التحاولات الكبيرة التي يشهدها قطاع السياحة منذ أن أقرت الدولة قبل ثلاثة سنوات أو ما ينيف عنها الاهتمام بهذه الثروة التي يمكن لها أن تكون مصدر مداخيل ضخمة للدولة أدت بعدد من رؤوس الأموال الجزائرية سواء تعلق الأمر بتلك المتواجدة بالخارج أو بالداخل إلى ولوج عالم الاستثمار في القطاع ولعل أفضل مثال اقتحام هذا المجال مع ما تتوفر عليه من تجربة في السياحة تعود إلى أكثر من أربعة عقود كاملة هو الملياردير الجزائري الجيلالي مهري حيث لا نضيف جديدا إذ قلنا انه أول رجل أعمال جزائري يستثمر في المجال السياحي وكان ذلك في 1967 م عندما اشترى نزل " رويال" بولاية وهران انطلقت رحلة خوض رحلة تجربة الاستثمار في السياحة التي تدعمت لديه الفكرة والقناعة أكثر بفضل تسهيلات الدولة بغية إعطاء دفع قوي لهذه الثروة الدائمة.
اغتنمنا فرصة تواجده بمسقط رأسه بولاية الوادي من اجل محاورته حول جديد المشاريع التي انطلق في تجسيدها واقعا بالشراكة مع سلسلة "ACOR" أكور العالمية المتخصصة في الفندقة الضخمة إلى جانب أجابته على سؤال حول فتح مجال السمع البصري أين تحدث عن مشروع انجازه لقناة تلفزيونية ووصف ذلك :" بحلم لطالما انتظر تجسيده ببلده الجزائر".
سؤال : أولا مرحبا بكم في هذا الحوار ؟
السيد الجيلاني : مرحبا وشكرا لكم على إتاحة الفرصة
سؤال : عاهدناكم أنكم لا تتخلفون كثيرا على المجئ إلى ولاية الوادي كلما شدكم الحنين إلى الأصل والمنشأ فهل هذه الزيارة تدخل في الإطار المذكور؟ أم بحسب ما ورد من أخبار لتفقد تقدم سير أشغال القرية السياحية والتي تتحدث بعض مصادرنا على قرب الانتهاء من انجازها ؟
السيد الجيلاني : اشكر على اهتمامكم بقطاع السياحة بولاية الوادي والجزائر عموما وما نريد انجازه في ولاية الوادي ونحن نكن كل الاحترام والحب لوطننا العزيز نعم أحب زيارة بلادي والزيارة تدخل في إطار عمل وتفقد للمشروع الضخم وهو مركب سياحي ضخم أو بالأحرى قرية سياحية تسمى" بالغزالة الذهبية " وهذا المشروع سينجز على مساحة مائة هكتار ومن الطبيعي أن يكون الانجاز بطيء واكشف لكم لأول مرة أن ما أنجز لحد الآن هو جاهزية استقبال بطاقة 200 سرير بما فيها خيم صحراوية مجهزة بأرقى ما تزخر به عوامل السياحة إلى جانب المرافق التابعة لها وأنا هنا لمراقبة ومتابعة سير المشروع مع العلم أن الغلاف المالي المخصص لهذا المرفق السياحي فاق 60 مليون اورو وبلغت نسبة الانجاز به 60 بالمائة.
سؤال : على ذكركم للقرية السياحية التي تدخل في سياق سلسلة المنجزات السياحية فقد أعطيتنا نسبة الانجازات فيها فما الجديد المتعلق بالمشاريع الاستثمارات للسيد جيلالي مهري بولاية الوادي ؟
السيد الجيلاني : في الوقت الحالي أنا بصدد انجاز وإتمام هذا المرفق الاستراتيجي والمركز عليه حاليا بدرجة أكثر إلى جانب بعض المشاريع التي هي في طور الانجاز وأنا لا أحب أن أتكلم عن مشاريع مستقبلية مازالت في علم الغيب.
