ابني الحبيب
بدا الشهر الكريم وها هو العيد يسرع الخطى مقبلا علينا وانا ووالدك واخوك الصغير نستعد لملاقاته
ابني الغالي ساعمل كعك العيد الذي سأعجنه بدموعي واختمره من اهاتي المكبوتة وأحليه بحلاوة الذكريات عندما تذكرت صغرك وانت ترمقني بانفعال وانا اصنع الكعك ولسان حالك يقول متى ينضج لاتذوقه واقول لك اصبر ما هي الا ساعات وتاكل منه
تذكرت فرحتك بملابس العيد وكم كنت اضحك عندما اتي في الليل لاشد اللحاف عليك فاجدك تحتضن الملابس والحذاء ايضا وكأنك خائف من ان يسرقهم احد لقد كنت تصحو قبل اذان الفجر مسرعا بارتدائها ونحن نقوا اصبر لا تجعلها تتسخ تذهب الى المسجد مع والدك وانت تلفت الي وتقوللي بسرعة ذوقيني الكعكات قبل ان اذهب
اه يا بني احس الدار تبكي فراقك وشجرة التين العجوز تحن الى صعودك اليها وشجرة اللوز تمنحنا الثمار علها تعانق يدك الطرية وانت تقطفها . صورتك ما زالت تتوسط جدار الغرفة .واوراقك كانك لم تغادرها
ابني الحبيب بالله عليك لا تبكي وانت تقرا رسالتي فقلبي يحتضن اسمك واشعر بوجهك وانت تقبل راسي
ان قدر لي ان لا اراك وقد ابتلعتك بلاد الغربة وابتلعني الموت احكي لصغارك عني كم كنت احبهم عانقهم وان عدت يوما فزر قبري وقل كم كانت امي تحبني
فماذا رد عليها
أماه..
أنت الدفء بأضلاعٍ أتعبها البرد..
ولأنت العاصفة الحٌبْلى بالنور..
ولأنك مهد رجولتنا..
ولأنك مصنع أبطالٍ ورجال..
أحببناك
وحملنا كل بنادقنا..
كي نزرع ورداً ننثره خلف خطاكِ..
يا أماه..
أمي لم تبكيني برسالتك اليوم؟؟؟
أتظنين أن فرحتي بقميص أو دمية؟؟؟
فرحتي بالعيد هي أنتِ أمي
قبلتك الحانية كل صباح هي عيدي
لست بعيد عنك يا أمي و لو كنت بغربتي
أنت معي كل صباح و كل مساء
حديثك بأذني
همسك ما غاب عني
طيفك يلازمني
كيف لا و أنت أمي
أغمضي عيناك و تذكريني أمي
و نامي على سريري
و ستريني في منامك الليلة
و لن يطلع الفجر
الا و أنا في أحضانك
و بين أضلعك يكون مخبئي أمي
أنت عيدي