم أفاض عليكم من جزيل نعمه .
واياكم و المعاصي فإنها مفاتح غضب الله و نقمه.
و لا تشغلنكم دنياكم عن أداء المسنون و المفروض
كيف يغتر بها و يطمئن إليها من تنصرم أيامه ولياليه ؟
أم كيف يطيب فيها عيش من لا يدري متى الموت و الله مفاجيه.
أخي في الله ......أختي في الله
، إنه ليس أحد أكرم على الله من نبيه، و لا أشرف عنده من محمد نجيه و حبيبه و صفيه
و لن يؤخر عند انقضاء مدته، و لن يعمر عند حضور منيته ..
و لقد أتاه في مثل شهركم هذا من رسل ربه الكرام الموكلين بقبض النفوس ...
فجذبوا روحه الزكية لينقلوها ، و عاجالوها ليرحلوها إلى رحمة و رضوان،
و روح و ريحان ، و روضات الجنان ، و خيرات حسان .
فاشتد لذلك كربه و أنينه ، و عرق لهول مصرعه جبينه ، فبكى لمنظره من حضره
هذا و هو أول من تنشق عنه الأرض ، و صاحب الشفاعة يوم العرض ، و أكرم
أهل السماء و أهل الأرض ..
و على يقين من السلامة في المعاد...
و ثقة بالكرامة يوم الأشهاد..
فكيف من لا يعلم متى الرحيل
و لا يتحقق أين المقيل ...
و لا يدرى على ما يقدم ، و لا بما عليه في القيام يحكم .
أخي في الله ....أختي في الله
أما تتعظون بمصرع سيد المرسلين ، و إمام المتقين ، و حبيب رب العالمين .
فاستيقظوا رحمكم الله من الغفلة و كونوا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه
و بادروا و أنتم في مكان الإمكان ، فإن اليوم عمل و لا حساب ، و غداً حساب و لا عمل .
جعلني الله و إياكم من الفائزين الآمنين ، و جنبني و إياكم موارد الظالمين.