بسم الله الرحمان الرحيم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته جميعا
وبينما انا اتصفح جريدة الشروق اليومي - وأنا من أشد المعجبين لها - لاحتوائها للقضايا التي تخص
االاسلام والتي كثر ما تخص هذه الامة الاسلامية ناهيك عن قربها للمجتمع وللشعب بوجه الخصوص ،
جال على مستوى نظري موضوع قلما لا يتكرر في الجرائد اليومية عموما وقلما يغيب في يوم ومن الايام و
وكثيرا ما نسمع عنه لكنه بالوجه النقيض بعد ويبعد كل البعد عن الشريعة الاسلامية وعن الاسلام
واخلاق المسلمين الطاهرين حقا . استطردني هذا الموضوع والذي كان بعنوان : مجموعة من الشباب
تتدخل بقوة لتحرير أصدقائهم الموقوفين بسبب توقيفهم من طرف عناصر الأمن متلبسين بممارسة الفعل
المخل بالحياء على فتاتين ( قاصرتين ) .
بربكم توقفوا ولو لبرهة من الزمن واستشعروا عظم الفعل المشين الذي ارتكبه هؤلاء الشبان ضد هاتين
الفتاتين .
أنا عن نفسي ضد وكل الضد الذين يجرمون هاؤلاء الشبان او هاؤلاء الشبات في حين نغض الطرف عن
المتهم الذي لديه حصة الاسد في هذا الجرم ولو لم يكن بطريقة غير مباشرة الا وهو الآباء
.. فعلا هم
الآباء هم المتسبب الاكبر في هذا التطرف وما يصيب الامة من الاعوجاج الغير اخلاقي السافر والدخيل
عن امة الحبيب المصطفى - عليه الصلاة والسلام - وسادرج مثالا حيا لهذا والذي جاء على لسان بعض
الشبان والشبات والذي قامت به ذات الجريدة في سبر للآراء وكان الاغلبية ان جاء في اجاباتهم والتي
كانت شبيهة لبعضها بوجه العموم ان قالوا : بأن الوالدان يثقان كل الثقة في تصرفاتنا وافعالنا لكن
يستطردون حديثعم بالاعراب على ان هذه الثقة كانت مجلبة للمضرة منها للخير وعلى انهم لم يحسوا
ابدا بالمراقبة والاهتمام من طرف الاولياء ولو لساعة او لدقائق معدودات ، فكنا نحسب ان ما نقوم به
ونفعله ليس بضرر حتى تقع الواقعة ويومها اذ لا ينفع الندم ولا الكمد ولا التحسر وتبقى الاذهان مذهولة
والايادي مشبوكة لانها جريمة او مصيبة بالعامية نتاعنا متصلحش ..
لذا ايها الاباء راقبوا ابناءكم ، راقبوا فلذات اكبادكم فانتم مسؤولون عليهم " وكل راع مسؤول عن رعيته "
لقول رسول الله عليه الصلاة والسلام .
اذا لما ننجبهم ان كان السبيل بعد ذلك تركهم وعدم الاهتمام لهم ولا لمشاغلهم .. ليس القصد ابدا في
عدم الثقة في الابناء بل كل القصد في مسايرتهم ومواكبتهم بين الفينة والفينة والتقرب منهم اكثر فاكثر
لما لا نجعل ابناءنا اصدقاء لنا ، ما العيب في ذلك ؟ فلكن نحن من يبوحون لنا باسرارهم ، نحن من
نمسح دموعهم واهاتهم ، نحن الذين نواسيهم ونكون سندا اليهم حتى لا يتطرقوا ويلجؤوا الى مواقع
اخرى للتخفيف عن ما يكنن في خلاجاتهم ، فصدقوني ايها الآباء فالكثير من الابناء وجل الابناء يعانون كبتا
وكمدا لو ينطق به للجبال لهتزت ، اذا اخواني لماذا لا نقطع دابر الشر والمفسدة والمصيبة قبل ان تاتي
وتحل الكارثة وعندها يلام الأبناء وتقيد زمامهم ويظغط على نفوسهم والنتيجة الكثير يلجؤ الى الانتحار
والعياذ بالله ، نعم الانتحار صدق ان شئت ام لم تشا فهذه حقيقة بات الكل يعرفها وباتت واضحة للعيان
وعلى مراى ومسمع من الكل لانها مصيبة اخي واختي والله لانه مرض عضال اصاب الامة ، ولعل ذلك
العالم الغربي صاحب المقولة الشهيرة " الحمد لله الذي عرفني الاسلام قبل ان اعرف المسلمين " على
حق ، ألا تحرك فينا مقولته هذه ادنى ساكنا !!! اين اذن هم المسلمون والله لانه كثر القيل والقال وقل
الفعل والفعال وطغت صورة الاسلاماوية على الاسلامية .. فتذكروا ابائي وامهاتي واخواني واخواتي ،
ابناؤكم من صلبكم فآتوا من منكم حقه لانهم سبب المفخرة والسعد والهناء وبالبمقابل قد يكونون سببا
للشتيمة والعار والبلاء .. فأحكموا تربيتكم أثابكم الله عز وجل ونسال الله الهداية للجميع ..