دفع ريال مدريد 35 مليون يورو لضم كريم بنزيمة قبل عامين، ودفع
برشلونة 40 مليون يورو لاستقدام ديفيد فيا الصيف الماضي، ورغم أن كلا
اللاعبين قدم مباريات جيدة مع قطبي إسبانيا، كانت لهما لقاءات أخرى تسببت
في شيء من الشكوك حولهما، الأمر الذي أحدث انتقادات عديدة للصفقتين.
انضم المهاجمان ديفيد فيا وكريم بنزيمة إلى برشلونة وريال مدريد
كصفقتين من العيار الثقيل، لكن قدما بعض المباريات دون المستوى وتركيز كل
الأضواء على ليو ميسي وكريستيانو رونالدو، كانت أسباب تشكيك دائم بقدرات
اللاعبين.
وفي الموسم الحالي 2011/2012 يرغب اللاعبان في تأكيد قدراتهما الهجومية مع فريقيهما، وفي ذهاب كأس السوبر بدآ ذلك بالفعل.
رغبة فلورنتينو انضم بنزيمة إلى ريال مدريد مقابل 35 مليون يورو، إذا أضيفت إلى 94
أخرى دفعت في كريستيانو رونالدو و65 مقابل كاكا صنعت الصيف الأكثر إنفاقا
لأحد الأندية عبر تاريخ الدوري الإسباني، بالتزامن مع عودة فلورنتينو بيريز
إلى رئاسة الميرينغي ورغبة منه في إحياء الآمال، ورحل في المقابل الثلاثي
الهولندي أريين روبن وويسلي شنايدر وكلاس يان هونتلار.
استبدال روبن بكريستيانو لقي ترحيب الجماهير، بينما يبدو الآن رحيل
شنايدر مقابل كاكا كخطأ كبير، رغم أن قدوم النجم البرازيلي في حينه أحدث
تفاؤلا كبيرا.
وظلت التساؤلات محيطة بعملية هونتلار-بنزيمة بالنظر إلى أن كليهما
يعدان من المهاجمين القادمين بقوة في سماء الكرة الأوروبية.
لم يخف فلورنتينو قط إعجابه بالفرنسي، لكن الأخير لم يكن محظوظا في
بداياته بالقلعة المدريدية، ففي موسمه الأول لم يسجل سوى تسعة أهداف في 33
مباراة رسمية، بينما في الموسم الثاني تحسن رصيده ليرتفع إلى 26 هدفا في
48 مباراة، لكنه من إجمالي 15 هدفا في الليغا، أحرز 14 في الدور الثاني بعد
أن فتح له باب التشكيل الأساسي الأرجنتيني غونزالو هيغوين بإصابته.
لكن أرقامه ظلت دوما أقل من كريستيانو رونالدو حتى مرحلة الإعداد
للموسم الحالي، حيث كان أكثر المتألقين بثمانية أهداف في سبع مباريات
ليستحق اللعب أساسيا أمام برشلونة في ذهاب كأس السوبر، ورغم أنه لم يسجل
كان اللاعب الأفضل في فريقه وصنع الهدف الأول لزميله الألماني مسعود أوزيل
بعد مراوغة أكثر من رائعة لمواطنه إريك أبيدال.
رهان غوارديولا الحقيقي بدوره، وصل فيا إلى برشلونة كبديل للسويدي زلاتان إبراهيموفيتش،
الذي لم يقنع في موسمه الأول بكتالونيا، ودون "فيلينغ" تجاه إيتو، كثرت
الشكوك حول إمكانية أن يكون هداف الماتادور الأول هو رأس الحربة الذي يبحث
عنه غوارديولا، وقتها بدا أن "إبرا" لم يكن سوى بديل إزاء رفض فالنسيا
التفريط في مهاجمه العام قبل الماضي، والأهم سبب للتعجيل برحيل الكاميروني.
لم يكن متوقعا أن يعاني فيا في التأقلم مع برشلونة بالنظر إلى لعبه
مع أغلب نجوم الفريق بمنتخب "لا روخا"، أرقامه لم تكن سيئة حيث أحرز 23
هدفا في 52 مباراة، وصنع في بعض الأوقات ثنائيا رائعا مع ليو ميسي، لكن
الجماهير كانت تريد ما هو أكثر.
وبدأ التأكيد على جدارته حقا بهدف رائع في نهائي دوري الأبطال في
مرمى الهولندي إيدوين فان دير سار حارس مانشستر يونايتد، ضمن لفريقه اللقب
عمليا لكنه لم يضمن إسكات الأصوات المنتقدة، وخلال الإعداد للموسم الحالي،
قدم عروضا جيدة ليكون بهدفين ثاني هدافي الفريق خلالها خلف تياغو
ألكانتارا.
لكن دون شك كان هدفه الأهم هو الذي أحرزه في مرمى ريال مدريد في
ذهاب كأس السوبر، ليس فقط لجماله وإنما لأنه غير مجرى اللقاء الذي كان
يسيطر عليه حينها الفريق الأبيض تماما.
كان فالديس هو الوحيد الذي حال دون تمتع الميرينغي بنتيجة أكبر،
حتى تمكن فيا من قهر كاسياس بتسديدة من خارج المنطقة في أبعد منطقة من
المرمى. ولم يشك أحد حينها بأن ذلك الهدف ربما قد يغير وجهة الكأس تماما.
عام الحسم في ظل هذه الأحداث، يبدو الموسم الحالي هو المتوج لأدائهما.
بالنسبة لبنزيمة ينبغي أن يكون هو العام الذي يحتل فيه مكانا أساسيا دائما
على حساب هيغوين، بينما حان الوقت لفيا كي يثبت أنه الشريك الأفضل لميسي،
بالتأكيد المهمة ليست سهلة، لكن المؤكد أيضا أن اللاعبين يملكان ما يكفي من
قدرات لمواجهتها.