سؤال : ألا ترى بأن مشروع الغزالة الذهبية مجازفة ؟
السيد الجيلاني : بطبيعة الحال لا ففي الجزائر لدينا القرابة مليون ونصف شخص يخرجون إلى السياحة في بلدان أخرى مجاورة إلى بلدنا مثل تونس وليبيا والمغرب فلماذا لا نستقطب هذه الفئة من السواح وأيضا موظفي أغلب الشركات الأجنبية بالجزائر يريدون أن يقضوا عطلتهم السياحية في الجنوب فهذه الأفكار حفزتني على القيام بهذا المشروع الضخم وأنا متفائل ومتأكد بأن القطاع السياحي له مكانة كبيرة وطننا يعد من البلدان التي لها مناظر خلابة ومتنوعة وهذا السبب يجعل السياحة ناجحة في بلدنا والسياحة برأيي هي صناعة لا تفنى لأنها تحرك جميع شرائح الأعمال بما فيها الصناعات التقليدية والثقافية وتحرك كل المجالات كالأسواق والمحلات والمطاعم والمقاهي وأتمنى أن نجد للجزائر سياح من نوعية خاصة يحترمون تقاليدنا وعاداتنا ويتعرفوا على بلدنا وأتمنى أن يكونوا من جميع الفئات الراقية والغنية ولكن يجب على الدولة تقديم الإعانات المشجعة لميدان السياحة نظرا لتكاليف الباهظة لهذه المشاريع ويجب عليها إعفاء المستثمرين من الضرائب وتسهيل التأشيرات للسواح القادمين إلى الجزائر وهذا بغرض تشجيع ونجاح المشاريع السياحية وتسهيل وسائل النقل وذلك بتخصيص مؤسسات خاصة بالطيران لهؤلاء السواح.
سؤال : تحدثنا كثيرا على المشاريع الرائدة في مجال السياحة وبودنا ان نتحدث على نجاح التجربة الفلاحية بمزرعة الضاوية خاصة في مجال إنتاج الزيتون هل هناك تفكير في توسيع الاستثمار في المجال الفلاحي بعد هذه التجربة الرائدة والتي باتت مرجعية للعديد من الجهات ؟
السيد الجيلاني : نحن أول من بدأنا هذا المشوار في ولاية الوادي وفي ولاية ورقلة وتحديدا بالحجيرة وحققنا نتائج نوعية في الكمية والنوعية ولما حققنا منفعة للجميع شعرنا بالاعتزاز ونحن مستمرين في توسيع المشروع وبهذه التجربة أصبح كل فلاحي المنطقة يعملون مثلما عملنا والدولة عملت مجهود كبير وهي مشكورة على ذلك.
سؤال : نحدثكم سيدي عن واقع الرياضة وتحديدا كرة القدم والمعروف عنكم سيدي أنكم لا تتأخرون عن تقديم العون والمساعدة للفرق الرياضية وما يعنينا في هذا الموضوع هو واقع فريق اولمبي الوادي لكرة القدم الذي يعاني الأمرين منذ سنوات وتفكير عديد المهتمين به لتقديم مقترحات تتعلق بإنشاء مجلس إدارة تضم كبار رجال المال والأعمال المحليين لإعطاء هذا الفريق الصفة الوطنية لفرض نفسه وتحقيق نتائج إيجابية كيف ترى سيدي هذا المشروع في حال تجسيده في أن تكون رئيس هذا المجلس؟.
السيد الجيلاني : بكل احترامي لكرة القدم وطنيا ومحليا فارتباطاتي كبيرة لا تسمح لي في الوقت الحاضر بالاهتمام بالمجال الرياضي المطلوب ولأخذ مسؤولية في فريق معين يلزمها التفرغ التام والذي استطيع قوله في هذا الموضوع هو أنني ساعدت الكثير من الفرق الوطنية في مشواري العملي وفي حياتي ككل.
سؤال : علمنا من بعض الجرائد انك بصدد فتح قناة تلفزيونية بعد الإصلاحات السياسية التي أقرها رئيس الجمهورية مؤخرا متى وما تخصصها ؟
السيد الجيلاني : والله هذا حلمي وأتمنى أن يتحقق عندما يخرج دفتر الشروط بعد المصادقة على القانون الجديد فسأدرس هذا الموضوع الهام ، قناة بعيدة عن السياسة اهتمامها أكثر يكون في المجال الثقافي والسياحي والرياضي والاقتصادي وغيرها من المجالات.
سؤال : كلمة أخيرة ؟
السيد الجيلاني : نتمنى للجزائر أن تكون هي القطار في البلدان الإفريقية كلها وتحمل الريادة في جميع المجالات ونتمنى دوام الهناء والاستقرار لدولة الجزائر وشكر خاص لكم